حين يقرأ البحريني جريدته في الصباح، فهو لا يبحث فقط عن خبرٍ جديد، بل عن صوتٍ يشبهه، وعن حبرٍ يروي قصته، وهكذا كانت «الوطن» منذ بدايتها - صوت الناس، ومرآة الوطن، وميداناً لا يكتفي بنقل الحدث، بل يصنع منه معنى وذاكرة، اليوم، ومع إعلان التعيينات القيادية الجديدة التي يقودها رئيس مجلس إدارة الصحيفة هشام عبدالرحمن آل ريس، تدخل «الوطن» مرحلة جديدة من التطوير والتجديد، بقيادة فيصل العلي الذي تولى رئاسة التحرير، لتواصل الصحيفة مسيرتها بروح البحرين المتجددة دائماً، وبإيمانها بأن الإعلام رسالة ومسؤولية لا تقلّ عن أي مشروع وطني آخر.
الخبر ليس في التغيير ذاته، بل في النهج الذي يحمله هذا التغيير، فحين يختار مجلس الإدارة وجوهاً بحرينية شابة لتقود دفة العمل التحريري والرقمي، فإنه يقول للناس ببساطة: هذه صحيفتكم، وهذه كفاءات منكم وإليكم، من سلمان الوردي إلى عيسى آل أستاذ، وزهراء حبيب وناصر محمد وعبدالله مال الله - كل اسم يحمل قصة نجاح بحرينية، وكل موقع يعكس إيمان «الوطن» بأن التطوير لا يكون إلا بإتاحة الفرص وتمكين الطاقات الشابة.
وليس غريباً أن تحصد «الوطن» جائزة أفضل موقع إخباري لمؤسسة صحفية في جائزة رئيس مجلس الوزراء للصحافة 2025، وهي الجائزة التي ذهبت إلى الزميل فيصل العلي تقديراً لجهوده في تطوير المحتوى الرقمي، وإثباته أن الإعلام الوطني قادر على أن ينافس ويتفوّق حين يكون خلفه عزم وإخلاص.
لكن «الوطن» لم تصل إلى هنا صدفة، بل عبر مسيرة طويلة من العطاء والإصرار، قادها رجال ونساء آمنوا بأن الكلمة الصادقة قادرة على أن تبني وطناً كما تبنيه المصانع والمدارس، ولهذا فإن الشكر واجبٌ لكل من أسهم في صناعة مجدها، من رؤساء تحرير خطّت أقلامهم نهضة تنموية وبنيوية، وآخرهم عبدالله الهامي، الذي قادها بروح الفريق، فكانت في عهده أكثر قرباً من نبض الناس، وأصدق تعبيراً عن وجدانهم.
إن هذا التتويج لا يخص صحيفةً بعينها، بل يخص كل بحريني يرى في الإعلام شريكاً في التنمية، وصوتاً يعبر عنه لا يتحدث عنه، فالوطن التي حملت اسم البحرين ستبقى منبراً للصدق، ومرآةً للناس، وسطراً جديداً في قصة بلدٍ يكتب تاريخه بإيمانٍ لا ينضب بأن البحرين أولاً وأبداً.
* إعلامية وباحثة أكاديمية