برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، يُقام هذا اليوم الحفل الختامي لجائزة سموه للصحافة، مشهدٌ يتكرر كل عام، يؤكد فيه سموه أن هذه الجائزة هي مساحة للصحافة البحرينية واعتراف بجهدها، وعنوان يُكتب باسم كل من اختار أن يحمل القلم مؤمناً بأن الكلمة أمانة، فهي مرافقة للتغيير، وتحرُس المستقبل.

وبالرغم من جميع المبادرات والجوائز الإعلامية إلا أن هذه الجائزة لها معزة خاصة عند المجتمع الصحفي البحريني، فخيطها الأول نُسج في لحظة وعي سياسي بأهمية الإعلام، وسياقها الوطني نما في ظل قيادة تؤمن أن التنمية لا تكتمل دون صحافة قوية، وأن الرأي الحر لا يعد تهديداً، إنما هو شريك يساهم في إنضاج التجربة، وحين تتسع الجائزة وتكبر عاماً بعد عام، لتشمل مزيداً من الفئات والمجالات، فإنها تعكس ثقة واضحة في قدرة هذا القطاع على الإسهام، وعلى طرح الأسئلة الصعبة، دون أن يكون عكس التيار.

أكثر ما يلفت هذا العام، أن حفل الجائزة يسبقه بيومٍ واحد احتفال جمعية الصحفيين البحرينية بيوبيلها الفضي، 25 سنة مرّت على تأسيس هذا الكيان، وعلى أول اجتماع للّجنة التأسيسية التي أرادت للإعلام البحريني مظلة تحفظ حقوقه، وتنظم جهده، وتُعلي من قيم المهنية وسط التحولات، احتفال أمس كان فيه نوع من الحنين واستدعاء للذاكرة، وتثبيت للأثر، كما أن تكريم المؤسسين كان فيه رسالة وفاء إلى الذين كتبوا الحرف الأول في الصفحة النقابية للإعلام، وظلوا على العهد.

هذه المصادفة الجميلة، وتلاقي احتفالَي جائزة الصحافة وذكرى تأسيس الجمعية، يضفيان على هذا الأسبوع معنى خاصاً، فالصحافة البحرينية استطاعت بمحاسن الصدف أن تُظهر وجهيها معاً في مناسبتين متتاليتين، وجه يستمد زخمه من الدولة التي تؤمن بدورها وتحتفي بإبداعها، ووجه يشدّها إلى جذورها الأولى، إلى أولئك الذين رسّخوا المعنى وكتبوا وثائق التأسيس، وبين هذين الامتدادين، تمضي الكلمة في مسارها الطبيعي؛ عالية، واضحة، وفيها من الوفاء ما يحفظ الأصل، وفيها من الطموح ما يكفي لتجاوز القادم.

وفي هذا السياق، لا يمكن إغفال الجهد الذي يبذله سعادة وزير الإعلام الدكتور رمزان النعيمي، والذي كان حاضراً في تطوير الجائزة، كما كان حاضراً في مناقشة قانون الصحافة الجديد، القانون الذي طال انتظاره، وجاء ليستجيب لمتغيرات العصر، وينظم الإعلام الإلكتروني، ويوسّع من مساحة الحريات دون أن يتخلى عن المعايير المهنية، وهذه التشريعات هي البوابة الرئيسة نحو واقع إعلامي أكثر توازناً، يتحرك بثقة، ويكتب دون وجل، ويعرف أن الحماية تأتي من القانون، والرسالة تأتي من الضمير.

أبارك للفائزين هذا العام، ممن نالوا ثقة اللجنة واحتفاء سموه، وكتبوا أسماءهم في سجل الجائزة بكل جدارة، كما أبارك لجمعية الصحفيين البحرينية ذكرى يوبيلها الفضي، ولكل من كان جزءاً من هذه المسيرة المهنية والوطنية المشرّفة.