أثار إعجابي الشديد قيام الأديب الباحث في التراث صقر بن عبدالله المعاودة بإصداره كتابه «البحرين وتكريم أمير الشعراء أحمد شوقي»، سرد فيه النشاط الأدبي والجمعيات التي نشأت في البحرين في بداية القرن العشرين التي تهتم بالأدب كما تهتم بالتعليم.
الكتاب دليل على ثلاثة أمور: أولها، النهضة الأدبية في البحرين منذ أواخر القرن التاسع عشر، وثانيها، أن نبض العروبة لم يخبُ ومازال حياً وقوياً في الحس العربي للقيادة والشعب والمثقفين الذين انشؤوا نادي العروبة. وثالثها، مشاركة البحرين في تكريم أحمد شوقي أميراً للشعراء عام 1927، وهو التكريم الذي دعا إليه صديقه أحمد شفيق عام 1926، وأنشأ لجنة خاصة وجهت نداء لأبناء العروبة للمشاركة فيه وتولى رئاسته الشرفية سعد زغلول.
ولقد جاء نشر كتاب صقر المعاودة ليحمل لأبناء الجيل الجديد في البحرين عدة رسائل. أولها، أن قلب البحرين ينبض دائماً بالحس العربي الأصيل، وثانيها، تلاحم الشعبين البحريني والمصري قبل أن تتحول منطقة الخليج إلى دول مستقلة، فالروح العربية متأصلة في شعبها، وثالثها، حرص المعاودة على تسجيل تكريم البحرين لشوقي في كتاب وسرد أسماء الشخصيات التي شاركت وتقديم البحرين هدية قيمة للشاعر وهي نخلة ذهبية احتفظ بها أحفاده ولم يتركوها للمتحف الخاص به.
ونظراً لصغر المساحة فإنني أشير لبعض ملاحظات مهمة بإيجاز:
الأولى: الدور السياسي لأحمد شوقي في مصر وفي العالم العربي بإحياء الرابط العروبي وهو اللغة والثقافة بدواوين شعره «الشوقيات»، والمسرحيات والروايات والكتب وأشهرها كتاب «دول العرب وعظماء الإسلام».
الثانية: الارتباط بين السياسة والأدب خاصة الشعر الذي هو ديوان العرب وأساس حسهم والذي يتردد صداه في أبيات تستقر في وجدان العربي عبر العصور حتى وإن كان ينسى قائلها، والمناسبة التي قيلت فيها، ومن ذلك على سبيل المثال:
وطني لو شغلت في الخلد عنه
نازعتني إليه في الخلد نفسي
وقد جاء ضمن قصيدة لشوقي عندما كان منفياً في إسبانيا لموقفه من الإنجليز وعزله الخديوي عباس حلمي الثاني لقربه من الشعب ومقاومته الاستعمار وعندما عاد شوقي من النفي عام 1920 قال قصيدة منها:
ويا وطني لقيتك بعد يأس
كأني قد لقيت بك الشبابا
إن هذا الحس الوطني والعربي لدى شوقي المولود عام 1860 في حي السيدة زينب بالقاهرة والمتوفى عام 1932 دليل على تأصل العروبة في الشعب المصري، وفي مختلف بلاد العرب التي وفد منها شعراء وأدباء إلى مصر عام 1927 للمشاركة في حفل تكريم شوقي أميراً للشعراء، ولم يكن الحقد والحسد منتشراً بين أبناء العرب آنذاك كما لم يكن الشعور العربي ضعيفاً كما نلمس في هذه الأيام، حيث يتطلع كثير من أبناء الأجيال الحالية للقوى الدولية أو الإقليمية في الخارج، مما يضعف مفهوم العروبة بإضعاف اللغة وتقوية اللهجات المحلية بدلاً من رفع راية العروبة.
الثالثة: وجود مفكرين وشعراء تألق كثيرون منهم أمثال الشيخ إبراهيم آل خليفة والأديب عبدالله الزايد وخالد الفرج وإبراهيم العريض وعبدالرحمن المعاودة وغيرهم. ولعل أهم سمة للنهضة العربية في مصر منذ أواخر القرن التاسع عشر وفي البحرين هي التكاتف والوحدة بين أنصار التيار العروبي والإسلامي ومشاركة الطرفين في المناسبات العامة، وكان التيار العروبي هو الغالب لارتباطه بالهوية العربية رغم ضغوط الاستعمار وضغوط بعض القوى الإقليمية، وتميز عرب البحرين بالصلابة والقوة والإيمان بعروبتهم وتجلى ذلك في الأندية الكثيرة التي أنشؤوها وفي حرصهم على المشاركة في تكريم أمير الشعراء أحمد شوقي، ولقد أبرز المعاودة في كتابه «البحرين وتكريم أمير الشعراء أحمد شوقي» أن رئيس النادي الأدبي بالبحرين الشيخ محمد بن عبدالله بن عيسى آل خليفة في خطابه الذي بعث به إلى أحمد شفيق رئيس اللجنة التنفيذية لاحتفالات تكريم شوقي أنه اختتم رسالته بالعبارة التالية:
«فلتحيا مصر وليحيا نابغة الشعر العربي»، هذه الجملة تعبر عن نبض العروبة في البحرين شعباً وشيوخاً ومثقفين وانعكاس ذلك في الهوية البحرينية.
الرابعة: كباحث أعبر عن التقدير لشعب البحرين بكافة طوائفه وقيادته ومثقفيه لحسهم العروبي المتدفق وحبهم لمصر العربية ودعمهم لها بحب تجلى أثناء زيارة جمال عبدالناصر حيث حمله أهالي البحرين في المحرق على الأعناق.
وتقدير خاص للمؤرخ صقر المعاودة على كتابه القيم «البحرين وتكريم أمير الشعراء أحمد شوقي» الذي جاء في أوانه لتعزيز المفهوم العروبي والتلاحم بين أبناء الضاد في البحرين وأشقائهم وفي قرارهم العظيم في استطلاع الرأي عام 1970 لتأكيد استقلال وعروبة البحرين. وقد احتفل المعاودة في كرمة ابن هانئ بتدشين كتابه وسط جمع غفير من المثقفين والمؤرخين وسفير مملكة البحرين.
الكتاب دليل على ثلاثة أمور: أولها، النهضة الأدبية في البحرين منذ أواخر القرن التاسع عشر، وثانيها، أن نبض العروبة لم يخبُ ومازال حياً وقوياً في الحس العربي للقيادة والشعب والمثقفين الذين انشؤوا نادي العروبة. وثالثها، مشاركة البحرين في تكريم أحمد شوقي أميراً للشعراء عام 1927، وهو التكريم الذي دعا إليه صديقه أحمد شفيق عام 1926، وأنشأ لجنة خاصة وجهت نداء لأبناء العروبة للمشاركة فيه وتولى رئاسته الشرفية سعد زغلول.
ولقد جاء نشر كتاب صقر المعاودة ليحمل لأبناء الجيل الجديد في البحرين عدة رسائل. أولها، أن قلب البحرين ينبض دائماً بالحس العربي الأصيل، وثانيها، تلاحم الشعبين البحريني والمصري قبل أن تتحول منطقة الخليج إلى دول مستقلة، فالروح العربية متأصلة في شعبها، وثالثها، حرص المعاودة على تسجيل تكريم البحرين لشوقي في كتاب وسرد أسماء الشخصيات التي شاركت وتقديم البحرين هدية قيمة للشاعر وهي نخلة ذهبية احتفظ بها أحفاده ولم يتركوها للمتحف الخاص به.
ونظراً لصغر المساحة فإنني أشير لبعض ملاحظات مهمة بإيجاز:
الأولى: الدور السياسي لأحمد شوقي في مصر وفي العالم العربي بإحياء الرابط العروبي وهو اللغة والثقافة بدواوين شعره «الشوقيات»، والمسرحيات والروايات والكتب وأشهرها كتاب «دول العرب وعظماء الإسلام».
الثانية: الارتباط بين السياسة والأدب خاصة الشعر الذي هو ديوان العرب وأساس حسهم والذي يتردد صداه في أبيات تستقر في وجدان العربي عبر العصور حتى وإن كان ينسى قائلها، والمناسبة التي قيلت فيها، ومن ذلك على سبيل المثال:
وطني لو شغلت في الخلد عنه
نازعتني إليه في الخلد نفسي
وقد جاء ضمن قصيدة لشوقي عندما كان منفياً في إسبانيا لموقفه من الإنجليز وعزله الخديوي عباس حلمي الثاني لقربه من الشعب ومقاومته الاستعمار وعندما عاد شوقي من النفي عام 1920 قال قصيدة منها:
ويا وطني لقيتك بعد يأس
كأني قد لقيت بك الشبابا
إن هذا الحس الوطني والعربي لدى شوقي المولود عام 1860 في حي السيدة زينب بالقاهرة والمتوفى عام 1932 دليل على تأصل العروبة في الشعب المصري، وفي مختلف بلاد العرب التي وفد منها شعراء وأدباء إلى مصر عام 1927 للمشاركة في حفل تكريم شوقي أميراً للشعراء، ولم يكن الحقد والحسد منتشراً بين أبناء العرب آنذاك كما لم يكن الشعور العربي ضعيفاً كما نلمس في هذه الأيام، حيث يتطلع كثير من أبناء الأجيال الحالية للقوى الدولية أو الإقليمية في الخارج، مما يضعف مفهوم العروبة بإضعاف اللغة وتقوية اللهجات المحلية بدلاً من رفع راية العروبة.
الثالثة: وجود مفكرين وشعراء تألق كثيرون منهم أمثال الشيخ إبراهيم آل خليفة والأديب عبدالله الزايد وخالد الفرج وإبراهيم العريض وعبدالرحمن المعاودة وغيرهم. ولعل أهم سمة للنهضة العربية في مصر منذ أواخر القرن التاسع عشر وفي البحرين هي التكاتف والوحدة بين أنصار التيار العروبي والإسلامي ومشاركة الطرفين في المناسبات العامة، وكان التيار العروبي هو الغالب لارتباطه بالهوية العربية رغم ضغوط الاستعمار وضغوط بعض القوى الإقليمية، وتميز عرب البحرين بالصلابة والقوة والإيمان بعروبتهم وتجلى ذلك في الأندية الكثيرة التي أنشؤوها وفي حرصهم على المشاركة في تكريم أمير الشعراء أحمد شوقي، ولقد أبرز المعاودة في كتابه «البحرين وتكريم أمير الشعراء أحمد شوقي» أن رئيس النادي الأدبي بالبحرين الشيخ محمد بن عبدالله بن عيسى آل خليفة في خطابه الذي بعث به إلى أحمد شفيق رئيس اللجنة التنفيذية لاحتفالات تكريم شوقي أنه اختتم رسالته بالعبارة التالية:
«فلتحيا مصر وليحيا نابغة الشعر العربي»، هذه الجملة تعبر عن نبض العروبة في البحرين شعباً وشيوخاً ومثقفين وانعكاس ذلك في الهوية البحرينية.
الرابعة: كباحث أعبر عن التقدير لشعب البحرين بكافة طوائفه وقيادته ومثقفيه لحسهم العروبي المتدفق وحبهم لمصر العربية ودعمهم لها بحب تجلى أثناء زيارة جمال عبدالناصر حيث حمله أهالي البحرين في المحرق على الأعناق.
وتقدير خاص للمؤرخ صقر المعاودة على كتابه القيم «البحرين وتكريم أمير الشعراء أحمد شوقي» الذي جاء في أوانه لتعزيز المفهوم العروبي والتلاحم بين أبناء الضاد في البحرين وأشقائهم وفي قرارهم العظيم في استطلاع الرأي عام 1970 لتأكيد استقلال وعروبة البحرين. وقد احتفل المعاودة في كرمة ابن هانئ بتدشين كتابه وسط جمع غفير من المثقفين والمؤرخين وسفير مملكة البحرين.