يواجه الخليج العربي الإرهاب في المنطقة بكل ما أوتي من قوة، وكرّس من أجله ذلك ميزانياته وقواته العسكرية وأذرعه السياسية الإعلامية من أجل تحقيق مكافحة فاعلة تقضي على الإرهاب من منابعه، كل بما يتيح له مجال اختصاصه. وبينما كان حرياً بالقوات العسكرية أن تواجه العدو وتقاتله لتدافع عن الأوطان، كان على المؤسسات الإعلامية الوطنية أن تكشف حقائق الخصوم وتنقل مجريات الأحداث وتفضح حجم تورط الخصم بالأعمال الإرهابية اللاإنسانية. ولكن ثمة أسئلة وتطلعات وضرورات تحيط بالعمل الإعلامي وهو يواجه ذلك المد العاصف، بحاجة للطرح والتفنيد والاستجابة من المسؤولين. وانطلاقاً من الأحدث، أذكر أنني وكثيرون غيري دعونا مراراً وتكراراً لتأسيس كتيبة إلكترونية مدنية تخدم مصالح الوطن وتوجهاته وسياساته، ولا بأس في أن تشرف على ذلك واحدة من الجهات الرسمية الحكومية بالدولة بالتنسيق مع مؤسسات المجتمع المدني، وكذلك التنسيق مع السفارات في الخارج لتسويق صورة دولهم في أوساط شباب البلد الذي يتواجدون فيه بما يمكن من تحقيق فرص النشر عن ذلك البلد بصور إيجابية خلال أزماته، يدعمهم بلا شك في ذلك الجهد الشبابي للطلبة المبتعثين في الخارج بالتنسيق كذلك مع السفارات.
الأمر الآخر أنه لطالما انطلقت الدعوات إلى تنسيق السياسات الإعلامية الخليجية فضلاً عن سبل المعالجة، ولكننا مازلنا نرى أن السياسات غير مستقرة أو متزنة بما يكفي داخل البلد الخليجي الواحد، فكيف بنا عند الحديث عن ست دول خليجية لكل منها سياسات وغايات وتطلعات خاصة غير تلك المشتركة تحت مظلة المجلس، ما ينشأ عن ذلك تضارب الطرح والتشوش في تحديد الأولويات.
يضاف إلى ذلك أن الإعلام الخليجي يعالج بعض القضايا الهامة كالإرهاب مثلاً في مقالات ومواد صحافية منفردة أو برنامج تلفزيوني أو إذاعي واحد، بينما لا يحرص في معالجاته لبقية المواد الإعلامية بما يتسق مع الطرح الذي أخذته على عاتقها تلك المواد المنفردة، ما يجعل الجهود القليلة المبذولة تذهب هباءً منثوراً، والفرق شاسع بين أن يكون موضوع كالإرهاب محوراً وبين أن يتخذ شكل سياسة إعلامية يتم العمل في ضوئها بما يحقق الهدف العام المتمثل في مكافحته.
* اختلاج النبض:
مشاكل الإعلام كبيرة وخطيرة في آن ومقال كهذا إنما يسلط الضوء على زوايا صغيرة جداً منها، وإن لم تتم المكاشفة في الأخطاء والعمل على تصحيحها، سيظل العمل الإعلامي يدور في حلقة مفرغة رغم ما ينفق عليه من أموال وتكرس له من طاقات وجهود. تطلعات الإعلاميين أكبر حتى من تطلعات الجمهور، ولكن ما لم يتم الالتفات لتطوير الإعلام في بنيته الأساسية وسياساته فسيظل العمل الإعلامي الخليجي دون مستوى الطموح ويقع في كثير من الأخطاء التي سيحمل الوطن برمته وزرها في المستقبل.
الأمر الآخر أنه لطالما انطلقت الدعوات إلى تنسيق السياسات الإعلامية الخليجية فضلاً عن سبل المعالجة، ولكننا مازلنا نرى أن السياسات غير مستقرة أو متزنة بما يكفي داخل البلد الخليجي الواحد، فكيف بنا عند الحديث عن ست دول خليجية لكل منها سياسات وغايات وتطلعات خاصة غير تلك المشتركة تحت مظلة المجلس، ما ينشأ عن ذلك تضارب الطرح والتشوش في تحديد الأولويات.
يضاف إلى ذلك أن الإعلام الخليجي يعالج بعض القضايا الهامة كالإرهاب مثلاً في مقالات ومواد صحافية منفردة أو برنامج تلفزيوني أو إذاعي واحد، بينما لا يحرص في معالجاته لبقية المواد الإعلامية بما يتسق مع الطرح الذي أخذته على عاتقها تلك المواد المنفردة، ما يجعل الجهود القليلة المبذولة تذهب هباءً منثوراً، والفرق شاسع بين أن يكون موضوع كالإرهاب محوراً وبين أن يتخذ شكل سياسة إعلامية يتم العمل في ضوئها بما يحقق الهدف العام المتمثل في مكافحته.
* اختلاج النبض:
مشاكل الإعلام كبيرة وخطيرة في آن ومقال كهذا إنما يسلط الضوء على زوايا صغيرة جداً منها، وإن لم تتم المكاشفة في الأخطاء والعمل على تصحيحها، سيظل العمل الإعلامي يدور في حلقة مفرغة رغم ما ينفق عليه من أموال وتكرس له من طاقات وجهود. تطلعات الإعلاميين أكبر حتى من تطلعات الجمهور، ولكن ما لم يتم الالتفات لتطوير الإعلام في بنيته الأساسية وسياساته فسيظل العمل الإعلامي الخليجي دون مستوى الطموح ويقع في كثير من الأخطاء التي سيحمل الوطن برمته وزرها في المستقبل.