الخلاف المتكرر بين النواب ووزارة العمل وصندوق العمل «تمكين» يجب أن يوضع في نصابه حتى لا يتم تبادل الاتهامات دون أن نحصل على إجابات مفيدة .

بمعنى بدلاً من إحصائيات تكررها وزارة العمل على كم دفعت «تمكين» وكم ضخت وكم قدمت وكم عدد من صرفت عليهم، لابد أن تكون الإحصائيات لمؤشرات النتائج لا لمؤشرات الصرف.

فالمطلوب أن نعرف كم بحرينياً ارتقى في عمله وزاد راتبه بفضل برامج التدريب التي اعتمدتها «تمكين»؟ كم رائد عمل دخل السوق واستمر بفضل دعم «تمكين»؟

هذه هي النتائج والمحصلات النهائية التي ممكن أن أعدها كمؤشر للنجاح، وهي التي سأعرف من خلالها إن كانت 2 مليار دينار التي صرفتها «تمكين» وتكرر ذكرها في كل جلسة قد وضعت في مكانها الصحيح أم أن أغلبها ضاع هدراً؟

2 مليار أو حتى عشرة مليارات ليست هي مؤشر أداء قياسي سيخبرني إن كان أداء الصندوق ممتازاً أو سيئاً، بل اذكر لي عدد المؤسسات البحرينية الباقية في السوق بفضل «تمكين»؟ وكم بحرينياً ارتقى أو زاد دخله بفضل برامج ومبادرات «تمكين»؟

لديكم جميع القواعد البيانية التي ممكن أن تقدم لكم دراسات دقيقة توصلكم للنتائج المطلوبة، فبالتأكيد هناك العديد ممن استفاد، وبالتأكيد الصندوق صرف مبلغاً كبيراً، إنما نقاشنا يجب أن يرتكز على كيفية الاستفادة وأين تحققت؟

لا يمكن قياس أداء الصندوق من خلال كم المبالغ التي صرفتها، إذ ممكن أن تكون المبالغ كبيرة جداً، إنما أهدرت ولم تصرف في مكانها الصحيح، وأنا هنا لا أقول إنها أهدرت ولكن نقول إن مجرد ذكر مبلغ الصرف دون أن تكون لدي دراسة تدلني على أن ما صرفته قد جاء بنتائج إيجابية فإن مقدار صرفي ليس مؤشراً على أداء عملي وجودته.

ضياع وقت المجلس كل مرة يفتح هذا الموضوع، لأن النواب يرتكزون في هجومهم على الصندوق ووزارة العمل على قصص وروايات ممن لم يستفد من هذه المبالغ، وهي قصص حقيقية، وحجة وزارة العمل الدفاعية ترتكز على أنها إنما تصرف الكثير وتعتمد الكثير، ونبقى ندور في ذات الحلقة المفرغة في كل مرة رغم أن كليهما يقول الحقيقة، هناك بحرينيون لم يستفيدوا فعلاً وهناك مبالغ كبيرة تصرف فعلاً، ولا ينهي هذا الجدل إلا بالعودة لأهداف تأسيس الصندوق، وليس من بينها تحديد مبالغ الصرف وعدد البرامج، فتلك وسائل وليس أهدافاً، وتقديم إحصائيات بعدد الوسائل والمبالغ لا يعني أننا حققنا أهدافنا.

كما أن ذكر حالات الفشل التي يركز عليها النواب ليست مؤشراً كافياً يدل على فشل الصندوق، إذ قد تكون قصص النجاح أكثر، ولن يوقف هذا الجدل إلا بمؤشرات قياس تخبرنا كم نسبة كل منهما.. لنركز على الأهداف لا الوسائل.