بعض من يعتبر نفسه «معارضة» لا يجد وسيلة للإفلات من السؤال الذي يتم توجيهه إليه في برنامج تلفزيوني -لأنه لا يمتلك الرد- سوى القول بأن قائل هذا الكلام قاله لأنهم «يدفعون له». يقصد أنه ينال أموالاً من الحكومة على ما يقول أو يكتب. هذا بدل أن يناقش ويحاول أن يفند قوله ويرد على الحجة بالحجة ليكون مقنعاً لمشاهديه الذين ينتظرون منه أن يوفر جواباً عن السؤال، فيقدم بتصرفه ذاك مثالاً سيئاً عن «المعارضة» ومستواها، ومن دون أن ينتبه يرسل رسالة مفادها أنها تؤمن بأن كل من لا يقول بما تقوله على خطأ وأنه قد أضل السبيل وأن الصح هو ما تقوله هي فقط ويقوله المنتمون إليها حتى لو كان الخطأ واضحاً.
هذه الصورة تكفي لتبين مستوى «المعارضة» التي تعتبر نفسها اليوم في «ثورة» وتسعى إلى قلب نظام الحكم لتدير دولة، فعندما يهرب ممثلوها من الإجابة عن سؤال عبر هذا الطريق السهل فهذا يعني أنها ليست جديرة بالثقة ودون القدرة على أن تكون الشيء الذي تدعو الناس إلى قبوله ليكون البديل الذي تغريهم به.
كي لا يتوه القارئ، القصة باختصار أن مقدمة برنامج «حديث البحرين» الذي تقدمه «السوسة الإيرانية» «فضائية العالم» وجدت أن ما طرحه أحد الكتاب في مقاله ليوم الثلاثاء الماضي رأي يستحق المناقشة فطلبت من ضيفها «المعارض المقيم في بيروت» أن يعلق على ذلك الرأي ويرد عليه، كي يفحمه طبعاً، فلم يجد وسيلة للهروب من الإجابة سوى توجيه الاتهامات بالعمالة للكاتب والصحيفة التي يكتب فيها والقول بأنه «مدفوع له» وإن هذا «شغل مخابرات»!
كان بإمكانه أن يقول مثلاً إنه لم يقرأ ذلك المقال ويفلت أو أن الفكرة لا تستحق المناقشة لهذا السبب أو ذاك، فهذا أجدى من توجيه الشتائم والسباب والاتهامات التي تخسر الجهة التي يمثلها وتقلل من وزنها وتجعل الآخرين يأخذون منها موقفاً سالباً، ذلك أن «المعارضة» التي تؤثر السباب والشتائم على مناقشة الأفكار والرد عليها تحرض الآخرين على النظر إليها بطريقة لا تحبها.
مثل هذه الردود لا يمكن قبولها من أناس عاديين فكيف من منظمين ويتحدثون باسم «المعارضة» ويمثلونها؟ هذه مسألة مهمة ينبغي أن ينتبه إليها هؤلاء لأنهم باعتمادهم هذا الأسلوب يسيئون إلى أنفسهم وإلى ما يمثلونه ويقللون من مكانتهم ومكانة ما يمثلونه لدى من يستمعون إليهم، فإذا كان هذا هو أسلوب هؤلاء فماذا أبقوا للعامة والبسطاء؟
ليس مطلوباً من هؤلاء مناقشة ما يكتبه الآخرون والرد عليه فقط ولكن المطلوب منهم أن يستفيدوا من كل ذلك أيضاً لتصحيح وضعهم ومسيرتهم، فما يكتبه ويقوله الآخرون -وكتاب المقالات المعارضة لهم على وجه الخصوص- يحتوي على الكثير مما يمكن الاستفادة منه لأنهم يرون ما لا يراه أولئك القابعون في الدائرة ولأنهم ينتقدون فيعينون بما يكتبونه أو يقولونه على تبين مكامن الخطأ. هذا يعني أن «المعارضة» تعتمد أسلوب إلغاء الآخر وأنها تعتقد أن كل من ليس معها فإنه ليس ضدها فقط ولكن لا يمكن أن يقول مفيداً ولا يستحق ما يقوله حتى المناقشة.
هذا الأسلوب وهذا المستوى الدوني يسيء إلى «الحراك» ويؤكد أن من يدعون إلى «التغيير» ويرفعون رايته ليسوا بالكفاءة التي «ينشد بهم الظهر» وأنهم لا يرون في الدائرة إلا أنفسهم، وخطورة هذا تكمن في أنهم يوصلون رسالة إلى العامة مفادها أنه لا قيمة لهم وأن كل المطلوب منهم هو أن «ينقطوهم بالسكوت» وينفذوا ما يطلب منهم بدقة. ما دام هؤلاء لا يلتفتون إلى الأفكار التي يطرحها أصحاب الرأي المخالف لهم فكيف سيلتفتون إلى «جماهيرهم»؟
هذه الصورة تكفي لتبين مستوى «المعارضة» التي تعتبر نفسها اليوم في «ثورة» وتسعى إلى قلب نظام الحكم لتدير دولة، فعندما يهرب ممثلوها من الإجابة عن سؤال عبر هذا الطريق السهل فهذا يعني أنها ليست جديرة بالثقة ودون القدرة على أن تكون الشيء الذي تدعو الناس إلى قبوله ليكون البديل الذي تغريهم به.
كي لا يتوه القارئ، القصة باختصار أن مقدمة برنامج «حديث البحرين» الذي تقدمه «السوسة الإيرانية» «فضائية العالم» وجدت أن ما طرحه أحد الكتاب في مقاله ليوم الثلاثاء الماضي رأي يستحق المناقشة فطلبت من ضيفها «المعارض المقيم في بيروت» أن يعلق على ذلك الرأي ويرد عليه، كي يفحمه طبعاً، فلم يجد وسيلة للهروب من الإجابة سوى توجيه الاتهامات بالعمالة للكاتب والصحيفة التي يكتب فيها والقول بأنه «مدفوع له» وإن هذا «شغل مخابرات»!
كان بإمكانه أن يقول مثلاً إنه لم يقرأ ذلك المقال ويفلت أو أن الفكرة لا تستحق المناقشة لهذا السبب أو ذاك، فهذا أجدى من توجيه الشتائم والسباب والاتهامات التي تخسر الجهة التي يمثلها وتقلل من وزنها وتجعل الآخرين يأخذون منها موقفاً سالباً، ذلك أن «المعارضة» التي تؤثر السباب والشتائم على مناقشة الأفكار والرد عليها تحرض الآخرين على النظر إليها بطريقة لا تحبها.
مثل هذه الردود لا يمكن قبولها من أناس عاديين فكيف من منظمين ويتحدثون باسم «المعارضة» ويمثلونها؟ هذه مسألة مهمة ينبغي أن ينتبه إليها هؤلاء لأنهم باعتمادهم هذا الأسلوب يسيئون إلى أنفسهم وإلى ما يمثلونه ويقللون من مكانتهم ومكانة ما يمثلونه لدى من يستمعون إليهم، فإذا كان هذا هو أسلوب هؤلاء فماذا أبقوا للعامة والبسطاء؟
ليس مطلوباً من هؤلاء مناقشة ما يكتبه الآخرون والرد عليه فقط ولكن المطلوب منهم أن يستفيدوا من كل ذلك أيضاً لتصحيح وضعهم ومسيرتهم، فما يكتبه ويقوله الآخرون -وكتاب المقالات المعارضة لهم على وجه الخصوص- يحتوي على الكثير مما يمكن الاستفادة منه لأنهم يرون ما لا يراه أولئك القابعون في الدائرة ولأنهم ينتقدون فيعينون بما يكتبونه أو يقولونه على تبين مكامن الخطأ. هذا يعني أن «المعارضة» تعتمد أسلوب إلغاء الآخر وأنها تعتقد أن كل من ليس معها فإنه ليس ضدها فقط ولكن لا يمكن أن يقول مفيداً ولا يستحق ما يقوله حتى المناقشة.
هذا الأسلوب وهذا المستوى الدوني يسيء إلى «الحراك» ويؤكد أن من يدعون إلى «التغيير» ويرفعون رايته ليسوا بالكفاءة التي «ينشد بهم الظهر» وأنهم لا يرون في الدائرة إلا أنفسهم، وخطورة هذا تكمن في أنهم يوصلون رسالة إلى العامة مفادها أنه لا قيمة لهم وأن كل المطلوب منهم هو أن «ينقطوهم بالسكوت» وينفذوا ما يطلب منهم بدقة. ما دام هؤلاء لا يلتفتون إلى الأفكار التي يطرحها أصحاب الرأي المخالف لهم فكيف سيلتفتون إلى «جماهيرهم»؟