عبدالله صويلح
- تجارب الحياة من جانب العلاقات بشتى أنواعها تجبرك على تمييز الأشخاص وتلوينهم كلٍ على حده، لايمكننا أن نكون منجمين، ولايمكننا كشف كل مستور، ولايمكننا أن نرى ما بداخل الآخرين، فنحن جميعنا بشر لا نملك هذه الإمكانيات لكي نميز بعضنا في وقتٍ قياسي لكي تسير الحياة كما ينبغي منا.
- نعلم في سياق التعامل مع الحياة البشرية نرتئي أن ليس كل البشر سواسية في تعاملاتهم أو بمعنى آخر في سلوك حياتهم اليومية فالأخلاق تتفاوت مابين الممتاز والسيء، فنحن من يعلم ما بداخل الأشخاص حولنا بعد معاشرتهم لمدد طويلة، نرى في بعض المواقف أن بعض الأشخاص قد يحملون لك الصدق والحب والمودة، ويشعرونك بأنك أنت المميز لديهم وأنك من النوادر على وجه الأرض وفجأة!! ترى كل هذا الشعور مجرد ستار يغطي كراهيتهم لك، فالكراهية هي من تتحكم بهم اتجاهك وكأنهم ملاك آتٍ من السماء، فأحياناً ينمى إلى علمك أن حكمة رب العالمين في خلق الإنسان أن تكون نواياه مخفية بحد ذاتها من أكبر النعم.
- نعلم بأنه من الطبيعي أن تفشل في اختيار الأشخاص المقربين لك، ومن الطبيعي أيضاً أن تكون من أحسن الاختيار في قرب الأشخاص، ومن الطبيعي أيضاً أن تضع أسساً ومعايير للحد مابين الاختيارين، فلو كنت تعلم بأنك فشلت في الاختيار، فلابد أن تحسن فيه، بينما أن تكون على علم بالفشل في اختيارك فلابد أن تعالج أسسك ومعاييرك في الاختيار، تلك هي النظرية التي قد تفرض عليك فقدان السيئين من حولك واستبدالهم بخير منهم، فهذه المعادلة تدل بأن التجربة خير برهان، لايخلو المرء من تلك الفئتين في حياته.
- فلننتقل إلى مصطلح لاتعلمون، فهو مصطلح يدل على أن الأشخاص من حولك سواء إن كان سيئ الخلق أو حسن الخلق دائماً ما يدور في ذهنهم أن مَن حولنا لايعلمون مابداخلنا ولكن لايعرفون بأن الحياة تجارب ومواقف، قد يكون السيء قريباً ومناسباً من السيء وقد يكون حسن الخلق قريباً إلى من يبادله نفس السلوك، بينما لاتدوم علاقة السيء مع حسن الخلق حتى لو امتدت العلاقة لسنوات طويلة لربما يحدث بعد ذلك أمر يكشف المستور، فتكون تلك العلاقة مبنية على أسس سطحية ليس لها عمق أو وطادة.
- فإن مصطلح لا تعلمون هو الذي يثير الجدل حول معناه، فيكون شعور الأشخاص من جانب «نعلم» فيه الأريحية التامة من جانب الأشخاص من نقول عنهم «لاتعلمون»، لأنهم بالفعل لايعلمون ما يعلمه عنهم الآخرين، فأحياناً من يصف بصفة «نعلم» يكون في منتهى الهدوء والركود الاندفاعي، بالرغم من علمه بما يحملونه له الأشخاص الذين «لايعلمون».
- تلك هي الحياة، لاتتسع أن يكونوا فيها البشر سيئين ولا تتسع أن يكونوا فيها البشر خيرين، فلابد من مساواة البشرية في هذا الواقع، فالحياة لكي تمضي بسلام لابد من اختيار الجانبين لكي تكون في كل قرار تتخذه عدالة. أو بمعنى آخر تكون خير الاختيارات أوسطها.