منذ أكثر من 20 عاماً التحق شاب أمريكي لازال مجهول الاسم في البحرية الأمريكية كضابط صغير. أثناء تدريباته طلب منه ومن زملائه تطبيق إجراء عند إطلاق أي قذيفة مدفعية وهو التراجع إلى الخلف 3 خطوات – طبعاً بمشية عسكرية – قبل أن تنطلق القذيفة. سأل الضابط الصغير في الرتبة والعمر مدربيه في كليته الحربية لماذا يجب تطبيق هذا الإجراء؟ لم يجد أي جواب مقنع سوى أن هذا إجراء عسكري وعليك الالتزام به دون اعتراض. كان رده سألتزم دون تردد ولكن فقط أسأل: لماذا؟
لم يركن الضابط إلى هذا الوضع فقرر أن يبحث بنفسه في الأمر.. بعد مدة قدم مقترحاً بإلغاء هذا الإجراء ولم تتردد قيادته بتنفيذ توصيته وتم إلغاء الإجراء، وكانت نتيجة بحثه أن السبب في هذا الإجراء لم يعد موجوداً حيث كان في السابق يتم عندما كانت المدفعية تحشى بالبارود ثم تدك داخل المدفع قبل تحميل القذيفة، ولأنه عند انطلاق القذيفة يتناثر غبار البارود من حوله فكان الإجراء الأسلم للحفاظ على أرواح جنود المدفعية من التسمم وأمراض الجهاز التنفسي هو أن يبتعدوا ثلاث خطوات إلى الخلف قبل أنطلاق القذيفة.
ما قام به الضابط تطور بعيداً عنه في الإدارة ليطرحه في 1992 كاتبين ويحدثان ثورة في الإدارة لا زالت تتعاظم ليتجاوز ما صرفته فقط الشركات الأمريكية خلال هذا العقد الخمسين مليار دولار أمريكي، وهو استثمار كبير قامت به الشركات لقناعتها بأن العائد على هذا الاستثمار سيكون أكبر بكثير من تكلفته وهو ما تحقق فعلاً للكثير منها.
هذا المفهوم هو الـ «Business Reengineering» وكان قد أطلقه الكاتبان الأمريكيان «مايكل هامر وجيمس شامبي» كعنوان لكتابهما الشهير «إعادة هندسة المؤسسات» والتي بدأتها العديد من الدول العربية مؤخراً وبعض الهيئات والشركات الخاصة تعمل عليه تحت مصطلح «الهندرة»، «اختصار لكلمتي الهندسة والإدارة».
ماذا يعني هذا المصطلح؟ يعني إعادة النظر بصورة أساسية وإعادة تصميم راديكالي للمؤسسات أو الإجراءات الأساسية في المؤسسة، لتعود بالفائدة عليها في التكلفة والجودة ومستوى الخدمات والوقت. فهو لا يعني مطلقا أن تتم عملية الهندرة لبعض الإجراءات الصغيرة في أقسام مثل المشتريات أو المالية أو العمليات بل إعادة التفكير المبدئي والأساسي وإعادة تصميم العمليات الإدارية بصفة جذرية، بهدف تحقيق تحسينات جوهرية فائقة وليست هامشية تدريجية في معايير الأداء الحاسمة، مثل التكلفة، والجودة، والخدمة، والسرعة، بهدف إرضاء المستفيدين من هذه الخدمات.
المحك والتحدي الحقيقي في نجاح مشاريع الهندرة خاصة في القطاع العام في القيادة.. ثم القيادة. حيث لا يمكن للهندرة أن تبدأ من أسفل، فالهندرة تهتم بالعمليات وفي كثير من الحالات في الصلاحيات وبعض المناصب الإدارة والإشرافية التي قد تلغى بالدمج أو الشطب.
وهي بحاجة إلى أن تستعين بكل قدرات وتقنيات واستراتيجيات إدارة التغيير للمقاومة الصعبة التي ستواجهها من مختلف المستويات الإدارية والإشرافية. الهندرة يجب أن تكون ابناً شرعياً لجهة تمتلك السلطة الكافية والقدرة على تخصيص الموارد وتغيير سلم الرواتب ونظام التعويضات وإجبار العاملين على التفكير النقدي، على كافة المستويات بدلاً من الوظائف ومنافعها، كل ذلك لتحقيق هدف نهائي وهو خدمات أفضل للمستفيدين وإدارة أكثر فعالية للموارد المتاحة.
لكي نوضح عمق التأثير المطلوب.. المتفائل يرى الكأس نصف ممتلئة، والمتشائم يراها نصف فارغة، أم من يقود عملية الهندرة أو المهندر يرى فيها زجاجاً فائضاً عن الحاجة.
الزمن القادم سيكون فقط لمن يعمل بكفاءة وكفاية عالية.. فاشحذوا قدراتكم وطاقتكم وابحثوا عن مواهبكم.
لم يركن الضابط إلى هذا الوضع فقرر أن يبحث بنفسه في الأمر.. بعد مدة قدم مقترحاً بإلغاء هذا الإجراء ولم تتردد قيادته بتنفيذ توصيته وتم إلغاء الإجراء، وكانت نتيجة بحثه أن السبب في هذا الإجراء لم يعد موجوداً حيث كان في السابق يتم عندما كانت المدفعية تحشى بالبارود ثم تدك داخل المدفع قبل تحميل القذيفة، ولأنه عند انطلاق القذيفة يتناثر غبار البارود من حوله فكان الإجراء الأسلم للحفاظ على أرواح جنود المدفعية من التسمم وأمراض الجهاز التنفسي هو أن يبتعدوا ثلاث خطوات إلى الخلف قبل أنطلاق القذيفة.
ما قام به الضابط تطور بعيداً عنه في الإدارة ليطرحه في 1992 كاتبين ويحدثان ثورة في الإدارة لا زالت تتعاظم ليتجاوز ما صرفته فقط الشركات الأمريكية خلال هذا العقد الخمسين مليار دولار أمريكي، وهو استثمار كبير قامت به الشركات لقناعتها بأن العائد على هذا الاستثمار سيكون أكبر بكثير من تكلفته وهو ما تحقق فعلاً للكثير منها.
هذا المفهوم هو الـ «Business Reengineering» وكان قد أطلقه الكاتبان الأمريكيان «مايكل هامر وجيمس شامبي» كعنوان لكتابهما الشهير «إعادة هندسة المؤسسات» والتي بدأتها العديد من الدول العربية مؤخراً وبعض الهيئات والشركات الخاصة تعمل عليه تحت مصطلح «الهندرة»، «اختصار لكلمتي الهندسة والإدارة».
ماذا يعني هذا المصطلح؟ يعني إعادة النظر بصورة أساسية وإعادة تصميم راديكالي للمؤسسات أو الإجراءات الأساسية في المؤسسة، لتعود بالفائدة عليها في التكلفة والجودة ومستوى الخدمات والوقت. فهو لا يعني مطلقا أن تتم عملية الهندرة لبعض الإجراءات الصغيرة في أقسام مثل المشتريات أو المالية أو العمليات بل إعادة التفكير المبدئي والأساسي وإعادة تصميم العمليات الإدارية بصفة جذرية، بهدف تحقيق تحسينات جوهرية فائقة وليست هامشية تدريجية في معايير الأداء الحاسمة، مثل التكلفة، والجودة، والخدمة، والسرعة، بهدف إرضاء المستفيدين من هذه الخدمات.
المحك والتحدي الحقيقي في نجاح مشاريع الهندرة خاصة في القطاع العام في القيادة.. ثم القيادة. حيث لا يمكن للهندرة أن تبدأ من أسفل، فالهندرة تهتم بالعمليات وفي كثير من الحالات في الصلاحيات وبعض المناصب الإدارة والإشرافية التي قد تلغى بالدمج أو الشطب.
وهي بحاجة إلى أن تستعين بكل قدرات وتقنيات واستراتيجيات إدارة التغيير للمقاومة الصعبة التي ستواجهها من مختلف المستويات الإدارية والإشرافية. الهندرة يجب أن تكون ابناً شرعياً لجهة تمتلك السلطة الكافية والقدرة على تخصيص الموارد وتغيير سلم الرواتب ونظام التعويضات وإجبار العاملين على التفكير النقدي، على كافة المستويات بدلاً من الوظائف ومنافعها، كل ذلك لتحقيق هدف نهائي وهو خدمات أفضل للمستفيدين وإدارة أكثر فعالية للموارد المتاحة.
لكي نوضح عمق التأثير المطلوب.. المتفائل يرى الكأس نصف ممتلئة، والمتشائم يراها نصف فارغة، أم من يقود عملية الهندرة أو المهندر يرى فيها زجاجاً فائضاً عن الحاجة.
الزمن القادم سيكون فقط لمن يعمل بكفاءة وكفاية عالية.. فاشحذوا قدراتكم وطاقتكم وابحثوا عن مواهبكم.