يُعدّ كل من مؤتمر «إرثنا» و«حوار قطر الوطني حول تغير المناخ” منصتين فكريتين رائدتين مصممتين لمواجهة التحديات البيئية الأكثر إلحاحاً في عالم اليوم. تُعقد هذه الفعاليات في العاصمة القطرية الدوحة، وتستقطب قادة وخبراء من مختلف أنحاء العالم، بهدف تعزيز الحوار وابتكار حلول مستدامة، خاصة تلك التي تتناسب مع المناخات الحارة والجافة، والتي تواجه ضغوطاً بيئية واقتصادية متزايدة.

يُعدّ مركز إرثنا، الذي تأسس تحت مظلة مؤسسة قطر، محوراً رئيسياً في هذا المسعى. فهو ليس مجرد مركز بحثي، بل منصة فكرية تعمل على دمج المعارف التقليدية مع الابتكار التكنولوجي الحديث. وقد جسّدت قمة «إرثنا» الأخيرة والتي عقدت في شهر أبريل من العام الحالي في قرية إرثنا بالدوحة هذا المفهوم بشكل عملي، حيث جمعت قادة عالميين وخبراء من مختلف القطاعات لمناقشة قضايا حيوية مثل الأمن المائي والغذائي، التخطيط العمراني المستدام، والطاقة النظيفة، إضافة إلى التمويل الأخضر. وترتكز القمة على شعار «بناء إرثنا: الاستدامة، الابتكار، والمعرفة التقليدية»، وهو ما يؤكد أهمية استلهام الحلول من الماضي لمواجهة تحديات المستقبل، مع دمج الأساليب الحديثة والرقمية لضمان كفاءة أعلى في تطبيق المشاريع المستدامة.

وفي موازاة ذلك، يأتي حوار قطر الوطني حول تغيّر المناخ والمقرر عقده بنسخته القادمة في أكتوبر من هذا العام ليعزز البُعد المحلي ويركز على التنسيق بين مختلف الجهات الإقليمية. وتنظمه وزارة البيئة والتغير المناخي القطرية بالتعاون مع مركز إرثنا، ويعتبر منصة لتبادل الخبرات وتطوير استراتيجيات عملية لمواجهة آثار التغير المناخي، مثل التكيف مع ارتفاع درجات الحرارة، إدارة الموارد المائية، وتحسين البنية التحتية لمواجهة التحديات المناخية المستقبلية. وقد ناقشت النسخة الأخيرة من الحوار موضوعات مهمة تتعلق بحلول التكيف البيئي، وتشجيع الابتكار في مجال الطاقة النظيفة، واستخدام التكنولوجيا لتعزيز صمود المدن والبيئات الحضرية.