في خلفية المشهد هناك العلاقة الأفعوانية التي تجمع تركيا بإيران صعوداً وهبوطاً، والمشروع السياسي لكل منهما المختلف في المبررات والدواعي المبنية على أطر تاريخية وثقافية مغايرة، بينما يتفق في الأهداف والغايات الطمعية والتوسعية نحو السواد الأعظم من الشرق الأوسط واتخاذ الخليج العربي نقطة ارتكاز وانطلاقة لتحقيق الهدف، وبنفس الأسلوب الذي يجند فيه الإيرانيون الطابور الخامس في الخليج العربي من الإرهابيين والمعارضين، ويأتي الأخوان المسلمين كعملاء لتركيا. وجهان لعملة واحدة، حلم إعادة الإمبراطورية الفارسية من جهة، وإحياء الدولة العثمانية من جهة أخرى. غير أن كلا المشروعين انكشفا في المنطقة وبدأت الدول الخليجية خصوصاً بالتعاطي معهما بسياسة دفاعية عن نفسها وعن محيطها الإقليمي.
وبعدما قوبل مشروع العثمنة الجديد بالمكاشفة والرفض الخليجيين، وتجريم الأخوان المسلمين كجماعة إرهابية داعمة لتركيا العثمانية، برزت سياسة تركية جديدة في المنطقة، لا سيما مع تصاعد الخلاف الأخير بين تركيا والإمارات إثر إعادة نشر الشيخ عبدالله بن زايد لتغريدة ذات علاقة بالتاريخ العثماني الأسود وكيف أنه نهب ثروات الخليج العربي والمدينة المنورة تحديداً وسرقها في إرثها الديني. ويمكن القول إن ثمة هدنة دبلوماسية غير مباشرة لعبتها تركيا في المنطقة تحرك بها «إخوانها» بهدوء من تحت الرمال الخليجية.. بينما تقضي منفى مشروعها الوقتي في السودان لتبني لها مجداً جديداً هناك. من «سواكن» السودانية تبدأ الحكاية، فإلى جانب الموقع الاستراتيجي لهذه الجزيرة، تكمن أهميتها التاريخية بما ارتبط بها من أساطير، ترجع لعهد النبي سليمان –عليه السلام– وبلقيس ملكة «سبأ»، وأقاصيص متفرقة عن الجن فيها، وتميزها بحيوانات خاصة تمتلك قدرات خارقة. غير أن الأهم من هذا وذاك وخصوصاً بالنسبة للأتراك أن «سواكن» كانت عاصمة للدولة العثمانية في الحبشة منذ عام 1517، بعدما غزاها السلطان سليم الأول، لتنضم في وقت لاحق إلى ولاية «الحجاز»، ثم إلى مصر، ثم إلى السودان في مراحل تاريخية مختلفة. أما النهضة السياحية التركية فقد ساعدت تركيا للتسويق عن قدراتها في المجال، لتتحقق لها الخطوة الأولى مما تسعى إليه بحصولها الاثنين الماضي على حق إدارة جزيرة «سواكن» السودانية، لإعادة تأهيلها لتصبح مدينة سياحية هامة على البحر الأحمر.
* اختلاج النبض:
بعدما وجدت تركيا أن مساعيها لم تنجح في احتواء دولة الخلافة العثمانية من شرق الشرق الأوسط، وإعادة إحيائها، رأت في «سواكن» نقطة انطلاقة مثلى من غربه، تدعمها الخصوصية التاريخية العثمانية والنهضة السياحية التركية. فهل ستفلح تركيا في تحقيق مشروعها في العثمنة الجديدة عبر الطريق الغربي؟!!
وبعدما قوبل مشروع العثمنة الجديد بالمكاشفة والرفض الخليجيين، وتجريم الأخوان المسلمين كجماعة إرهابية داعمة لتركيا العثمانية، برزت سياسة تركية جديدة في المنطقة، لا سيما مع تصاعد الخلاف الأخير بين تركيا والإمارات إثر إعادة نشر الشيخ عبدالله بن زايد لتغريدة ذات علاقة بالتاريخ العثماني الأسود وكيف أنه نهب ثروات الخليج العربي والمدينة المنورة تحديداً وسرقها في إرثها الديني. ويمكن القول إن ثمة هدنة دبلوماسية غير مباشرة لعبتها تركيا في المنطقة تحرك بها «إخوانها» بهدوء من تحت الرمال الخليجية.. بينما تقضي منفى مشروعها الوقتي في السودان لتبني لها مجداً جديداً هناك. من «سواكن» السودانية تبدأ الحكاية، فإلى جانب الموقع الاستراتيجي لهذه الجزيرة، تكمن أهميتها التاريخية بما ارتبط بها من أساطير، ترجع لعهد النبي سليمان –عليه السلام– وبلقيس ملكة «سبأ»، وأقاصيص متفرقة عن الجن فيها، وتميزها بحيوانات خاصة تمتلك قدرات خارقة. غير أن الأهم من هذا وذاك وخصوصاً بالنسبة للأتراك أن «سواكن» كانت عاصمة للدولة العثمانية في الحبشة منذ عام 1517، بعدما غزاها السلطان سليم الأول، لتنضم في وقت لاحق إلى ولاية «الحجاز»، ثم إلى مصر، ثم إلى السودان في مراحل تاريخية مختلفة. أما النهضة السياحية التركية فقد ساعدت تركيا للتسويق عن قدراتها في المجال، لتتحقق لها الخطوة الأولى مما تسعى إليه بحصولها الاثنين الماضي على حق إدارة جزيرة «سواكن» السودانية، لإعادة تأهيلها لتصبح مدينة سياحية هامة على البحر الأحمر.
* اختلاج النبض:
بعدما وجدت تركيا أن مساعيها لم تنجح في احتواء دولة الخلافة العثمانية من شرق الشرق الأوسط، وإعادة إحيائها، رأت في «سواكن» نقطة انطلاقة مثلى من غربه، تدعمها الخصوصية التاريخية العثمانية والنهضة السياحية التركية. فهل ستفلح تركيا في تحقيق مشروعها في العثمنة الجديدة عبر الطريق الغربي؟!!