يعتبر البعض نقد نص السيرة الحسينية تطاولاً على الإمام الحسين عليه السلام وعلى آل البيت فيرفضه من باب أنه ينبغي عدم المساس بالمقدس ومن باب أن هذا النقد قد يأخذ صفة المحاكمة والتحقيق التي لا تليق بصاحب السيرة. والأكيد أن هذا البعض يخشى من التوصل إلى قناعة بوجود روايات موضوعة ومختلقة تعرض هذا المقدس إلى الطعن والتشكيك فيما تم تناقله عبر السنين الطوال، ولعله يرى أن هذا قد يوصل إلى التقليل من شأن صاحب السيرة وفتح الباب أمام نقد كل النصوص التي يجد أنه «لا يجوز» نقدها كونها تنتمي إلى فئة المقدس.
لكن هذا البعض يقع - بسبب ضيق أفقه وقوله بعدم جواز المس بسيرة الإمام - في خانة عدم الاهتمام بالدخيل عليها، بل إنه لا يهتم بهذا الأمر حتى وهو متأكد من أن بعض ما دخل على تلك السيرة يسيء إلى الإمام، ذلك أن كل ما يهمه هو عدم فتح هذا الباب لاعتبار أنه داخل في المقدس.
كثيرة هي القصص والروايات التي تم اختلاقها ووصم سيرة الإمام الحسين بها على مدى كل هذه السنين، وواجب المسلمين، والشيعة على وجه الخصوص، العمل على محاكمة تلك القصص والروايات والتحقيق فيها بشكل علمي وحذف ما يتبين أنه دخيل ولا أصل ثابت له من دون تردد، ذلك أن الاستمرار في نقل السيرة من دون هذا من شأنه أن يوصل إلى الأجيال المقبلة ما لا علاقة له بالإمام وما يقلل من شأنه عليه السلام وشأن الإسلام.
قبل نحو عشرين عاماً أجرت صحيفة «السفير» اللبنانية مقابلة صحافية مع المرجع الديني العلامة السيد محمد حسين فضل الله وسألته عن مصدر نص السيرة الحسينية التي هي أساس إحياء ذكرى عاشوراء فوفر الكثير من المعلومات وانتقد من يرفضون الدخول في النقد العلمي الموضوعي لمثل هذه القصص والأحاديث وقال «لعل حجة الكثيرين أن المسألة هي من المسائل التي يراد بها إثارة المأساة، وليست هناك أية مشكلة تتصل بالجانب العقيدي، أو تتصل بالقضايا السلبية في واقع السلوك الإسلامي في خط القضية الحسينية، ولا سيما أن هذا قد يستثير الكثير من ردود الفعل الشعبية، باعتبار أن الكثير من هذه المفاهيم دخلت في عمق الحس الشعبي». ولا يتأخر عن تحديد موقفه من هذا الرأي والدعوة إلى نقد نص السيرة الحسينية فيقول «ولكننا لا نوافق هؤلاء، ونجد أن من الضروري نقد نص السيرة الحسينية، كنقد نص السيرة النبوية الشريفة، كنقد أي نص تاريخي، لأن التاريخ وإن ابتعد عنا، فهو قد دخل في وجداننا الثقافي، وإحساسنا الديني، وحركتنا السياسية.. وبناءً على ذلك، فعندما نقدم بعض الصور غير الواقعية على أنها تمثل الشرعية، باعتبار أنها تنسب إلى الحسين «ع»، الإمام الذي يعتبر قوله وفعله يمثلان الخط الشرعي الصحيح، فإن ذلك سوف يدخل في حركتنا الثورية ما هو شرعي وما هو غير شرعي».
فضل الله أضاف في تلك المقابلة المهمة والجريئة «إنني أتصور أن من الضروري أن ينطلق النقد بشكل موضوعي علمي، يمكن أن نحصل من خلاله على سيرة متوازنة، وإذا لم تكن هي الواقع، فلا مانع من أن نحاول أن تكون الأقرب إلى الواقع، مع إبقاء الجو المأساوي في عناصره الداخلية»، وطمأن قراء التعزية الذين قد يتأثرون بذلك بقوله «.... إذا كانوا يملكون أسلوباً أدبياً فنياً في طريقة التعبير، وعناصر الإثارة، فإنهم يستطيعون أن يحرّكوا المأساة في قضية الإمام الحسين «ع»، من دون الحاجة إلى قصص وحكايات جديدة».
{{ article.visit_count }}
لكن هذا البعض يقع - بسبب ضيق أفقه وقوله بعدم جواز المس بسيرة الإمام - في خانة عدم الاهتمام بالدخيل عليها، بل إنه لا يهتم بهذا الأمر حتى وهو متأكد من أن بعض ما دخل على تلك السيرة يسيء إلى الإمام، ذلك أن كل ما يهمه هو عدم فتح هذا الباب لاعتبار أنه داخل في المقدس.
كثيرة هي القصص والروايات التي تم اختلاقها ووصم سيرة الإمام الحسين بها على مدى كل هذه السنين، وواجب المسلمين، والشيعة على وجه الخصوص، العمل على محاكمة تلك القصص والروايات والتحقيق فيها بشكل علمي وحذف ما يتبين أنه دخيل ولا أصل ثابت له من دون تردد، ذلك أن الاستمرار في نقل السيرة من دون هذا من شأنه أن يوصل إلى الأجيال المقبلة ما لا علاقة له بالإمام وما يقلل من شأنه عليه السلام وشأن الإسلام.
قبل نحو عشرين عاماً أجرت صحيفة «السفير» اللبنانية مقابلة صحافية مع المرجع الديني العلامة السيد محمد حسين فضل الله وسألته عن مصدر نص السيرة الحسينية التي هي أساس إحياء ذكرى عاشوراء فوفر الكثير من المعلومات وانتقد من يرفضون الدخول في النقد العلمي الموضوعي لمثل هذه القصص والأحاديث وقال «لعل حجة الكثيرين أن المسألة هي من المسائل التي يراد بها إثارة المأساة، وليست هناك أية مشكلة تتصل بالجانب العقيدي، أو تتصل بالقضايا السلبية في واقع السلوك الإسلامي في خط القضية الحسينية، ولا سيما أن هذا قد يستثير الكثير من ردود الفعل الشعبية، باعتبار أن الكثير من هذه المفاهيم دخلت في عمق الحس الشعبي». ولا يتأخر عن تحديد موقفه من هذا الرأي والدعوة إلى نقد نص السيرة الحسينية فيقول «ولكننا لا نوافق هؤلاء، ونجد أن من الضروري نقد نص السيرة الحسينية، كنقد نص السيرة النبوية الشريفة، كنقد أي نص تاريخي، لأن التاريخ وإن ابتعد عنا، فهو قد دخل في وجداننا الثقافي، وإحساسنا الديني، وحركتنا السياسية.. وبناءً على ذلك، فعندما نقدم بعض الصور غير الواقعية على أنها تمثل الشرعية، باعتبار أنها تنسب إلى الحسين «ع»، الإمام الذي يعتبر قوله وفعله يمثلان الخط الشرعي الصحيح، فإن ذلك سوف يدخل في حركتنا الثورية ما هو شرعي وما هو غير شرعي».
فضل الله أضاف في تلك المقابلة المهمة والجريئة «إنني أتصور أن من الضروري أن ينطلق النقد بشكل موضوعي علمي، يمكن أن نحصل من خلاله على سيرة متوازنة، وإذا لم تكن هي الواقع، فلا مانع من أن نحاول أن تكون الأقرب إلى الواقع، مع إبقاء الجو المأساوي في عناصره الداخلية»، وطمأن قراء التعزية الذين قد يتأثرون بذلك بقوله «.... إذا كانوا يملكون أسلوباً أدبياً فنياً في طريقة التعبير، وعناصر الإثارة، فإنهم يستطيعون أن يحرّكوا المأساة في قضية الإمام الحسين «ع»، من دون الحاجة إلى قصص وحكايات جديدة».