في جمعية الشعر الشعبي حيث المقر القديم وقبل أكثر من عشرين عاماً التقيت بإنسانة عظيمة تحمل البهجة من نبع فيها المبتسم، استقبلتنا بقوة الترحيب وبالحديث الشيق الثمين القيم الذي لا يمل من سلسلة الثقافة، وعمق التفكير، وفخامة الحديث حيث التواضع الذي سطرته نهجاً في تعاملاتها الدبلوماسية السياسية والإعلامية المنمقة ببروتوكولها الراقي الأصيل لتعطي معنى للوطنية الحضارية حيث المرأة البحرينية إنها ـ خلدية آل خليفة- التي عرفتها شاعرة تسطر الكلمات لتتراقص بسلاسة وخفة من عمق الثقافة.
وتمر الأيام وعلى التوالي نتجاذب الأحاديث كثيراً في عدد من اللقاءات الصحفية والإعلامية في الإعلام ومع بداية دخول الإعلام الحديث ووسائل التواصل الاجتماعي حيث كثيراً ما أكدت على مدى أهمية النوعين وعن سر تأثيرهما المستقبلي في دمجهما وانعكاسهما على إنجازات البلاد، د. خلدية آل خليفة لها رأي في كل مقال وما يطرح في المقام، حديثها علم وعملها سياسة وفكرها إعلامي مخضرم بسياسة دبلوماسية تخصصها منهج فكري ترجم في القاعات الدراسية والفصول الجامعية في جامعة البحرين، فأثرها وسام ومقام في عقول من جيل المستقبل سمعوا الكلمات النصوحة الموسومة بالتشجيع والحماس والإصرار ليكون خوضها في حقل الإعلام وغيرها من المجالات حيث النجاحات.
د. خلدية آل خليفة -البصمة الوطنية- في المجتمع لها حوارات عدة علمية وثقافية وأخرى أدبية واجتماعية وصحبة لطيفة ونسمة رقيقة، إنها الأستاذة الجامعية والإعلامية المواكبة والمثقفة الناهضة المتابعة لكل جديد في مجال تخصصها حيث الخبرة والعطاء اللامحدود في العلم والعمل المقدامة في التطور، المخضرمة في النصح والإرشاد والتوجيه الأستاذة النصوحة الشغوفة بالتطور.. د. خلدية آل خليفة إنسانة لم تتردد بالإقدام على كل جديد أفاد جيل المستقبل وعزز من مهاراتهم إنها حقاً المرأة البحرينية التي حلقت بنا في كثير من الأوقات بأهمية الذات وحب الوطن فكلما كان هناك اتصال معها لموضوع قصير كان الحديث طويلاً به من الجمال في الحوار والحديث مما يقال الذي لا يمل منه ولا يحتار.
كلماتها بحرينية عززت الوطنية، أصيلة في إخلاصها لعملها وفي علمها مثابرة بعطائها جنت وأثمرت، خلوقة في تعاملها، بسيطة في مظهرها، عالية في مقامها، عميقة في فكرها، دخلت القلوب فرفعت لها التحايا عند قدومها وفي دخولها، مؤمنة، كلماتها نبيلة، مجلسها لطيف به من النصح وهدوء النفس، إنها خلدية آل خليفة التي رحلت وبقيت روحها مخلدة وعطرة في سماء واسعة، تغمدها الله بواسع رحمته وأسكنها فسيح جناته «إنا لله وإنا إليه راجعون».
نرفع تعازينا إلى جميع أفراد عائلة د. خلدية آل خليفة وإلى كل من فقد هذه الشخصية النفيسة التي تركت أثراً مخلداً في نفوس الجميع.