خرج الشعب الإيراني قبل ستة أشهر للتظاهرات، متحدياً آلة الجور والقمع الدينية-العسكرية، تلك التظاهرات التي استمرت على مدى أيام، رغم أن حجمها لا يزال غير معروف، أما الأمر الوحيد المتفق عليه بشأنها أنه لا يمكن تسميتها بالثورة. حسب التعريف التقليدي القديم للثورة والذي وضع أساساته مع انطلاق الشرارة الأولى للثورة الفرنسية هو «قيام الشعب بقيادة نخب وطلائع من مثقفيه لتغيير نظام الحكم بالقوة». فأين طلائع أو قيادات الثورة الإيرانية حتى تقوم بعد توفر دواعي ومسوغات الثورة حالياً والتي أهمها الحصار والمقاطعة الدولية لطهران؟!
من الجدير الإشارة بداية إلى الاختلاف بين الاحتجاجات عام 2009، عن انتفاضة أواخر عام 2017، فما حصل في 2009 كان سياسياً متمخضاً عن الانتخابات الرئاسية التي خسر فيها كروبي والموسوي وكانا الواجهة القيادية لها، أما التظاهرات الأخيرة حدث في رأس السنة كانت شعبية أكثر، قام بها العمال والفلاحون، ولم يكن من بينهم زعامات سياسية تتصدر المشهد.
يشاع أن الانتفاضة الإيرانية الأخيرة لم تكن مستبعدة، بل جرى توقعها قبل حدوثها حتى من الداخل الإيراني، مرجع ذلك ما آلت إليه أحوال البلاد من تردٍ في الأوضاع المعيشية ومن فساد شكلا عامل ضغط كبير على المواطنين الإيرانيين، ولا غرابة إذ يقبع 40% منهم تحت خط الفقر، ولا شك أن ذلك الضغط الهائل على معيشة الإيرانيين كان سيفضي إلى انفجار الشارع بعد قرار الحكومة بشأن وقف الدعم عن الإيرانيين الذي تأثرت جراءه الطبقة الفقيرة كثيراً، أما الخطر غير المتوقع في هذه التظاهرات هو ترديد المتظاهرين شعارات منددة بالمرشد الإيراني الأمر الذي يعتبر سابقة من نوعها..!!
يقود الثورات ويحركها الشعور الشعبي بعدم الرضا، ولأن تلك الحالة أصبحت هي السائدة في إيران منذ أربعة عقود وبشكل متأصل، فقد تحوط النظام لكل انتفاضة حى لا تتحول لثورة، فالنظام الإيراني الجائر يملك القدرة على القمع بالقوة، إذ تبدأ سياسة القمع تصاعدياً لديه من الشرطة بالهروات، ثم الباسيج بالدراجات النارية، ثم الحرس الثوري بالمدرعات، وكلما تطورت الأمور كلما زاد النظام حجم آلة الضغط والقمع. يضاف إلى ذلك أن قيام حكومة طهران بقطع إرسال الإنترنت دليل دامغ على أنها لا تريد أي شكل من التواصل يتمخض عنه مجلس قيادة للثورة، فالانتفاضة بلا قيادة لا ترقَ إلى مصاف الثورة، وقطع الإنترنت حال بين المتظاهرين وبين حصادهم للدعم الدولي، كما حال بينهم وبين التواصل مع القوى الإيرانية القادرة على قيادتها، كما حال قطع التواصل أيضاً دون بدء المجموعات الرافضة للوضع بتنظيم نفسها بشكل تستطيع أن تدير من خلاله حركة متجانسة على جميع الأراضي الإيرانية معاً.
* اختلاج النبض:
الانهيار الاقتصادي، وتدهور العملة، والعقوبات، وحركة الفساد التي تحاول الفكاك من الضغوط الاقتصادية بالسرقة، كلها تشكل خلطة جيدة لقيام انتفاضة، لكن الإيرانيين الذين سيخرجون مجدداً سيتحركون كالأخطبوط الأعمى، يضرب هنا ويضرب هناك وبدون رأس، وبدون قيادة لن تتحول الانتفاضة لثورة، ولذلك فربما يجب تأهيل القيادة في الخارج، فهل تسمعني واشنطن؟!!.. حول.
من الجدير الإشارة بداية إلى الاختلاف بين الاحتجاجات عام 2009، عن انتفاضة أواخر عام 2017، فما حصل في 2009 كان سياسياً متمخضاً عن الانتخابات الرئاسية التي خسر فيها كروبي والموسوي وكانا الواجهة القيادية لها، أما التظاهرات الأخيرة حدث في رأس السنة كانت شعبية أكثر، قام بها العمال والفلاحون، ولم يكن من بينهم زعامات سياسية تتصدر المشهد.
يشاع أن الانتفاضة الإيرانية الأخيرة لم تكن مستبعدة، بل جرى توقعها قبل حدوثها حتى من الداخل الإيراني، مرجع ذلك ما آلت إليه أحوال البلاد من تردٍ في الأوضاع المعيشية ومن فساد شكلا عامل ضغط كبير على المواطنين الإيرانيين، ولا غرابة إذ يقبع 40% منهم تحت خط الفقر، ولا شك أن ذلك الضغط الهائل على معيشة الإيرانيين كان سيفضي إلى انفجار الشارع بعد قرار الحكومة بشأن وقف الدعم عن الإيرانيين الذي تأثرت جراءه الطبقة الفقيرة كثيراً، أما الخطر غير المتوقع في هذه التظاهرات هو ترديد المتظاهرين شعارات منددة بالمرشد الإيراني الأمر الذي يعتبر سابقة من نوعها..!!
يقود الثورات ويحركها الشعور الشعبي بعدم الرضا، ولأن تلك الحالة أصبحت هي السائدة في إيران منذ أربعة عقود وبشكل متأصل، فقد تحوط النظام لكل انتفاضة حى لا تتحول لثورة، فالنظام الإيراني الجائر يملك القدرة على القمع بالقوة، إذ تبدأ سياسة القمع تصاعدياً لديه من الشرطة بالهروات، ثم الباسيج بالدراجات النارية، ثم الحرس الثوري بالمدرعات، وكلما تطورت الأمور كلما زاد النظام حجم آلة الضغط والقمع. يضاف إلى ذلك أن قيام حكومة طهران بقطع إرسال الإنترنت دليل دامغ على أنها لا تريد أي شكل من التواصل يتمخض عنه مجلس قيادة للثورة، فالانتفاضة بلا قيادة لا ترقَ إلى مصاف الثورة، وقطع الإنترنت حال بين المتظاهرين وبين حصادهم للدعم الدولي، كما حال بينهم وبين التواصل مع القوى الإيرانية القادرة على قيادتها، كما حال قطع التواصل أيضاً دون بدء المجموعات الرافضة للوضع بتنظيم نفسها بشكل تستطيع أن تدير من خلاله حركة متجانسة على جميع الأراضي الإيرانية معاً.
* اختلاج النبض:
الانهيار الاقتصادي، وتدهور العملة، والعقوبات، وحركة الفساد التي تحاول الفكاك من الضغوط الاقتصادية بالسرقة، كلها تشكل خلطة جيدة لقيام انتفاضة، لكن الإيرانيين الذين سيخرجون مجدداً سيتحركون كالأخطبوط الأعمى، يضرب هنا ويضرب هناك وبدون رأس، وبدون قيادة لن تتحول الانتفاضة لثورة، ولذلك فربما يجب تأهيل القيادة في الخارج، فهل تسمعني واشنطن؟!!.. حول.