تنهض الشعوب اليوم بكل ما أوتيت من آليات وإمكانيات متنوعة لمكافحة المخدرات المختلفة، لما لها من تأثير مدمر على مستقبل الأوطان وشبابها ونهضتها، وجاءت المسلسلات الرمضانية للدراما العربية لتلعب دوراً كبيراً في طرح هذه القضية بمختلف الأشكال كنوع من المساهمة الفنية ضمن آليات مكافحة هذه الآفة المميتة لمستقبل البشرية.حيث تناولت الدراما العربية في أغلبها موضوع المخدرات واعتبرته جزءاً من موضوعها في المحتوى فكانت هي الرسالة التي أرادت أن توصلها إلى المجتمع وأفراده وبالخصوص إلى صغاره وشبابه من الجيل الصاعد الذي أصبح اليوم معرضاً للوقوع في هذه القوقعة المميتة والمدمرة لحياته بمختلف أشكالها لكي يتعظ ويأخذ الحذر من هذه الآفة العنكبوتية.ولكن لهذا الطرح من التناول للدراما العربية من شكل المدمن المتهالك ونهايته وطريقة الاتجار بالمخدرات وعواقبها وغيره من تأثيرات مهلكة على المدمن لنفسه وعلى أسرته وما يتركه الإدمان من تأثير نفسي واجتماعي على محيطه كانت هناك عدة أوجه من الآراء؛ فالوجه الأول: وجه اعترض على تناول هذه المضامين بمشاهدها في فترة يتم التركيز فيها على مشاهدة مسلسلات تجمع أفراد الأسرة الواحدة حيث تفتح الأعين وتلفت الانتباه لوجود هذه المخاطر والتي ترجع بآثار سلبية ونفسية على أفراد الأسرة وأبنائها، ووجه آخر أشاد بهذه المضامين لما بها من توعية للمجتمع ولفت الانتباه وأخذ الحيطة والحذر واعتبرها نقطة انتباه لما يحدث في المجتمع يجب الالتفات إليه وما يجرى حوله والتوعية بهذا الشأن.وما بين الوجهين الإيجابي والسلبي كان هناك وجه آخر أشار إلى كم المسلسلات التي تضاعف من الإدمان الإلكتروني وهو الإدمان الحقيقي الذي لا نعرف أن نتخلص منه جميعنا الإدمان الذي أوقف حوارات الأفراد ونقاشاتهم في موضوعات حياتهم وعلاقاتهم وأسكن وجمد وعلق كل الحوارات التي احتاجت إلى حيوية ونشاط واستعادة علاقات واصلاح ومعالجة وحلول لمشكلات قد يعاني منها الأبناء أو الآباء أو الأصدقاء أو الأقارب وأخرت التواصل وقطعت الاتصال وجعلته متقوقعاً في العالم الإلكتروني والفضائي والذي أدى إلى كوارث نفسية كانت أحد أسباب الإنجرار إلى آفة المخدرات بأنواعها المختلفة.وما بين الأوجه الثلاثة نحن لا نرى إلا أن هناك ضرورة لأهمية القياس النفسي لمشاهدة كم المسلسلات التي عرضت بمضامين تناولت المخدرات والإدمان وعرضت الكثير للخوف من هذه الآفة وأبعادها، والآثار النفسية التي استحوذت علينا من الإدمان الإلكتروني الذي قيد الشعور بمشاكلنا ومن حولنا وخصوصا بعد خروج العالم من قوقعة "كورونا" ودخولنا الحرب الفايروسية والبيولوجية حيث هي الدائرة التي يجب أن تدرس بعناية فائقة من قبل المتخصصين والباحثين.
وقفة عربية:لماذا لا يكون هناك ميثاق عربي للأعمال الدرامية؟ يشارك فيه أعضاء من المهن التمثيلية والسينمائية وأطباء علم النفس وعلم الاجتماع والإعلاميون والتكنولوجيون والمتخصصون في مجال مكافحة مثل هذا الآفات المدمرة للمجتمع وتداعياتها بهدف وضع وثيقة أخلاقية أو معايير لتناول الموضوعات التي تهم المجتمع العربي وتؤثر في بنائه ومستقبله وحلول لكيفية معالجتها بالشكل الدرامي بتأثيرات إيجابية تحسن من الوضع النفسي والاجتماعي لأفراد الأسرة في المجتمع، ويعد ذلك ضمن الجهود التي تدرج ضمن الآليات الوطنية القائمة على مدار الوقت لمكافحة مختلف أشكال الإدمان.* إعلامية وباحثة أكاديمية
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90