إننا نحتفل في هذه الأيام بذكرى ثورة 30 يونيه، وهي التي أنقذت مصر من الدمار، الذي كان يخطط له الآخرون، لقتل أكثر من 10 ملايين مصري، وتدمير القاهرة والإسكندرية ومدن أخرى، وفصل سيناء عن مصر، وفصل الصعيد وقتل الأقباط وقتل ضباط الجيش. ولكن الله علت قدرته فأحبط تخطيط الماكرين وحقاً قال تعالى «ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكِرِين»، «سورة إبراهيم»، وقوله تعالي «ومكروا ومكر الله والله خير الماكِرِين»، «سورة آل عمران». أي أحبط مكرهم وكيدهم لأوطانهم. وقد عاشت مصر أياماً عصيبة طيلة أكثر من عام حتي قامت ثورة شعب مصر، واحتشد أكثر من ثلاثين مليون مصري في مختلف الميادين للتعبيرعن إرادة الشعب ولإنقاذ المصريين من مذبحة تتضاءل أمامها مذابح هتلر أو هولاكو أو الهكسوس، الذين خرج لقتالهم إبن مصر البار أحمس فحشد الجيش وأجلاهم عنها، وطردهم وطهر الوطن من أدناسهم.
وهكذا كرر شعب مصر وجيشه الوطني في المقدمة الدور البطولي لتحريرها من الطغاة عبر العصور، مهما تسلحوا باسم الدين أو غيره من المسميات، والدين منهم براء، فهم لا يعرفون قيمه ومبادئه ومنها حب الوطن. وسلوك النبي محمد عليه الصلاة والسلام عندما هاجر من مكة إلى المدينة، ونظر خلفه لمكة، فقال قولته المشهودة التي تدل على حب الوطن «والله إنك لأحب بلاد الله إلى الله، وأحب بلاد الله إلي، ولولا أن قومك أخرجوني ما خرجت».
لقد أعلى القرآن قدر الوطن، فهو مسقط رأس الإنسان، وهنا مكة المكرمة التي هي مسقط رأس النبي الكريم، ولذلك قال الله عنها في القرآن الكريم: «لا أقسِم بِهذا البلدِ. وأنت حِل بِهذا البلدِ. ووالِد وما ولد. لقد خلقنا الإِنسان فِي كبد. أيحسب أن لن يقدِر عليهِ أحد»، «سورة البلد». هل هناك أوضح من هذا القول لتأكيد أهمية مسقط راس الانسان وحبه للوطن كأولوية لا نظير لها. ولنتذكر مقولة الرسول الكريم بعد فتح مكة وعودته إليها منتصرا، هذه المقولة التي تعبر عن قيم الإسلام وهي التسامح والعفو عند المقدرة وحرمة الوطن بقوله «اذهبوا فأنتم الطلقاء»، وقوله «من دخل دار أبي سفيان – عدوه اللدود قبل الفتح – فهو آمن، ومن دخل داره وأغلق عليه بابه فهو آمن». أي كل المهزومين الذين ساهموا في إخراجه وصحابته وعذبوا الكثيرين منهم، سامحهم.
أين هذا التسامح واحترام حرمة الأوطان من سلوك متأسلمي هذا العصر الذين يدمرون ويحرقون وقد شكلوا عصاباتهم ومهمتهم القتل والدمار لأبناء الوطن لأجل السلطة التي كانوا يحلمون بهم، ولا يتسع المقال للتحدث عن جرائمهم. ويكفي أن أشكر أحد الأصدقاء البحرينيين الذي أرسل لي رسالة تلقتها السلطات المصرية في عهد حكومة المشير طنطاوي الذي سلمهم الحكم وأعلن فوزهم بالانتخابات رغم أن الفائر كان منافسهم، وهو بدوره خاف على وطنه، فقرر التنازل عن فوزه حتى يتم إعلان النتيجة بفوزهم وذلك أيضاً تحت ضغط سيدة مصر غير المتوجة السفيرة الأمريكية آن باترسون، ورئيسها غير المأسوف عليه، الذي بأجهزته أطلق ما سمي بـ «الربيع العربي» والذي تحول لشتاء بل زمهرير فدمر عدة بلاد عربية، ولولا شعب مصر وجيشه لكانت تعيش مأساة كبرى كما تعيشها الآن أربع دول عربية وتخضع لفكر متخلف باسم الإسلام البريء.
وللأسف، المتخلفون لم يدرسوا تاريخ مصر ولم يعرفوا حضارتها السمحة في عهودها المختلفة وكانوا يخططون لتدميرها، فجعل الله تدميرهم في تدبيرهم، ولكن مصر سوف ترحب بهم، إذا تابوا توبة نصوحاً، وليست توبة المنافقين التي تابوها عدة مرات في الخمسين سنة الماضية، وهم يبطنون غير ما يعلنون، ويفعلون غير ما يقولون، وصدق الله تعالى بقوله «يا أيها الذِين آمنوا لِم تقولون ما لا تفعلون. كبر مقتًا عِند اللهِ أن تقولوا ما لا تفعلون»، «سورة الصف». وصدق رسوله الكريم عندما قال، «آية المنافق ثلاث وفي رواية أربع وهي «إذا حدث كذب وإذا أؤتمن خان وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر».
وتتواكب الذكرى مع عيد الفطر المبارك والشكر لشعب مصر الأبي ولجيشه البطل ولأجهزة الشرطة ولفضيلة شيخ الازهر وبابا الكنيسة ولرئيس المحكمة الدستورية، الذي إيمانا بوطنه ترأس المرحلة الإنتقالية الصعبة بعد 30 يونيه، والشكر موصول لمن وضع روحه على كفه، وقاد عملية التغيير في تلك الليلة المباركة في اللحظة التي كانوا يخططون فيها للاحتفال بالعرس بحضور العروس والعريس والمعزومين من تركيا وقطر، كما ورد في تلك الرسائل التي نشرت عن تلك الفترة العصيبة في تاريخ مصر الحديثة حماها الله.
وهكذا كرر شعب مصر وجيشه الوطني في المقدمة الدور البطولي لتحريرها من الطغاة عبر العصور، مهما تسلحوا باسم الدين أو غيره من المسميات، والدين منهم براء، فهم لا يعرفون قيمه ومبادئه ومنها حب الوطن. وسلوك النبي محمد عليه الصلاة والسلام عندما هاجر من مكة إلى المدينة، ونظر خلفه لمكة، فقال قولته المشهودة التي تدل على حب الوطن «والله إنك لأحب بلاد الله إلى الله، وأحب بلاد الله إلي، ولولا أن قومك أخرجوني ما خرجت».
لقد أعلى القرآن قدر الوطن، فهو مسقط رأس الإنسان، وهنا مكة المكرمة التي هي مسقط رأس النبي الكريم، ولذلك قال الله عنها في القرآن الكريم: «لا أقسِم بِهذا البلدِ. وأنت حِل بِهذا البلدِ. ووالِد وما ولد. لقد خلقنا الإِنسان فِي كبد. أيحسب أن لن يقدِر عليهِ أحد»، «سورة البلد». هل هناك أوضح من هذا القول لتأكيد أهمية مسقط راس الانسان وحبه للوطن كأولوية لا نظير لها. ولنتذكر مقولة الرسول الكريم بعد فتح مكة وعودته إليها منتصرا، هذه المقولة التي تعبر عن قيم الإسلام وهي التسامح والعفو عند المقدرة وحرمة الوطن بقوله «اذهبوا فأنتم الطلقاء»، وقوله «من دخل دار أبي سفيان – عدوه اللدود قبل الفتح – فهو آمن، ومن دخل داره وأغلق عليه بابه فهو آمن». أي كل المهزومين الذين ساهموا في إخراجه وصحابته وعذبوا الكثيرين منهم، سامحهم.
أين هذا التسامح واحترام حرمة الأوطان من سلوك متأسلمي هذا العصر الذين يدمرون ويحرقون وقد شكلوا عصاباتهم ومهمتهم القتل والدمار لأبناء الوطن لأجل السلطة التي كانوا يحلمون بهم، ولا يتسع المقال للتحدث عن جرائمهم. ويكفي أن أشكر أحد الأصدقاء البحرينيين الذي أرسل لي رسالة تلقتها السلطات المصرية في عهد حكومة المشير طنطاوي الذي سلمهم الحكم وأعلن فوزهم بالانتخابات رغم أن الفائر كان منافسهم، وهو بدوره خاف على وطنه، فقرر التنازل عن فوزه حتى يتم إعلان النتيجة بفوزهم وذلك أيضاً تحت ضغط سيدة مصر غير المتوجة السفيرة الأمريكية آن باترسون، ورئيسها غير المأسوف عليه، الذي بأجهزته أطلق ما سمي بـ «الربيع العربي» والذي تحول لشتاء بل زمهرير فدمر عدة بلاد عربية، ولولا شعب مصر وجيشه لكانت تعيش مأساة كبرى كما تعيشها الآن أربع دول عربية وتخضع لفكر متخلف باسم الإسلام البريء.
وللأسف، المتخلفون لم يدرسوا تاريخ مصر ولم يعرفوا حضارتها السمحة في عهودها المختلفة وكانوا يخططون لتدميرها، فجعل الله تدميرهم في تدبيرهم، ولكن مصر سوف ترحب بهم، إذا تابوا توبة نصوحاً، وليست توبة المنافقين التي تابوها عدة مرات في الخمسين سنة الماضية، وهم يبطنون غير ما يعلنون، ويفعلون غير ما يقولون، وصدق الله تعالى بقوله «يا أيها الذِين آمنوا لِم تقولون ما لا تفعلون. كبر مقتًا عِند اللهِ أن تقولوا ما لا تفعلون»، «سورة الصف». وصدق رسوله الكريم عندما قال، «آية المنافق ثلاث وفي رواية أربع وهي «إذا حدث كذب وإذا أؤتمن خان وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر».
وتتواكب الذكرى مع عيد الفطر المبارك والشكر لشعب مصر الأبي ولجيشه البطل ولأجهزة الشرطة ولفضيلة شيخ الازهر وبابا الكنيسة ولرئيس المحكمة الدستورية، الذي إيمانا بوطنه ترأس المرحلة الإنتقالية الصعبة بعد 30 يونيه، والشكر موصول لمن وضع روحه على كفه، وقاد عملية التغيير في تلك الليلة المباركة في اللحظة التي كانوا يخططون فيها للاحتفال بالعرس بحضور العروس والعريس والمعزومين من تركيا وقطر، كما ورد في تلك الرسائل التي نشرت عن تلك الفترة العصيبة في تاريخ مصر الحديثة حماها الله.