غازي الغريري
كان تصريح معالي الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية رئيس مجلس الدفاع المدني، واضحاً ومباشراً حين أكد بأن مملكة البحرين ليست طرفاً في الحرب الدائرة من حولنا، موجّهاً دعوة للجميع بعدم إدخال المملكة في هذه الحرب، بل وشدد بأنه لن يتم السماح بالانجرار في الحرب، وعلينا كبحرينيين أن نحافظ على ما تحقق من أمن واستقرار مع ضرورة الالتزام بالنظام العام والتماسك الاجتماعي وعدم الانجرار وراء الدعوات المخالفة للقانون، فالشائعات التي يتم بثها تتم متابعتها ورصدها لأنها تشكل مخالفة قانونية وبالتالي لابد من مكافحة هذه الشائعات والتصدي لها بعدم الاستماع لأي رسائل مشبوهة تصدر من أي جهات كانت، بل ويجب علينا تصحيح المغالطات التي لا تخدم الأمن الوطني وتشكل مساساً بالسلم الأهلي والأمن المجتمعي خصوصاً في ظل الظروف والتحديات الإقليمية والدولية التي تشهدها المنطقة والتي تتطلب تعزيز الجبهة الداخلية وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار وحماية البحرين والمجتمع والحفاظ على مكتسبات الوطن ومقدراته والذي لن يتحقق إلا بالتكاتف والوحدة الوطنية والتفاني، وهذا ما يقدمه ويسطره أبناء البحرين -كل من موقعه الوظيفي- وفي مقدمتهم رجال الأمن ورجال قوة دفاع البحرين البواسل للدفاع عن حياض الوطن ومكتسباته.
لقاء السلطتين التشريعية والتنفيذية في مثل هذه الظروف يؤكد على الحسّ والمسؤولية الوطنية في حفظ أمن الوطن باعتبار السلطة التشريعية شريكاً رئيساً، وهذا ما تحقق في اللقاء الذي جمع معالي رئيس مجلس الشورى علي بن صالح الصالح بمعالي وزير الداخلية واطلاع أعضاء لجنتي الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلسي النواب والشورى على الإجراءات التي تم اتخاذها لمواجهة حالات الطوارئ ورفع الجاهزية لإدارة الطوارئ المدنية في ظل ما تشهده المنطقة من مستجدات وتطورات الحرب بين إيران وإسرائيل، اللقاء أوضح الجاهزية العالية التي تمتلكها البحرين والاستعدادات الشاملة للحفاظ على الاستقرار والأمن الوطني وضمان توافر كافة الاحتياجات اللازمة لمواجهة الظروف المختلفة، وهذا هو نهج قيادة هذا الوطن العزيز في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه والذي يدعو دوماً وفي مثل هذه الظروف الحالية للتمسك بالأدوات الدبلوماسية في حل الأزمات وتجاوز التحديات بما يؤدي إلى تعزيز الأمن الإقليمي والدولي ويرسّخ السلام والتعايش والتآخي بين دول وشعوب العالم كافة، وهذا ما دعا له جلالته أيده الله إلى تنفيذ دعوة «قمة البحرين» لعقد مؤتمر دولي للسلام العادل والشامل في الشرق الأوسط.
جاهزية البحرين في هذا الظرف الذي تمر به المنطقة تؤكد نهجها الاستباقي في مجال الاستجابة للطوارئ من خلال تفعيل الخطة الوطنية والمركز الوطني للطوارئ وذلك لمجابهة أي تطورات محتملة على الساحة الإقليمية، هذه الاستعدادات تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن بلادنا سبّاقة وهذا ما حصل في ظل جائحة كورونا والذي ضربت فيه البحرين أروع الأمثلة في التعامل مع تلك الأزمة، واليوم أيضاً تثبت المملكة في ظل المساعي والجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، من أجل تنفيذ وإدارة الطوارئ المدنية، والتأكيد على جاهزية كافة المؤسسات والجهات المعنية في التعامل مع مختلف الظروف وفق منهجية مؤسسية متكاملة تحقق الأمن والاستقرار للمواطنين والمقيمين، وكان لقاء معالي وزير الداخلية بالسلطة التشريعية هو استعراض للجهود التي تقوم بها الوزارات المعنية وإجراءاتها في الظروف الطارئة ومدى الاستعداد الممنهج للتعامل مع مختلف السيناريوهات الطارئة والتي تصبّ جميعها في الحفاظ على أمن واستقرار مملكة البحرين وهي مسؤولية فردية ومجتمعية، ويجب على جميع الأفراد والمؤسسات التكاتف والتعاون والتنسيق من أجل تعزيز الحماية الاجتماعية والتأكيد على الوحدة واللحمة الوطنية من خلال نشر الوعي بين أفراد المجتمع.
همسةفي مثل هذه الظروف الإقليمية التي تمر بها المنطقة والحرب بين إيران وإسرائيل، يتطلب منا كمواطنين تماسكاً وطنياً يجسّد روح الانتماء الوطني وأن تكون البحرين ومصلحتها فوق كل اعتبار بعيداً عن أية انتماءات طائفية أو عرقية أو مذهبية.