المرأةُ البحرينيةُ عظيمة، طاقتها جبارة، كبيرةُ بعلمها وفكرها، مدرسة نهضوية صنعت وطناً، علمت، وأنبتت، وأثمرت من قلبها الحب لتصنع جيلاً، ومن عطائها المدارس بألوانها صنعت نسيجاً، ومن عينها أشاعت بريقاً لنور هذا الوطن.
حينما تبكي تجرفُ الدموع سقيا للشجر، وحينما تكدحُ.. تكدحُ صمتاً عابرة تزرع ورداً؛ صيتها عمل، وتقديرها كلمة شكر تفرحها دهرا، إنها البحرينية.
امرأةٌ متحديةٌ مغامرةٌ فتحت الكثير من الأبواب بابتكاراتها، وإبداعاتها، وبخبراتها صغيرة كانت أو كبيرة، امرأة عاملة أو ربة منزل كادحة، استطاعت أن ترسم خارطة البلد، وسياسة العمل لجيل بيدها تربى؛ ليواصل مسيرة نهضة الوطن.
المرأة البحرينية تستحق كل جهد وعطاء يميزها تقديراً لما تثمرة على هذه الأرض فكانت هي جهود المجلس الأعلى للمرأة.. اثنان وعشرون عاماً ومجلس المرأة البحرينية برئاسته من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بن إبراهيم آل خليفة، يحيي الطاقات النسوية بإستراتجياته التنموية لإبراز المهارات الفكرية والعملية الكامنة؛ لشغل المناصب الوطنية في القطاعات الحكومية والخاصة، والأهلية بسمعة ذهبية حيث العطاء بحب ونماء؛ لتكون بصمة المرأة البحرينية في كل ركن من العمل الوطني بفخر وراية بهية، تبرزها لنا الأرقام الإحصائية 43 % من القوى العاملة البحرينية، و56% منها في القطاع الحكومي، و35% في القطاع الخاص، وغيره مما سجلته من نسب مئوية في المراكز القيادية في القطاع الحكومي بنسبة 49% والخاص منها بنسبة 37%؛ تعكس قدرة المرأة البحرينية في المجالات الوطنية وغيرها من الأعمال الريادية والسجلات الفردية بنسبة 45% والاستثمارات في البورصة العالمية؛ فشغلت نسبة 34%، كما سجلت نسبتها في القطاعات الدبلوماسية 37% وغيرها التعليم العالي؛ ففاق الرجال أكثر من النصف بنسبة 63% وزادت نسبها في التخصصات العلمية الهندسية، وعلوم المستقبل فكانت 47% كما ضاعفت المرأة البحرينية مسيرتها في التخصصات الطبية فزادت نسبتها 68% ومثلها الهندسية لتشغل مواقعها في القطاع الحكومي بنسبة 36%.. إنها المرأة البحرينية فخر واعتزاز لأبنائها وقيادات البلاد لتكون من أبرز الإنجازات.
قيادات البحرين لم تبخل يوماً أو تتردد في تسخير كل الطاقات والإمكانيات لتعطي فرصة سانحة لخوض المرأة في مختلف المجالات فكانت مكانتها محفوظة في كل المبادرات الوطنية ومنها المبادرة الوطنية للتوازن بين الجنسين في مجال علوم المستقبل المتمثلة في التكنولوجيا، والطاقة المتجددة، وعلوم الفضاء، والذكاء الاصطناعي، والأمن الغذائي، وتقنية النانو، والطب الدقيق، حيث تطوير البنية التحتية الداعمة لعلوم المستقبل، والعمل على سد الفجوات بين مخرجات التعليم، ومتطلبات سوق العمل بتطوير البيئة المشجعة للإبداع والابتكار وتطوير البحث العلمي والتبادل الفكري، حيث هي الفرص والمجالات الواعدة لتطوير جيل المستقبل، وتعزيز مشاركة المرأة.
إنها الخطة الوطنية للنهوض بالمرأة البحرينية الوثيقة التشاركية الوطنية حيث تنفيذ البرامج، وتمكين المرأة، واقتراح تشريعات، وسياسات جديدة وتعديلها، وتمثيل المرأة البحرينية في المنتديات العربية والدولية، ورفع مستوى وعي المجتمع بدور المرأة وحقوقها وواجباتها، وإنشاء مراكز معلومات للبحوث والدراسات وقواعد البيانات، ويتبعها الإستراتجية الوطنية للطفولة ولكبار السن ولذوي الإعاقة ولحقوق الإنسان حيث الاستقرار الأسري وتعزيز الترابط المجتمعي، والحماية من العنف الأسري ضمن التوجه الإستراتيجي الوطني من منطلق الالتزامات الدولية، وأهداف التنمية المستدامة، وسياسات ومبادرات برنامج عمل الحكومة، وذلك من أجل أسرة ومجتمع آمن ومستقر حيث هي الرؤية التي تعمل برسالة واضحة وبينة لكي تتمتع المرأة بجميع حقوقها وما يعزز سلامتها الصحية والنفسية في إطار الترابط العائلي.
بطاقة تهنئة وشكر وتقدير
ألف تحية وتقدير لكل أمرأة بحرينية، ولكل امرأة ساهمت في بناء وطني البحرين، ولكل امرأة عصامية صنعت من نفسها كيان خير لتحمل هوية الوطن، وكلمة شكر وتقدير تعجز في مضمونها كل كلمات التعبير إلى جلالة الملك المعظم الذي فتح كل القنوات وسهل كل السبل لتنفيذها بسواعد كريمة من صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وإلى الأم العظيمة أم هذا الوطن صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة جلالة الملك المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة صاحبة الفضل العظيم بعد الله لهذه المسيرة التنموية للمرأة البحرينية داعين الله عز وجل بأن يحفظ عليها هذه النعم وتستمر المسيرة بكل خير وكل عام والمرأة البحرينية في عز ورخاء بقيادتها فخر رايتها.
* إعلامية وباحثة أكاديمية