عندما تجتمع بالقيادة الحكمة والتواضع، يصبح احترام المعلم رمزاً لقوة المجتمعات ونهضتها. في مشهد يجسد الوفاء والتقدير، ظهر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، في مقطع عفوي خلال استقباله عدداً من المسؤولين والمواطنين في قصر البطين بأبوظبي، وهو يتقدم إلى معلمه الأستاذ أحمد التميمي، للسلام عليه وتقبيل رأسه. لم يكن هذا التصرف مجرد لفتة احترام، بل رسالة عميقة عن الامتنان الحقيقي لمن كان لهم دور في بناء الأجيال. فالقادة الذين يدركون قيمة التعليم ومعلميهم، هم من يصنعون مستقبلاً أكثر إشراقاً.كما يعيدنا هذا المشهد إلى ما حدث من قبل، عندما قام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، بالإشادة والتقدير لأحد رموز التعليم في البحرين، الدكتور علي فخرو، قائلاً:«بالنسبة لي، هذا أستاذي، تعلمت منه الكثير. بدأنا بدايات متواضعة منذ أيام مجلس الدولة».وفي لحظة مؤثرة، أمسك جلالته بيد الدكتور فخرو، متحدثاً عن أهمية التفاؤل، قائلاً:«المؤمن يجب أن يكون متفائلاً، لأن التفاؤل يقود إلى إنجازات عظيمة».لم تكن هذه الكلمات مجرد إشادة، بل رسالة تحمل عمقاً أكبر، مفادها أن النظرة الإيجابية للحياة والتفاؤل أساس بناء الأوطان. فقد أشار جلالة الملك المعظم إلى أن البدايات المتواضعة، حين تترافق مع العقول الناضجة والمستنيرة، تصنع مستقبلاً زاهراً.وتجسيداً لهذه الفكرة، كانت إشارة جلالة الملك المعظم إلى تفاؤل الشعب البحريني دعوة صريحة إلى أن بالتفاؤل نبني الوطن. فالمواطن الذي يؤمن بمستقبل بلاده، ويدرك نعمة الأمن والاستقرار، يكون جزءاً من عملية البناء. فإن أعظم ما يُحمد عليه الإنسان هو أن يعيش في وطن آمن، ومن هذا المنطلق تأتي أهمية المحافظة على هذه النعمة بتفاؤل ينعكس على التقدم.ولا يمكن الحديث عن نهضة الأمم دون الإشارة إلى مكانة المعلم، فهو الأساس الذي تُبنى عليه الأجيال، والقيم التي يزرعها تستمر لعقود. وعندما نرى قادتنا يقدّرون معلميهم، فإن ذلك يؤكد أن احترام المعلم هو ركيزة المجتمع المتماسك.إذا سقط احترام المعلم، فإن القيم والمبادئ تنهار، لأن دوره لا يقتصر على نقل المعرفة، بل هو مربي العقول وصانع المستقبل. وما رأيناه من جلالة الملك المعظم ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وهما يحترمان معلميهما، يغرس فينا درساً لا يُنسى. فالجيل الحالي يجب أن يدرك يومياً أن التعليم أساس التطور، والمعلم جوهر هذا الأساس.في كل ظهور لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، نرى تواضعه وإنسانيته في التعامل مع الناس، وهو ما يعكس روح القيادة القريبة من شعبها. هذا التواضع، الذي رأيناه أيضاً في احترام القادة لمعلميهم، يرسّخ ثقافة الوفاء والتقدير التي يجب أن تبقى في وجدان الأجيال القادمة.إلى كل معلم يقف بإخلاص أمام طلبته، يزرع فيهم العلم والقيم، ويمنحهم من وقته ليبني أجيالاً. إليك أيها المعلم كل الاحترام والتقدير، فمكانتك في عقولنا ووجداننا لا تهتز. وأملنا أن ينشأ الجيل الجديد على تقدير واحترام من ينير لهم طريق المعرفة.