عبدالله صويلح
- في بداية هذا المقال أريد أن أتطرق إلى مثل شائع وَسَط المجتمعات كافة ألا وهو: إذا عُرف السبب بطل العجب، لا يخلو الإنسان من الأسرار ولا يخلو أيضاً من الغموض، ولكن يبقى الأمر هنا بأن الإنسان عبارة عن كتاب يحمل عنواناً معيناً، كل عنوان له معانٍ عدّة وتفسيرات متشعبة، وفي حياة كل فرد منا سطور مهمة وأساسية، أحياناً تكون تلك السطور واضحة وأحياناً تحتاج إلى تفسير، وسأسلط الضوء في هذا السياق ليس على تلك السطور، وإن ما على ما بين السطور وهو الأهم.
- نتعرّض دائماً إلى مواقف كثيرة في مراحل الحياة، وكل موقف نتعلم منه حكماً لربما نعتبر منها، والبعض يعتبر هذه المواقف ليست مفيدة وإنما هي عابرة، والأمر يبقى على من يخلد في ذاكرته أي موقف يمر به سواء أكان موقفاً محزناً أو مفرحاً أياً كان، وأحياناً تلك المواقف تترك أثراً إيجابياً أو سلبياً، ونرى حينها أن بعض الأشخاص لديهم طاقة إيجابية مخترقة ولا نعرف ما هي أسبابها إلا أن نفسر ما نراه على تلك الأشخاص من الخارج كي نرضي الفضول الزائد الذي من الطبيعي يحتّم علينا التساؤل المستمر.
- وأحياناً نصادف أشخاصاً مليئين بالسلبيات المتراكمة، وأيضاً لا نعرف سبب تلك التراكمات التي تجعل حياتهم سيئة للغاية، وتأثيرهم يمسّ من حولهم، ويبقى السبب هنا بأننا لا نعلم ما هو ما بين السطور، حتى الورقة التي تكتب فيها القرارات تبقى محتفظة في سبب معيّن من الممكن أن نراه ما بين السطور وأوقات لا يمكننا معرفته.
- لكل فعل ردة فعل، ولكنْ ما بين الفعل وردة الفعل أسباب مخفية، وقد لا يعلمها إلا من فعلها أو ردّ فعلها. لكل إنسان حلقة مفقودة أمام الجميع لا يعرفها إلا صاحبها، لذلك نردّد مراراً وتكراراً إذا عُرف السبب بطل العجب، ويقع هذا المثل على كثير من المواقف التي نمر بها وأيضاً تمر بنا، واليقين يبقى في الآخر بأن إخفاء الأسباب يثير الجدل، ولكن كل شخص لديه خصوصية محتفظ بها حتى مماته.
- وكمثال حي: ذهب سين من الناس للعلاج في الخارج دون علم أحد، وأثناء تجوله في تلك الدولة رأى مَعلماً غريباً ومنظراً أدهش عينيه وقام بتصويره ومشاركته مع من حوله، وفي الواقع هذا الشخص لا يملك حتى ثمن تذكرة السفر، ولديه مديونيات لأشخاص عدة، فأصبح أمام الأنظار بأنه يمتلك ما نمتلكه ويتدين منا ليتسيّح دون أن يقوم بسداد الديون المتراكمة عليه.
- وفي الواقع بأن هذا الشخص ذاهب لتلقي العلاج وعلى نفقة إحدى الجهات الحكومية دون أن يخبر أحداً، الذي أثار الجدل الصورة التي شارك بها من حوله، ولا يعرف أحد بأنه ليس على نفقته الخاصة، لا أحد من حوله عرف ما بين السطور وأصبح هذا الشخص في نظر الجميع متحايلاً وليس بحاجة للمبالغ التي تكبّدها مسبقاً.