جواز سفرك أو جنسيتك تظل مجرد هوية ورقية ما لم تجمع حامليها وتعزز الروابط بينهم وتخلق لهم انتماءً واحداً وقواسم مشتركة تعلو فوق أي قواسم مع أي جماعات أخرى أو هويات أخرى.
الخوف على ضياع الهوية شغلنا الشاغل في عالمنا العربي بعد أن هجمت علينا موجة الجماعات والأحزاب التي فرقتن، أو لنكن صريحين عززت فرقتنا، لهذا دارت حولها كلمة معالي وزير الداخلية الأخيرة في اجتماع وزراء الداخلية العرب.
فماذا يعني أن تضيع الهوية من أي مجتمع؟ ما الذي سيحدث؟
ماذا يشكل من خطر ألا تجد قواسم مشتركة لأفراد المجتمع تجعلها تقف على أرضية واحدة؟ حينها ستجد كل مجموعة قواسمها الخاصة بها وتتمسك بها، فإن كانت تلك القواسم لها امتدادات خارجية فستجد تلك الامتدادات تقوى وتتعزز على حساب الجذور المحلية.
حينها يسهل تجنيد واجتذاب الشباب لاجندات خارجية، فلا شيء يجمعه مع الداخل والإنسان بطبيعته كائن اجتماعي يبحث دائماً عن قواسمه المشتركة مع الآخرين لينتمي إلى مجموعة.
لهذا وجدت الجماعات الدينية بيئة خصبة في كل مجتمع هويته ضعيفة وقواسمه واهية، فنجحت في جذب الشباب لها لتكون لهم بديلاً عن الوطن، ومنحتهم هويتهم الخاصة بهم ليتميزوا عن بقية الجماعات.
فترى كلاً يتمسك بزي ومظهر خاص مشترك فتعرف الشخص منتمياً إلى أي جماعة من مظهره وقبل أن يتكلم، وحين تكون الجماعات لها امتدادات خارج الحدود الوطنية تجد المنتمين إليها تجمعهم تلك القواسم المشتركة رغم تعدد جنسياتهم وتعدد أصولهم وأعراقهم، وكأن الجماعات قادرة على إذابة تلك الفوارق في حين أن الدولة الوطنية عاجزة عن جمعها، وهنا الخوف، هنا الخطر، هنا تتعقد الأمور ويزدادد الخطر ويتهدد الأمن.
حين ترى في أي بلد تعدد انتماءات المجتمع فيه فهناك جماعات أصولها وجذورها واحدة لها زيها ولها مظهرها ولها احتفالاتها ولها لغتها البارزة وتطغى على لغة من ينتمون إليها ويحملون هويتها ورقياً؛ أي من خلال جواز سفر أو بطاقة، لكنهم بعيدون كل البعد عن جوامع تلك الهوية الورقية.
وجماعات أخرى تلتف مع بعضها البعض وجامعهم المذهب أو الديانة، وتعجز الهوية الوطنية أن تشكل لهم قواسم مشتركة مع الجماعات الأخرى التي تحمل ذات الهوية.
لذا حين ترى أن لا مشترك يجمع بين أفراد أي مجتمع كمظهر ولا مشترك يجمعنا كانتماء فاعلم أن التعددية هنا لها قوة عزل وقدرة على تشتيتت وتفتييت المجتمع، وأن التعددية هنا هيأت البيئة المناسبة لجميع أنواع الاختراقات.
في حين أثبتت الجماعات، وخاصة الدينية منها، أن التعددية ليست حاجزاً أمام خلق هوية مشتركة وليست عائقاً أمام الانتماء، في حين عجزت الدولة الوطنية أن تخلق تلك الهوية الجامعة بين حاملين أوراقها.
الدولة الذكية هي التي تضع مهمة جعل تلك الأوراق التي يحملها مواطنوها واقعاً معيشاً ومنعكساً على حامليها، تعرفهم من سيماههم واجتماعهم على كلمة وأرضية وطنية واحدة، ومنعكساً على تمسكهم وتعلقهم واعتزازهم بكل رمزيات تلك الأوراق، وتمسكهم بها تمسك الغارق بطوق النجاة وتجعل من تلك المهمة على رأس أولوياتها لتسابق الزمن مع من يريدون اختطافهم.
الخوف على ضياع الهوية شغلنا الشاغل في عالمنا العربي بعد أن هجمت علينا موجة الجماعات والأحزاب التي فرقتن، أو لنكن صريحين عززت فرقتنا، لهذا دارت حولها كلمة معالي وزير الداخلية الأخيرة في اجتماع وزراء الداخلية العرب.
فماذا يعني أن تضيع الهوية من أي مجتمع؟ ما الذي سيحدث؟
ماذا يشكل من خطر ألا تجد قواسم مشتركة لأفراد المجتمع تجعلها تقف على أرضية واحدة؟ حينها ستجد كل مجموعة قواسمها الخاصة بها وتتمسك بها، فإن كانت تلك القواسم لها امتدادات خارجية فستجد تلك الامتدادات تقوى وتتعزز على حساب الجذور المحلية.
حينها يسهل تجنيد واجتذاب الشباب لاجندات خارجية، فلا شيء يجمعه مع الداخل والإنسان بطبيعته كائن اجتماعي يبحث دائماً عن قواسمه المشتركة مع الآخرين لينتمي إلى مجموعة.
لهذا وجدت الجماعات الدينية بيئة خصبة في كل مجتمع هويته ضعيفة وقواسمه واهية، فنجحت في جذب الشباب لها لتكون لهم بديلاً عن الوطن، ومنحتهم هويتهم الخاصة بهم ليتميزوا عن بقية الجماعات.
فترى كلاً يتمسك بزي ومظهر خاص مشترك فتعرف الشخص منتمياً إلى أي جماعة من مظهره وقبل أن يتكلم، وحين تكون الجماعات لها امتدادات خارج الحدود الوطنية تجد المنتمين إليها تجمعهم تلك القواسم المشتركة رغم تعدد جنسياتهم وتعدد أصولهم وأعراقهم، وكأن الجماعات قادرة على إذابة تلك الفوارق في حين أن الدولة الوطنية عاجزة عن جمعها، وهنا الخوف، هنا الخطر، هنا تتعقد الأمور ويزدادد الخطر ويتهدد الأمن.
حين ترى في أي بلد تعدد انتماءات المجتمع فيه فهناك جماعات أصولها وجذورها واحدة لها زيها ولها مظهرها ولها احتفالاتها ولها لغتها البارزة وتطغى على لغة من ينتمون إليها ويحملون هويتها ورقياً؛ أي من خلال جواز سفر أو بطاقة، لكنهم بعيدون كل البعد عن جوامع تلك الهوية الورقية.
وجماعات أخرى تلتف مع بعضها البعض وجامعهم المذهب أو الديانة، وتعجز الهوية الوطنية أن تشكل لهم قواسم مشتركة مع الجماعات الأخرى التي تحمل ذات الهوية.
لذا حين ترى أن لا مشترك يجمع بين أفراد أي مجتمع كمظهر ولا مشترك يجمعنا كانتماء فاعلم أن التعددية هنا لها قوة عزل وقدرة على تشتيتت وتفتييت المجتمع، وأن التعددية هنا هيأت البيئة المناسبة لجميع أنواع الاختراقات.
في حين أثبتت الجماعات، وخاصة الدينية منها، أن التعددية ليست حاجزاً أمام خلق هوية مشتركة وليست عائقاً أمام الانتماء، في حين عجزت الدولة الوطنية أن تخلق تلك الهوية الجامعة بين حاملين أوراقها.
الدولة الذكية هي التي تضع مهمة جعل تلك الأوراق التي يحملها مواطنوها واقعاً معيشاً ومنعكساً على حامليها، تعرفهم من سيماههم واجتماعهم على كلمة وأرضية وطنية واحدة، ومنعكساً على تمسكهم وتعلقهم واعتزازهم بكل رمزيات تلك الأوراق، وتمسكهم بها تمسك الغارق بطوق النجاة وتجعل من تلك المهمة على رأس أولوياتها لتسابق الزمن مع من يريدون اختطافهم.