يواجه قطاع التعليم في كل مكان، تحديات مستمرة تزداد يوماً بعد يوم، مع ازدياد التعقيدات التي يفرضها التطور العالمي، ومن بين أهم التحديات تلك المرتبطة بالأمن الأكاديمي، الذي يعد عنصراً أساسياً من عناصر المحافظة على مصداقية التعليم وجودته.
الأمن الأكاديمي مصطلح لمفهوم واسع تنضوي تحته أجزاء مهمة من النسيج الأكاديمي منها النزاهة الأكاديمية والأمن السيبراني وحقوق الملكية وغيرها، وبالحديث عن التحديات التي يواجهها قطاع التعليم وتحديداً ما له علاقة بالأمن الأكاديمي، وبشكل أدق ما يرتبط بالنزاهة الأكاديمية وهي الغش والسرقات الأدبية، نجد أنفسنا أمام واقع يحتاج إلى وقفة جماعية وجهود استثنائية مشتركة بين قيادات التعليم وأعضاء الهيئات التدريسية والطلبة والمجتمع الأكاديمي بأكمله، أكثر من أي وقت مضى، فعملية الانتقال القسري إلى التعليم الإلكتروني التي فرضتها جائحة كورونا على العالم أجمع قبل أكثر من ثلاث سنوات واستمرت لأكثر من عامين أكاديميين، أثرت بشكل أو بآخر على النزاهة الأكاديمية وفي الوقت نفسه وضعت كل مؤسسات التعليم في العالم على عربة التطور وهو جانب إيجابي.
مع التطور الكبير الحاصل في قطاع الموارد التعليمية الإلكترونية وتوفرها للجميع، أصبح الغش والانتحال، مشكلة واضحة، وصور الغش وأشكاله لم تعد كما كانت في السابق فقد أخذت منحى تكنولوجياً، وهي مشكلة ليست بالجديدة لكنها ازدادت تعقيداً بسبب التقنيات الحديثة والوصول السريع والسهل للمعلومات، هذه المشكلة في الواقع تخل بالأمن الأكاديمي وتعد خرقاً للنزاهة التعليمية وتشكل عائقاً كبيراً أمام تنمية مهارات الطلبة، والحال نفسه مع الانتحال الأدبي، فاستخدام جهد شخص آخر وسرقة أفكاره لا يختلف عن الغش في الامتحانات من حيث الفعل والنتيجة.
ولنكون موضوعيين في الطرح علينا أن نعرض التحديات وكيفية تجاوزها في هذا الجانب، وأولها يتعلق بطرق وأساليب التعليم، فالتحدي في هذا الجانب يتعلق بالطرق التقليدية القائمة على التركيز على الحفظ والتذكر، وهذا أول مشجع على الغش، فكل ما يحتاجه الطالب هو إعادة تقديم المعلومات التي حصل عليها فيلجأ إلى تقديمها بواسطة الغش، والحل يكمن في طرق تدريس قائمة على الفهم والتفكير، وتطوير امتحانات وطرق تقييم فاعلة في قياس تحصيل الطلبة مصممة على تقييم للفهم ومقاومة للغش، والتحدي الآخر في التكنولوجيا التي لا مفر من استخدامها فهي مع كل ما تقدمه للتعليم من خدمات، تسهل عملية الغش في المقابل، والحل في استخدامها للرقابة الإلكترونية، أما التحدي الثالث فيكمن في ضعف الوعي بالتبعات الأخلاقية للغش والانتحال، فأغلب الطلبة يعتبرون هذا الأمر نوعاً من «الشطارة» و«التعاون» والقدرة على تجاوز حاجز الامتحان، والحل في تنمية الوعي وإضافة الأخلاق الأكاديمية إلى المحتوى التعليمي.
هذه المسألة تعالج بجهود مشتركة من كل القائمين على العملية التعليمية بمختلف مستوياتهم، ولا يمكن لفرد أو جهة بعينها تحمّل أعبائها ومسؤوليتها منفردة، فهي مسؤولية الجميع، كما أن الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا يعد عاملاً أساسياً لتحقيق الأمن الأكاديمي.
* عميد كلية القانون – الجامعة الخليجية
الأمن الأكاديمي مصطلح لمفهوم واسع تنضوي تحته أجزاء مهمة من النسيج الأكاديمي منها النزاهة الأكاديمية والأمن السيبراني وحقوق الملكية وغيرها، وبالحديث عن التحديات التي يواجهها قطاع التعليم وتحديداً ما له علاقة بالأمن الأكاديمي، وبشكل أدق ما يرتبط بالنزاهة الأكاديمية وهي الغش والسرقات الأدبية، نجد أنفسنا أمام واقع يحتاج إلى وقفة جماعية وجهود استثنائية مشتركة بين قيادات التعليم وأعضاء الهيئات التدريسية والطلبة والمجتمع الأكاديمي بأكمله، أكثر من أي وقت مضى، فعملية الانتقال القسري إلى التعليم الإلكتروني التي فرضتها جائحة كورونا على العالم أجمع قبل أكثر من ثلاث سنوات واستمرت لأكثر من عامين أكاديميين، أثرت بشكل أو بآخر على النزاهة الأكاديمية وفي الوقت نفسه وضعت كل مؤسسات التعليم في العالم على عربة التطور وهو جانب إيجابي.
مع التطور الكبير الحاصل في قطاع الموارد التعليمية الإلكترونية وتوفرها للجميع، أصبح الغش والانتحال، مشكلة واضحة، وصور الغش وأشكاله لم تعد كما كانت في السابق فقد أخذت منحى تكنولوجياً، وهي مشكلة ليست بالجديدة لكنها ازدادت تعقيداً بسبب التقنيات الحديثة والوصول السريع والسهل للمعلومات، هذه المشكلة في الواقع تخل بالأمن الأكاديمي وتعد خرقاً للنزاهة التعليمية وتشكل عائقاً كبيراً أمام تنمية مهارات الطلبة، والحال نفسه مع الانتحال الأدبي، فاستخدام جهد شخص آخر وسرقة أفكاره لا يختلف عن الغش في الامتحانات من حيث الفعل والنتيجة.
ولنكون موضوعيين في الطرح علينا أن نعرض التحديات وكيفية تجاوزها في هذا الجانب، وأولها يتعلق بطرق وأساليب التعليم، فالتحدي في هذا الجانب يتعلق بالطرق التقليدية القائمة على التركيز على الحفظ والتذكر، وهذا أول مشجع على الغش، فكل ما يحتاجه الطالب هو إعادة تقديم المعلومات التي حصل عليها فيلجأ إلى تقديمها بواسطة الغش، والحل يكمن في طرق تدريس قائمة على الفهم والتفكير، وتطوير امتحانات وطرق تقييم فاعلة في قياس تحصيل الطلبة مصممة على تقييم للفهم ومقاومة للغش، والتحدي الآخر في التكنولوجيا التي لا مفر من استخدامها فهي مع كل ما تقدمه للتعليم من خدمات، تسهل عملية الغش في المقابل، والحل في استخدامها للرقابة الإلكترونية، أما التحدي الثالث فيكمن في ضعف الوعي بالتبعات الأخلاقية للغش والانتحال، فأغلب الطلبة يعتبرون هذا الأمر نوعاً من «الشطارة» و«التعاون» والقدرة على تجاوز حاجز الامتحان، والحل في تنمية الوعي وإضافة الأخلاق الأكاديمية إلى المحتوى التعليمي.
هذه المسألة تعالج بجهود مشتركة من كل القائمين على العملية التعليمية بمختلف مستوياتهم، ولا يمكن لفرد أو جهة بعينها تحمّل أعبائها ومسؤوليتها منفردة، فهي مسؤولية الجميع، كما أن الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا يعد عاملاً أساسياً لتحقيق الأمن الأكاديمي.
* عميد كلية القانون – الجامعة الخليجية