عزيزتي الأم.. أتذكرين تلك الليالي التي قضيتها تستمعين لحكايات الجدة قبل النوم، هي قصص توارثتها الشعوب أباً عن جد، وليالي أخرى استرخيت فيها في حضن أمك، تستمعين لصوتها الحنون، وهي تحكي حكايات من نسج خيالها، فيها تلميحات صريحة لنصائح تريد أن توصلها لك، فتتشرب نفسك تلك النصائح والتوجيهات، حتى تصبح جزءاً من تكوينك، فتتبينين تلك السلوكات، لتتحول إلى مكون أصيل في معدنك. حكايات الجدة والأم هي ذلك الماء الذي تعجن به شخصيتك فتتشكل وترتسم معالمها شيئاً فشيئاً في تلك الليالي وفق المواصفات التي تتمناها لك أمك، فكل أم ترسم في خيالها شخصية أبنائها عندما يكبرون. كل أم تحرص على أن يتحلى أبناؤها بسلوكات ويتمسكون بقيم معينة، شجاعة، أمانة، إخلاص، وفاء طموح، قوة، والإيمان بالحق والخير والثقة بالله وغيرها.
تلك الحكايات تختارها الجدة والأم بذكاء وترويها بذكاء أيضاً فهي تعرف نوعية شخصيتك، خصائصها، طبيعتها، فتختار الحكاية التي تناسبها، وفي سردها تركز على القيم التي تريد تعزيزها لديك، فحين تحكي قصة علي بابا والأربعين حرامي مثلاً، تجدين كل أم تبرز قيماً معينة من هذه القصة لصغيرها، تريد أن تعززها لديه في نبرة صوتها وفي طريقة سردها. فأم تركز على أمانته فتظهر اعتزازها وإعجابها بهذا السلوك، والأم الأخرى تظهر انبهارها وإعجابها بشجاعته، وتلك الأم تزدري سلوك السرقة وأخرى تظهر انبهارها بذكاء من ابتدع تقنية فتح باب المغارة بكلمة السر، وها هي الفكرة الغريبة تصبح حقيقة في زمن التكنولوجيا. لن نبالغ إذا ما قلنا إن حكاية ما قبل النوم هي مدرسة تعلم القيم والأخلاق وتعزز المبادئ لدى الطفل منذ نعومة أظافره.
أن تؤثر تلك القصص في شخصيتك، في نفسيتك، بعمق، أمر لا غرابة فيه، فالطفل قبل النوم يكون في حالة استرخاء شديد، ويساعد على هذا الاسترخاء والتأثير صوت الأم الحنون، دفء جسدها، ومشاعر الأمومة الفياضة، التي تغمر هذا الصغير، فتنساب تلك القصص إلى أعماق النفس، فتترسب ما فيها من قيم ومبادئ وأخلاقيات وأفكار في أعماق.. نعم لا غرابة في هذا الكلام، فعلماء النفس والتربية يؤكدون على مدى تأثير قصة ما قبل النوم في صياغة شخصية الطفل وبناء خصائصه النفسية. فقد أظهرت نتائج دراسة حديثة أجراها علماء من «مركز سينسينتاي» الطبي للأطفال، أن سرد الحكايات أو ما يسمى بـ«بقصة ما قبل النوم» يمنحهم الدعم ويعزز ذاكرتهم ويحسن قدراتهم المعرفية، وبحث العلماء في آثار الحكايات على مخ الأطفال، في أعمار ما قبل المدرسة، وباستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، اكتشفوا نشاطاً أكبر في تفعيل مخ الأطفال الذين يبلغون من العمر 4 سنوات، عندما يكونون منخرطين جداً خلال الاستماع لقصة ما، كما يوصي أطباء علم النفس في العالم الأمهات في عالمنا المعاصر بضرورة العودة لحدوته قبل النوم التي ترويها الأم بصوتها الحنون إلى طفلها بدلاً من الاعتماد على ما تعرضه برامج التلفزيون ومواقع الإنترنت، لأن وجود الأم إلى جوار سرير ابنها قبل نومه يشعره بالأمان ويجنبه أي نوع من المخاوف أو الإحساس بالضيق ويمنع أي أحلام مفزعة أو كوابيس أثناء النوم.
هكذا يقول علماء النفس والتربويون ولكن ما تشهد به خبرات الأمهات المتوارثة هو القول الفصل فهو أصدق أنباء من الكتب. إن خبرات الأمهات في التربية التي تتوارثها الأمهات من جيل إلى آخر والتي تلمس أثرها وترى نتاج أسلوبها في التربية هو القول الفصل. نعم فالأمهات على مر الأجيال يشهدن بمدى تأثير قصة ما قبل النوم على بناء شخصية الطفل.
عزيزاتي الأمهات بهذا الزمان.. هل تحكين لأطفالكن قصة ما قبل النوم؟ هل تغتنمن تلك الفرصة الذهبية للتربية؟ أم تلقين بهذه المهمة النبيلة على عاتق طرف آخر؟ أتتركن تلك الفرصة «للهاتف النقال، أو لـ «آي باد» أو غيرها من الأجهزة الصماء؟ فما هي إلا صوت وصورة. فهي لا تقدر على جعل الطفل يسترخي، فلا حنان ولا دفء ولا رحمة. هي لا تخلق لحظات استرخاء حقيقية لدى الطفل ليتقبل خلالها ما يستمع له من قصص، كما أن تلك القصص المروية في هذه الأجهزة ليس لها رسالة ولا هدف هي لا تعرف ماهي القيم التي تريدن تعزيزها لدى طفلك ولا تعرف هدف كل أم ولا أمانيها في هذا الطفل.
عزيزاتي الأمهات بهذا الزمان.. تربية الأبناء أمر عظيم، فالتربية لا تعني أن توفرن لأبنائكن ملابس من أغلى الماركات، ولا أجهزة تقنية متقدمة، ولا مدرسة خاصة باهظة التكاليف، فتربية الأبناء هي زرع قيم ومبادئ وأخلاق، إنها بناء إنسان، إنها صناعة نساء المستقبل ورجاله.. فتلك أمانة بين يديك فكوني أهلاً لتحملها.. ودمتن أيتها الأمهات سالمات.
تلك الحكايات تختارها الجدة والأم بذكاء وترويها بذكاء أيضاً فهي تعرف نوعية شخصيتك، خصائصها، طبيعتها، فتختار الحكاية التي تناسبها، وفي سردها تركز على القيم التي تريد تعزيزها لديك، فحين تحكي قصة علي بابا والأربعين حرامي مثلاً، تجدين كل أم تبرز قيماً معينة من هذه القصة لصغيرها، تريد أن تعززها لديه في نبرة صوتها وفي طريقة سردها. فأم تركز على أمانته فتظهر اعتزازها وإعجابها بهذا السلوك، والأم الأخرى تظهر انبهارها وإعجابها بشجاعته، وتلك الأم تزدري سلوك السرقة وأخرى تظهر انبهارها بذكاء من ابتدع تقنية فتح باب المغارة بكلمة السر، وها هي الفكرة الغريبة تصبح حقيقة في زمن التكنولوجيا. لن نبالغ إذا ما قلنا إن حكاية ما قبل النوم هي مدرسة تعلم القيم والأخلاق وتعزز المبادئ لدى الطفل منذ نعومة أظافره.
أن تؤثر تلك القصص في شخصيتك، في نفسيتك، بعمق، أمر لا غرابة فيه، فالطفل قبل النوم يكون في حالة استرخاء شديد، ويساعد على هذا الاسترخاء والتأثير صوت الأم الحنون، دفء جسدها، ومشاعر الأمومة الفياضة، التي تغمر هذا الصغير، فتنساب تلك القصص إلى أعماق النفس، فتترسب ما فيها من قيم ومبادئ وأخلاقيات وأفكار في أعماق.. نعم لا غرابة في هذا الكلام، فعلماء النفس والتربية يؤكدون على مدى تأثير قصة ما قبل النوم في صياغة شخصية الطفل وبناء خصائصه النفسية. فقد أظهرت نتائج دراسة حديثة أجراها علماء من «مركز سينسينتاي» الطبي للأطفال، أن سرد الحكايات أو ما يسمى بـ«بقصة ما قبل النوم» يمنحهم الدعم ويعزز ذاكرتهم ويحسن قدراتهم المعرفية، وبحث العلماء في آثار الحكايات على مخ الأطفال، في أعمار ما قبل المدرسة، وباستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، اكتشفوا نشاطاً أكبر في تفعيل مخ الأطفال الذين يبلغون من العمر 4 سنوات، عندما يكونون منخرطين جداً خلال الاستماع لقصة ما، كما يوصي أطباء علم النفس في العالم الأمهات في عالمنا المعاصر بضرورة العودة لحدوته قبل النوم التي ترويها الأم بصوتها الحنون إلى طفلها بدلاً من الاعتماد على ما تعرضه برامج التلفزيون ومواقع الإنترنت، لأن وجود الأم إلى جوار سرير ابنها قبل نومه يشعره بالأمان ويجنبه أي نوع من المخاوف أو الإحساس بالضيق ويمنع أي أحلام مفزعة أو كوابيس أثناء النوم.
هكذا يقول علماء النفس والتربويون ولكن ما تشهد به خبرات الأمهات المتوارثة هو القول الفصل فهو أصدق أنباء من الكتب. إن خبرات الأمهات في التربية التي تتوارثها الأمهات من جيل إلى آخر والتي تلمس أثرها وترى نتاج أسلوبها في التربية هو القول الفصل. نعم فالأمهات على مر الأجيال يشهدن بمدى تأثير قصة ما قبل النوم على بناء شخصية الطفل.
عزيزاتي الأمهات بهذا الزمان.. هل تحكين لأطفالكن قصة ما قبل النوم؟ هل تغتنمن تلك الفرصة الذهبية للتربية؟ أم تلقين بهذه المهمة النبيلة على عاتق طرف آخر؟ أتتركن تلك الفرصة «للهاتف النقال، أو لـ «آي باد» أو غيرها من الأجهزة الصماء؟ فما هي إلا صوت وصورة. فهي لا تقدر على جعل الطفل يسترخي، فلا حنان ولا دفء ولا رحمة. هي لا تخلق لحظات استرخاء حقيقية لدى الطفل ليتقبل خلالها ما يستمع له من قصص، كما أن تلك القصص المروية في هذه الأجهزة ليس لها رسالة ولا هدف هي لا تعرف ماهي القيم التي تريدن تعزيزها لدى طفلك ولا تعرف هدف كل أم ولا أمانيها في هذا الطفل.
عزيزاتي الأمهات بهذا الزمان.. تربية الأبناء أمر عظيم، فالتربية لا تعني أن توفرن لأبنائكن ملابس من أغلى الماركات، ولا أجهزة تقنية متقدمة، ولا مدرسة خاصة باهظة التكاليف، فتربية الأبناء هي زرع قيم ومبادئ وأخلاق، إنها بناء إنسان، إنها صناعة نساء المستقبل ورجاله.. فتلك أمانة بين يديك فكوني أهلاً لتحملها.. ودمتن أيتها الأمهات سالمات.