يتذكر أهل الخليج جيداً غزو العراق للكويت في صيف 1990، ويعتبرونه أول غزو عربي لدولة خليجية في التاريخ الحديث، لكن يتم تناسي حادثة تاريخية هامة أيضاً، وهي حادثة أول غزو خليجي لدولة خليجية منذ تأسيس مجلس التعاون في العام 1981.
أول غزو خليجي لدولة خليجية كان غزو قطر للبحرين في أبريل 1986 عندما أنزلت قواتها على فشت الديبل، واعتقلت 32 عاملاً أجنبياً كانوا يعملون لشركة بالاس نيدام الهولندية لإقامة بعض المنشآت العسكرية والأمنية في الجزيرة بتكليف من حكومة البحرين، لكن تدخل الملك فهد رحمه الله ساهم في إنهاء الغزو، والإفراج عن المحتجزين.
تلك حادثة واحدة من حوادث كثيرة تمت خلال القرن العشرين من قبل حكام قطر الذين تعاقبوا على التدخل في الشؤون الداخلية للبحرين، أو مارسوا سياسات لا علاقة لها بالجوار الجغرافي أو التاريخي. وهي تعكس عقدة النقص والاضطهاد التي عاشتها الدوحة منذ عقود طويلة تعود إلى نهايات القرن التاسع عشر، وهو ما دفعها إلى توظيف ثرواتها الهائلة في منتصف التسعينات من أجل تنفيذ مشروع طموح لا يرتكز على تغيير الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط، بل يشمل تغييراً لجغرافيا الخليج العربي لتتبدل خريطة دول مجلس التعاون بحسب التصريحات الرسمية القطرية.
من الواضح أن قراءات الدوحة لمعطيات الجغرافيا السياسية خاطئة، فهي أدركت خطورة التدخل العسكري المباشر، وإمكانية فشل الغزو العسكري إذا غامرت به، فلجأت إلى القوة الناعمة ووظفتها لتتحول أجندات السياسة الخارجية القطرية إلى أجندة إرهابية تدعم الجماعات الراديكالية والمتطرفة، وتنشر الفوضى والإرهاب.
تورط الدوحة في الإرهاب هو غزو من نوع آخر، يماثل الغزو الفكري والأيديولوجي، خاصة إذا ارتبط بجماعات سياسية معينة. وما يتم الآن من خطوات للدول الداعية لمكافحة الإرهاب يعد صداً للغزو القطري الذي يخشى أن يتحول من صد سياسي واقتصادي إلى صد أمني وعسكري مع استمرار تمسك المسؤولين القطريين بسياستهم وأجندة الإرهاب.
* حقائق مسكوت عنها:
قد تتغيّر خريطة الجغرافيا السياسية للدول بالغزو أحياناً، وبالتدخل العسكري أحياناً أخرى، لكنها أيضاً قد تتغيّر إذا صار النظام مارقاً ودخل في عزلة سياسية، أو تم التغيير تحت الشرعية الدولية وهياكلها المعروفة. والدول الثرية دائماً ما تكون عرضة لتكالب القوى العظمى التي تطمع في ثرواتها، والاعتقاد بأن الثروة نعمة قد تتحول إلى نقمة عندما يرغب الجميع في اقتسام الثروة دون اكتراث لمصالح سابقة.
أول غزو خليجي لدولة خليجية كان غزو قطر للبحرين في أبريل 1986 عندما أنزلت قواتها على فشت الديبل، واعتقلت 32 عاملاً أجنبياً كانوا يعملون لشركة بالاس نيدام الهولندية لإقامة بعض المنشآت العسكرية والأمنية في الجزيرة بتكليف من حكومة البحرين، لكن تدخل الملك فهد رحمه الله ساهم في إنهاء الغزو، والإفراج عن المحتجزين.
تلك حادثة واحدة من حوادث كثيرة تمت خلال القرن العشرين من قبل حكام قطر الذين تعاقبوا على التدخل في الشؤون الداخلية للبحرين، أو مارسوا سياسات لا علاقة لها بالجوار الجغرافي أو التاريخي. وهي تعكس عقدة النقص والاضطهاد التي عاشتها الدوحة منذ عقود طويلة تعود إلى نهايات القرن التاسع عشر، وهو ما دفعها إلى توظيف ثرواتها الهائلة في منتصف التسعينات من أجل تنفيذ مشروع طموح لا يرتكز على تغيير الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط، بل يشمل تغييراً لجغرافيا الخليج العربي لتتبدل خريطة دول مجلس التعاون بحسب التصريحات الرسمية القطرية.
من الواضح أن قراءات الدوحة لمعطيات الجغرافيا السياسية خاطئة، فهي أدركت خطورة التدخل العسكري المباشر، وإمكانية فشل الغزو العسكري إذا غامرت به، فلجأت إلى القوة الناعمة ووظفتها لتتحول أجندات السياسة الخارجية القطرية إلى أجندة إرهابية تدعم الجماعات الراديكالية والمتطرفة، وتنشر الفوضى والإرهاب.
تورط الدوحة في الإرهاب هو غزو من نوع آخر، يماثل الغزو الفكري والأيديولوجي، خاصة إذا ارتبط بجماعات سياسية معينة. وما يتم الآن من خطوات للدول الداعية لمكافحة الإرهاب يعد صداً للغزو القطري الذي يخشى أن يتحول من صد سياسي واقتصادي إلى صد أمني وعسكري مع استمرار تمسك المسؤولين القطريين بسياستهم وأجندة الإرهاب.
* حقائق مسكوت عنها:
قد تتغيّر خريطة الجغرافيا السياسية للدول بالغزو أحياناً، وبالتدخل العسكري أحياناً أخرى، لكنها أيضاً قد تتغيّر إذا صار النظام مارقاً ودخل في عزلة سياسية، أو تم التغيير تحت الشرعية الدولية وهياكلها المعروفة. والدول الثرية دائماً ما تكون عرضة لتكالب القوى العظمى التي تطمع في ثرواتها، والاعتقاد بأن الثروة نعمة قد تتحول إلى نقمة عندما يرغب الجميع في اقتسام الثروة دون اكتراث لمصالح سابقة.