يكشف الهجوم الإسرائيلي على غزة الكثير من الحقائق التي تمكننا من استشراف المستقبل والتعامل الإعلامي المستقبلي مع القضايا العالمية، ومن أهم تلك الحقائق أن الولايات المتحدة ودول الغرب تتعامل بمعايير مزدوجة مع الشعوب مليئة بالتحيز والعنصرية، وكانت تصريحاتهم «الشوفينية» تعاطفاً مع الإسرائيليين هي ذاتها التي أطلقوها تعاطفاً مع الأوكرانيين مع بدء الاجتياح الروسي لها.
لنعد بالزمن قليلاً ونستعرض بعض ردود الأفعال والتصريحات الغربية التي علا صوتها مع أزمة أوكرانيا، ولكنها كانت صامتة تجاه ضحايا العراق وسوريا واليمن وغزة اليوم، فلقد صرح نائب المدعي العام السابق لأوكرانيا «إنه أمر مؤثر للغاية بالنسبة لي لأنني أرى أوروبيين بعيون زرقاء وشعر أشقر.. يُقتلون كل يوم».
وقال الصحفي فيليب: «نحن لا نتحدث هنا عن فرار سوريين من قصف النظام السوري المدعوم من بوتين، نحن نتحدث عن الأوروبيين الذين يغادرون في سيارات تشبه سياراتنا لإنقاذ حياتهم»، وكتب دانييل حنان في التلغراف: «يبدون مثلنا كثيراً، هذا ما يجعل الأمر صادماً للغاية، أوكرانيا بلد أوروبي، يشاهد أفرادها نتفلكس ولديهم حسابات على إنستغرام، ويصوتون في انتخابات حرة ويقرؤون الصحف غير الخاضعة للرقابة، لم تعد الحرب شيئاً يتعرض له السكان الفقراء والبعيدون».
لست أكتب هذا العمود اليوم مؤيداً للاجتياح الروسي، بل نحن مع المظلومين وشعارنا الإنسانية، ولذلك نجد أن التصريحات الغربية وتعاطفهم مع أوكرانيا ليس لنصرتهم لقضيتهم، أو لأنهم مظلومون، بل هناك معنى ضمني واضح، وهو أن الحرب هي حالة طبيعية ومعتادة للشعوب الملونة، ولكنها لا تصلح للعرق الأبيض لأنهم مسالمون!!
ولو قارنا تعامل الإعلام الأمريكي والغربي مع القضية الفلسطينية والمجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في غزة، وكيف تجاهل الغرب القتل الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في غزة، في الوقت الذي يتباكى فيه بشأن أوكرانيا، ويعرض قلقه عن طريق شيطنة الفلسطينيين ومقاومتهم، بينما يتابع أوضاع غزة بلامبالاة، مشاهداً الإسرائيليين يقتلون الفلسطينيين ويدمرون قطاع غزة بدم بارد وشعور بالرضا، وكأن أحدهم يقول «تتعاطف مع أوكرانيا أنت إنساني.. لكن مع غزة أنت إرهابي!».
إن المعايير المزدوجة والنفاق الغربي في التعامل مع القضايا الإنسانية يوضح لنا حجم العنصرية المغروسة في نفوسهم، فمشاهد القتل اليومي للأطفال، وقصف المستشفيات، وتهجير الشعب الفلسطيني لا تحرك فيهم ساكناً، بل أصبحوا يتهافتون إلى دعم قوات الجيش الإسرائيلي بالعدة والعتاد، وقاموا برفض مشروع القرار الذي قدمته البرازيل الداعي إلى «هدنة إنسانية للسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع وآمن ودون عوائق»، ولم يعتمد مشروع القرار بسبب استخدام الولايات المتحدة حق النقض «الفيتو»، كما تسابق رؤساء الدول ورؤساء الوزراء ووزراء الخارجية إلى زيارة إسرائيل وإعلان تعاطفهم، بينما لم يحرك منهم ساكناً تجاه ضحايا غزة من أطفال ونساء وشيوخ، ولم يجرموا قصف المستشفيات وإغلاق المعابر، ومنع المساعدات الإنسانية.
ومع ذلك يبدو أن الغرب ليس وحده من يملك عنصرية في المشاعر، بل هناك عقدة الخواجة المتلازمة مع بعض المرضى الذين يدينون الفصائل الفلسطينية وهم في رغد العيش، ويطلقون أحكاماً لا يعرفها عديمو المبادئ، الذين لا تهزهم مشاهد القتل والدمار، الأشلاء المبعثرة، الوجوه المحترقة، بكاء الأطفال، وحسرات الثكالى، بل هم في فردانيتهم يعمهون!!
{{ article.visit_count }}
لنعد بالزمن قليلاً ونستعرض بعض ردود الأفعال والتصريحات الغربية التي علا صوتها مع أزمة أوكرانيا، ولكنها كانت صامتة تجاه ضحايا العراق وسوريا واليمن وغزة اليوم، فلقد صرح نائب المدعي العام السابق لأوكرانيا «إنه أمر مؤثر للغاية بالنسبة لي لأنني أرى أوروبيين بعيون زرقاء وشعر أشقر.. يُقتلون كل يوم».
وقال الصحفي فيليب: «نحن لا نتحدث هنا عن فرار سوريين من قصف النظام السوري المدعوم من بوتين، نحن نتحدث عن الأوروبيين الذين يغادرون في سيارات تشبه سياراتنا لإنقاذ حياتهم»، وكتب دانييل حنان في التلغراف: «يبدون مثلنا كثيراً، هذا ما يجعل الأمر صادماً للغاية، أوكرانيا بلد أوروبي، يشاهد أفرادها نتفلكس ولديهم حسابات على إنستغرام، ويصوتون في انتخابات حرة ويقرؤون الصحف غير الخاضعة للرقابة، لم تعد الحرب شيئاً يتعرض له السكان الفقراء والبعيدون».
لست أكتب هذا العمود اليوم مؤيداً للاجتياح الروسي، بل نحن مع المظلومين وشعارنا الإنسانية، ولذلك نجد أن التصريحات الغربية وتعاطفهم مع أوكرانيا ليس لنصرتهم لقضيتهم، أو لأنهم مظلومون، بل هناك معنى ضمني واضح، وهو أن الحرب هي حالة طبيعية ومعتادة للشعوب الملونة، ولكنها لا تصلح للعرق الأبيض لأنهم مسالمون!!
ولو قارنا تعامل الإعلام الأمريكي والغربي مع القضية الفلسطينية والمجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في غزة، وكيف تجاهل الغرب القتل الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في غزة، في الوقت الذي يتباكى فيه بشأن أوكرانيا، ويعرض قلقه عن طريق شيطنة الفلسطينيين ومقاومتهم، بينما يتابع أوضاع غزة بلامبالاة، مشاهداً الإسرائيليين يقتلون الفلسطينيين ويدمرون قطاع غزة بدم بارد وشعور بالرضا، وكأن أحدهم يقول «تتعاطف مع أوكرانيا أنت إنساني.. لكن مع غزة أنت إرهابي!».
إن المعايير المزدوجة والنفاق الغربي في التعامل مع القضايا الإنسانية يوضح لنا حجم العنصرية المغروسة في نفوسهم، فمشاهد القتل اليومي للأطفال، وقصف المستشفيات، وتهجير الشعب الفلسطيني لا تحرك فيهم ساكناً، بل أصبحوا يتهافتون إلى دعم قوات الجيش الإسرائيلي بالعدة والعتاد، وقاموا برفض مشروع القرار الذي قدمته البرازيل الداعي إلى «هدنة إنسانية للسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع وآمن ودون عوائق»، ولم يعتمد مشروع القرار بسبب استخدام الولايات المتحدة حق النقض «الفيتو»، كما تسابق رؤساء الدول ورؤساء الوزراء ووزراء الخارجية إلى زيارة إسرائيل وإعلان تعاطفهم، بينما لم يحرك منهم ساكناً تجاه ضحايا غزة من أطفال ونساء وشيوخ، ولم يجرموا قصف المستشفيات وإغلاق المعابر، ومنع المساعدات الإنسانية.
ومع ذلك يبدو أن الغرب ليس وحده من يملك عنصرية في المشاعر، بل هناك عقدة الخواجة المتلازمة مع بعض المرضى الذين يدينون الفصائل الفلسطينية وهم في رغد العيش، ويطلقون أحكاماً لا يعرفها عديمو المبادئ، الذين لا تهزهم مشاهد القتل والدمار، الأشلاء المبعثرة، الوجوه المحترقة، بكاء الأطفال، وحسرات الثكالى، بل هم في فردانيتهم يعمهون!!