تشرفت خلال الأيام الماضية بتمثيل صحيفة «الوطن» في منتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي 2025، والذي شهد حضوراً دولياً لافتاً، برزت فيه مملكة البحرين فضلاً عن كونها ضيف شرف هذه النسخة، إلا أنها استطاعت إبراز مكانتها الاقتصادية والدبلوماسية، ولفتت الأنظار بشكل كبير في أروقة المنتدى.
حضور سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، كان استثنائياً في أروقة هذا المنتدى، فسموه كان بارزاً بحضوره، وحظي بحفاوة استقبال الملوك من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكلمات سموه خلال المنتدى، كانت كبيرة، وعبرت بشكل واضح عن سياسة واستراتيجية مملكة البحرين، وهو الأهم.
الجميع هناك، تناقل ما قاله سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة والذي اقتبس منه «الأرقام لا تقاس وحدها، بل بما توقظه في شعوبها من أمل، وما تزرعه في القلوب من طمأنينة، وبما تتركه من أثر إنساني يتجاوز حدود المؤشرات والمعايير». هذه العبارة تركت صدى عميقاً بين الحضور، وعكست نهج قيادة مملكة البحرين الرشيدة حفظها الله ورعاها، والفكر الذي يحمله سموه.
وحضور سموه كان نموذجاً للقائد الشاب الملهم، الذي يجمع بين الرؤية الاستراتيجية والحضور الدولي المؤثر، والذي يمثل الجيل الشبابي من القيادات البحرينية القادرة على بناء شراكات فاعلة، وترسيخ حضور المملكة على الساحة العالمية، وهو ما نجح به سموه بجدارة كبيرة، وحظي بإشادة الجميع بدءاً من القيادة الروسية، ومروراً بمنظمي المنتدى وليس انتهاء بالحضور.
حديثي عن الحضور اللافت لسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، هو مقدمة لما سيحدث بعدها، حيث إن حضوره، مع أعضاء فريق البحرين من الوزراء والقيادات الحكومية، مهد الطريق نحو تعاون أوسع ومشاريع استراتيجية مرتقبة.
فرغم أن الجانب الروسي كان الشريك الرئيسي في الاتفاقيات الموقعة مع البحرين، شكّل المنتدى منصة لتعزيز التعاون مع دول أخرى مشاركة، حيث برزت عشرات الفرص الاستثمارية الجديدة التي يُتوقع أن تؤتي ثمارها قريباً، وقد منح الحضور الفاعل لسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة زخماً خاصاً للمشاركة البحرينية، إذ تابع كلمته الرسمية – التي ألقاها بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين – جمهور واسع، تعرّف من خلالها على البحرين كدولة طموحة تسعى لبناء شراكات استراتيجية عميقة.
وهناك اتفاقيات كبيرة موقعة مع روسيا تم استغلالها بالشكل المثالي في فعاليات المنتدى، الأمر الذي يُسهم في تنويع مصادر التكنولوجيا وتقليل الاعتماد على جهة واحدة، مع جذب استثمارات مباشرة من روسيا في هذا القطاع الحيوي.
ومن المحطات اللافتة التي حظيت باهتمام خاص، إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن مشروع مركز تجارة القمح المزمع إنشاؤه في البحرين، ليكون منصة لوجستية إقليمية لتوزيع القمح الروسي في الخليج. المشروع يمثل خطوة استراتيجية نحو تحقيق الأمن الغذائي في المملكة، ويعزز من دور البحرين كمركز إقليمي لتخزين وتوزيع السلع الاستراتيجية.
أما في المجال السياحي، ففتح حضور البحرين في المنتدى والاتفاقيات الموقعة، آفاقاً جديدة لزيادة عدد السياح الروس إلى البحرين، خاصة مع التركيز على الترويج المشترك وتبادل الخبرات، مستفيدين من القوة الشرائية للسائح الروسي، كما يُنتظر أن يشهد التعاون السياحي تطوراً نوعياً في قطاع المؤتمرات وسياحة الأعمال، مما يعزز من موقع البحرين كمركز إقليمي لهذا النوع من النشاط، ويدعم قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ويوفر فرص عمل نوعية للمواطنين البحرينيين.
غرفة تجارة وصناعة البحرين لعبت دوراً محورياً في المنتدى، من خلال توقيع سبع اتفاقيات تعاون مع مؤسسات وغرف تجارية روسية، تفتح آفاقاً جديدة لتصدير المنتجات والخدمات غير النفطية، وتعزز من تدفق الاستثمارات المتبادلة وتبادل الخبرات، ما يرسخ التكامل الاقتصادي بين الجانبين.
في المجال الإعلامي، شهد المنتدى توقيع اتفاقيات تعاون بين وكالة أنباء البحرين ومؤسسات إعلامية روسية كـ«روسيا اليوم» و«سيغودنيا»، بهدف الترويج الاقتصادي والسياحي المتبادل، وتوفير منصات فعالة لعرض فرص الاستثمار والسياحة في البحرين أمام الجمهور الروسي.
المنتدى كان ناجحاً بكافة المقاييس، وحضور البحرين اللافت ننتظر منه المزيد من الخير خلال الأيام المقبلة.