أعيش منذ فترة في صراع يومي مع السكر. كلما عزمت على التوقف، أبدأ بقوة، ثم يأتي اليوم الذي تمتلئ فيه الطاولة بالعزائم والمغريات. أقاوم، أتراجع، ثم أبدأ من جديد. لكن هذه المرة كان القرار مختلفاً.. قلت لنفسي: انتهى الموضوع.

دخلت الاجتماع الثقافي بثقة، لأفاجأ بصندوق كوكيز مزين على الطاولة ذي الرائحة الدافئة، والشكل المغري، ثم جاءت الجملة التي تضعف أقوى إرادة: «حَبّة وحدة ما بتأخّر». ومعها أصوات تشجّع: «يلا كلها مرة.. ومن بكرة تبدأين رحلتك».

استسلمت للحظة.. أكلت.. وندمت.. ليس لأن الطعم لذيذ، بل لأنني أدركت أن كل «مرة» تجرّ غيرها، وأن الجملة التي نكررها بلا وعي هي أول باب للانهيار.

ومن تجربتي وصلت لقناعة أهم: قرار التوقف عن السكر ما لازم يكون قراراً فردياً. ما ينفع أواجه وحدي بينما المجتمع كله يسهّل الاستسلام. نحتاج قراراً جماعياً، عادة اجتماعية جديدة... وليس حملة توعوية ليوم واحد ولا شعارات رنانة لساعات ونرجع ننسى.

أعداد المصابين في الديرة تتزايد، وتكاليف علاجهم تستنزف الميزانية. ونحن نستحق أن تُوجَّه هذه الثروات للتنمية، التعليم، الرفاه.. بدل أن تُصرف على أمراض يمكن الوقاية منها بأسلوب حياة أذكى.

ألم يحن الوقت أن نلغي من قاموسنا: «حَبّة وحدة ما بتأخّر»؟

لأنها.. في الحقيقة.. تغيّر كل شيء.