كعادتي، تداولت مع أحد المقربين من النخب البحرينية قبل فترة وجيزة، أحاديث عدة حول مجريات الأحداث السياسية والمعالجات الإعلامية. جهدنا من خلالها من أجل سبر أغوار القضايا الراهنة، في محاولة الوصول إلى حلول منطقية أو مقترحات يعتد بها يمكن رفعها لصانع القرار السياسي الخليجي سواء عبر المنابر الإعلامية أو بطرق أخرى مختلفة.
وعلى نحو مباغت فاجأني محدثي بسؤال ربما لم يخل من هجوم مغلف أو انتقاد موجه، حول مبررات الإعلام الخليجي في تقصيره إزاء القضية الفلسطينية. وبطريقة ما وجدت أن إصبع اتهام خفي قد وجه إليّ مختزلاً فيّ جميع الكتاب والإعلاميين، فضلاً عن مؤسساتهم، فأجبت فوراً بأن وسائل الإعلام الخليجية قد انساقت وراء الأزمات الراهنة والطارئة التي اعترضت المنطقة بعمومها من المحيط العربي وصولاً إلى الداخل الخليجي، ولم تكتف بتسليط الضوء على هذه القضايا مع اهتمام نسبي بالقضايا الثابتة، بل سخرت كل طاقاتها ومساحاتها لتغطية تلك الأحداث وإشباعها معالجة دون كثير من القضايا الأخرى المعلقة أو التي دخلت إلى عالم النسيان، إلى أن يظهر ثمة ما يحركها على الساحة ليأذن لها بالعودة إلى المعالجات الإعلامية. وكنت قد ادخرت في نفسي القول «ليتنا نحظى بالنفس الإيراني الطويل وصبر صانع السجاد هناك بينما ننسج خيوط قضايانا في الإعلام ونجيد حياكتها بما يكفي»، وقد فكرت لبرهة أن أخوض حديثاً أكثر عمقاً حول الاستراتيجيات والسياسات وإدارة الأزمات الإعلامية، ولكني اكتفيت حينها بذلك القدر من الإجابة لطالما أن مُحدثي كان قد اكتفى بها على مضض هو الآخر.
يجرني ذلك إلى الحديث حول اطلاعي على كثير من رسائل الماجستير في الإعلام في البحرين، وبعض أطروحات الدكتوراه كذلك، وكنت أكثر ما أركز عليه الجزء المتعلق بالتوصيات التي يوردها الباحثون في دراساتهم، ولم تخل أغلب تلك الأبحاث من صيغ الإلزام نحو «يجب، ومن الضروري، وعلى وسائل الإعلام» وكثير منها كان يؤكد على أهمية أن يركز الإعلام بشكل أكبر على القضية التي كانت محل اهتمام دراسته كقضايا المرأة والمعاقين والإسكان والتعليم والبرلمان وقضايا سياسية بعينها وغيرها كثير. ومن الإنصاف القول الأهمية بكل تلك القضايا، ولكني عندما أقف الإعلام كإعلامي ممارس وأجد ذلك الكم الهائل من المطالبات بتسليط الضوء على كذا وكذا، أجد أنه من الصعب إرضاء كافة المجالات بنفس القدر، وأن مواضيع بعينها تفرض نفسها فعلياً على الساحة، وإن المشكلة التي يواجهها الإعلام فعلياً مسألة أنه مطالب بتلبية كل تلك الموضوعات، لاسيما وأن كل موضوع بعين أصحابه والمختصين به أولوية الأولويات، ما يضع الإعلاميون في صراع بين تغليب الأولويات السياسية والأمنية، أو الأولويات التنموية والخدمية، أو المشكلات والأزمات العالقة دون حلول، أو.. أو.. أو.!!!
* اختلاج النبض:
لعله من الإنصاف ألا نلقي باللوم كاملاً على الإعلام الخليجي بينما يسخر كل ما يملكه من إمكانيات لخدمة قضايا بلدانه ومحيطه الجغرافي، ومن المهم أن نتفهم حجم الضغط الواقع عليه من خلال كافة الجهات وفئات المجتمع، بينما نتغاضى جميعاً عن أن الواقع السياسي المضطرب في المنطقة قد وضع بلداننا برمتها وكذلك إعلامنا في بوتقة سياسة إلهاء كبرى عن الحياة الطبيعية والنشاطات التنموية والارتقاء والعيش بسلام.
وعلى نحو مباغت فاجأني محدثي بسؤال ربما لم يخل من هجوم مغلف أو انتقاد موجه، حول مبررات الإعلام الخليجي في تقصيره إزاء القضية الفلسطينية. وبطريقة ما وجدت أن إصبع اتهام خفي قد وجه إليّ مختزلاً فيّ جميع الكتاب والإعلاميين، فضلاً عن مؤسساتهم، فأجبت فوراً بأن وسائل الإعلام الخليجية قد انساقت وراء الأزمات الراهنة والطارئة التي اعترضت المنطقة بعمومها من المحيط العربي وصولاً إلى الداخل الخليجي، ولم تكتف بتسليط الضوء على هذه القضايا مع اهتمام نسبي بالقضايا الثابتة، بل سخرت كل طاقاتها ومساحاتها لتغطية تلك الأحداث وإشباعها معالجة دون كثير من القضايا الأخرى المعلقة أو التي دخلت إلى عالم النسيان، إلى أن يظهر ثمة ما يحركها على الساحة ليأذن لها بالعودة إلى المعالجات الإعلامية. وكنت قد ادخرت في نفسي القول «ليتنا نحظى بالنفس الإيراني الطويل وصبر صانع السجاد هناك بينما ننسج خيوط قضايانا في الإعلام ونجيد حياكتها بما يكفي»، وقد فكرت لبرهة أن أخوض حديثاً أكثر عمقاً حول الاستراتيجيات والسياسات وإدارة الأزمات الإعلامية، ولكني اكتفيت حينها بذلك القدر من الإجابة لطالما أن مُحدثي كان قد اكتفى بها على مضض هو الآخر.
يجرني ذلك إلى الحديث حول اطلاعي على كثير من رسائل الماجستير في الإعلام في البحرين، وبعض أطروحات الدكتوراه كذلك، وكنت أكثر ما أركز عليه الجزء المتعلق بالتوصيات التي يوردها الباحثون في دراساتهم، ولم تخل أغلب تلك الأبحاث من صيغ الإلزام نحو «يجب، ومن الضروري، وعلى وسائل الإعلام» وكثير منها كان يؤكد على أهمية أن يركز الإعلام بشكل أكبر على القضية التي كانت محل اهتمام دراسته كقضايا المرأة والمعاقين والإسكان والتعليم والبرلمان وقضايا سياسية بعينها وغيرها كثير. ومن الإنصاف القول الأهمية بكل تلك القضايا، ولكني عندما أقف الإعلام كإعلامي ممارس وأجد ذلك الكم الهائل من المطالبات بتسليط الضوء على كذا وكذا، أجد أنه من الصعب إرضاء كافة المجالات بنفس القدر، وأن مواضيع بعينها تفرض نفسها فعلياً على الساحة، وإن المشكلة التي يواجهها الإعلام فعلياً مسألة أنه مطالب بتلبية كل تلك الموضوعات، لاسيما وأن كل موضوع بعين أصحابه والمختصين به أولوية الأولويات، ما يضع الإعلاميون في صراع بين تغليب الأولويات السياسية والأمنية، أو الأولويات التنموية والخدمية، أو المشكلات والأزمات العالقة دون حلول، أو.. أو.. أو.!!!
* اختلاج النبض:
لعله من الإنصاف ألا نلقي باللوم كاملاً على الإعلام الخليجي بينما يسخر كل ما يملكه من إمكانيات لخدمة قضايا بلدانه ومحيطه الجغرافي، ومن المهم أن نتفهم حجم الضغط الواقع عليه من خلال كافة الجهات وفئات المجتمع، بينما نتغاضى جميعاً عن أن الواقع السياسي المضطرب في المنطقة قد وضع بلداننا برمتها وكذلك إعلامنا في بوتقة سياسة إلهاء كبرى عن الحياة الطبيعية والنشاطات التنموية والارتقاء والعيش بسلام.