نورا الفيحاني
المتابع لمشروع مدينة الشباب 2030 منذ انطلاقها قبل 13 عاماً، يجدها مرت بمراحل تطور محورية، باعتبارها ركيزة استراتيجية لتحويل طاقات الشباب إلى عوائد اقتصادية ملموسة، فقد بدأت من تجمع رياضي يحتضن الشباب في فترة الإجازة الصيفية، وصولاً إلى حاضنة شاملة للابتكار وريادة الأعمال والتنمية البشرية، لتساهم عاماً بعد آخر في دعم الاقتصاد الوطني بأهم مورد فيه وهو العنصر البشري.
ولقد جاءت زيارة جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه إلى المدينة لتؤكد على كونها أحد أكبر المشاريع الاقتصادية المستدامة بما تحويه كل عام من كوادر وموارد بشرية خلاقة للأفكار والإبداع، وفي هذه الزيارة نرى صاحب المشروع يحرص على متابعة تفاصيله بدقة، رغم أنه قد أوكل مهمة الإدارة إلى أقرب الأشخاص إليه وهم كل من سمو ولي العهد رئيس الوزراء وسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالته للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، وكذلك حضور الممثل الشخصي لجلالته سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة.
هذا الحشد من أقرب الشخصيات إلى قائد سفينة الوطن، يؤكد اهتمام جلالة الملك المعظم بما تقدمه مدينة الشباب من إسهامات كبيرة في تعزيز الاقتصاد الوطني، عبر تشجيع ريادة الأعمال وإتاحة الفرص التدريبية التي تساهم في اكتساب المهارات وصقل القدرات لتجعل الشباب الخيار الأمثل في سوق العمل، وذلك من خلال 5 مجالات رئيسية وهي: إعداد القادة والعلوم والتكنولوجيا والفنون والثقافة، والصحة والرياضة، والإعلام والترفيه.
هذه المجالات الخمسة تقدم للشباب البحريني أكثر من 5500 فرصة تدريبية، ضمن 195 برنامجاً تخصصياً، إلى جانب 84 مشروعاً ريادياً، ومما لا شك فيه فإن هذه الفرص والبرامج التخصصية والمشروعات الريادية، سنرى عوائدها في الاقتصاد الوطني على المدى القصير والمتوسط، بل إن ما يميز تلك العوائد أنها مستدامة وتتوسع، وقد يظهر ذلك بوضوح في نسخ سابقة من مدينة الشباب، فهناك قصص نجاح كثيرة خرجت من رحم هذه المبادرة، وساهمت في رفد الاقتصاد الوطني، وخلق وظائف وتحقيق استقرار مجتمعي ملموس.
الزيارة الملكية السامية لم تكن مجرد زيارة تقليدية، بل كانت خطوة استراتيجية تهدف إلى تحفيز الشباب البحريني للعمل والابتكار في مجالات متعددة، وتمثل دعماً مباشراً من جلالته إلى الشباب، لتعكس الزيارة رؤية المملكة لمستقبل مشرق يعتمد على الشباب المبدع والاقتصاد المتنوع، كما أن هذا الحضور المكثف لأبرز الشخصيات الوطنية والمسؤولين ورجال الأعمال وتواجدهم في منطقة الشباب، يعكس التزام الحكومة برئاسة سمو ولي العهد بدعم الشباب وتوفير البيئة المناسبة لهم للابتكار والعمل، ويعزز من فرص التعاون بين القطاعين العام والخاص، مما يساهم في خلق فرص عمل جديدة ودعم المشاريع الناشئة.