مملكة البحرين تولي اهتماماً خاصاً بالصحافة باعتبارها أحد أهم ركائز القطاع الإعلامي، الشريك الاستراتيجي في البناء والتنمية المستدامة، لذا بادرت مملكة البحرين بتقلّد مكانتها على قائمة الخمس دول في العالم (مصر، لبنان، تونس، الولايات المتحدة)، التي خصّصت يوماً وطنياً للاحتفاء بالصحافة والإعلام.فإلى جانب احتفاء البحرين باليوم العالمي لحرية الصحافة، خصّت مملكة البحرين الصحافة بالاحتفاء بها على مستوى وطني وذلك تقديراً للدور المحوري الذي تلعبه الصحافة البحرينية في خدمة المجتمع والاقتصاد والدولة، والحراك الثقافي، والموروث الحضاري لمملكة البحرين.فاحتفاء مملكة البحرين بيوم الصحافة البحرينية في السابع من مايو من كل عام يُعدّ مناسبة وطنية، تعكس التقدير العميق للدور الحيوي الذي تضطلع به الصحافة في مسيرة التنمية والنهضة الشاملة التي تشهدها البلاد، فقد جاء تخصيص هذا اليوم بمبادرة كريمة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، تأكيداً على أهمية الإعلام الوطني كشريك أساسي في بناء الدولة الحديثة وتعزيز قيم الحرية والمسؤولية والمشاركة.إنّ تعيين يوم خاص بالبحرين للاحتفاء بالصحافة إلى جانب اليوم العالمي لحرية الصحافة، ليكون هذا اليوم مناسبة وطنية تُبرز خصوصية التجربة الإعلامية البحرينية، يُجسّد التزام المملكة العميق بدعم حرية التعبير وتقدير الدور الحيوي للصحافة الوطنية، ويعكس اهتمام القيادة الرشيدة بتعزيز مكانة الصحافة في المجتمع.كما أنّ هذا التّعيين يحمل في طيّاته دلالات عميقة، على المستويين الوطني والرمزي، تُبرز خصوصية التجربة البحرينية، وحرص الدولة على التّقدير المحلي بالدور الحيوي للصحافة، وتتجلى هذه الدلالات في عدة أبعاد، على رأسها تقدير رسمي للصحافة، يُظهر أن القيادة تنظر إلى الإعلام كأداة محورية في مسيرتها التنموية والسياسية، ويتضمّن تقييماً فعلياً للدور الحيوي الذي يؤديه الصحفي البحريني في خدمة المجتمع والدولة، بما يتجاوز البُعد الدولي العام الذي يحمله اليوم العالمي للصحافة.كما تحمل هذه الدلالات بُعد ترسيخ الهوية الصحفية والإعلامية البحرينية من خلال هذا اليوم، لتُبرز البحرين بذلك خصوصية تجربتها الإعلامية، وتسلّط الضوء على تطور الصحافة البحرينية، وإسهامات روّادها، والإنجازات التي حققتها المؤسسات الصحفية المحلية.دلالة أخرى تتمثّل في تعميق مفهوم الشراكة بين الدولة والصحافة، إذ يحمل هذا التّعيين رسالة سياسية وثقافية للمجتمع، مفادها أن الصحافة شريك حقيقي في صنع القرار، وتعزيز الشّفافية، ونشر الوعي، وأن الدولة لا تكتفي بالاحتفاء الرمزي، بل تمنح الصحافة فضاء مؤسسياً لتكريم العاملين فيها وتعزيز مهنيتهم، في إطار مناسبة خاصة بهم.إضافة إلى دلالة تعزيز مكانة البحرين في المحافل والأوساط الإعلامية، فمن خلال هذا اليوم، تبرز البحرين كدولة تضع الإعلام في صلب أولوياتها الوطنية، مما يعزّز من صورتها إقليمياً ودولياً كدولة داعمة لحرية الصحافة والإعلام المسؤول.وأيضاً يحمل تعيين هذا اليوم دلالة تحفيز التقييم الذاتي والتطوير المهني، إذ هو يوم يشكل أيضاً محطة سنوية للتقييم الذاتي لأداء المؤسسات الصحفية، ومناسبة لإطلاق مبادرات تطويرية إبداعية، وتشريعية تعزز بيئة العمل الإعلامي وتدعم حرية التعبير ضمن إطار من المسؤولية.فإن تخصيص يوم خاص بالصحافة البحرينية لم يدرج رسمياً، لمجرد التّميز عن اليوم العالمي، بل ليُعبّر عن وعي سياسي وثقافي بأهمية الإعلام كشريك في التنمية، ويؤسس لثقافة إعلامية وطنية تستند على المشاركة، والتطوير، والتكامل بين الدولة والقطاع الإعلامي.فتخصيص يوم رسمي للاحتفاء بالصحافة البحرينية لتكون في موقع مميز بين الاحتفالات المماثلة عالمياً، هو شهادة على تميز البحرين بمقاربة فريدة للقيادة الرشيدة، تمزج بين الدعم الرسمي والسيادي للصحافة، والشراكة بين الدولة والإعلام بما يُحقّق حرية التعبير ضمن إطار المسؤولية.
يوم الصحافة البحرينية.. دعم فريد من القيادة الرّشيدة
سونيا هدريش
سونيا هدريش