يقال إن علاقات أمريكا من أهم العلاقات الدولية لتركيا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وبداية الحرب الباردة، يعود ذلك للعام 1947 حيث أصدر الكونغرس الأمريكي بموجب بنود مبدأ ترومان، قراره بأن تكون تركيا مستقبلاً للمساعدات الاقتصادية والعسكرية الخاصة لمساعدتها في مقاومة تهديدات الاتحاد السوفيتي. وقد مثّل الاهتمام المتبادل في احتواء التوسع السوفيتي أساس العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا خلال العقود الأربعة التالية.
ما أخلّ بموازين تلك العلاقات وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة، لتتحول الأمور من صدام إلى خصام إلى شبه تنافس في حلف «الناتو» الذي يضم البلدين. وليس ثمة شك في أن الأزمة السورية تسببت بإبعاد البلدين عن بعضهما بدرجة كبيرة، مرجع ذلك اختلاف مصالح واشنطن وأنقرة، حتى وإن كان ثمة اتفاق بينهما على أن الدول العربية الضحية التي يجري التنافس عليها.
وقد أورد الإعلام التركي ومثله الإعلام الأمريكي أن من ضمن أوجه الخلاف قضايا الاستقرار في شرق الفرات، وتسليم إدارة منبج إلى أصحابها الأصليين، والإشراف على المنطقة الآمنة المزمع تأسيسها شمال سوريا، وتصفية تنظيم «ي ب ك» الكردي الذي تراه أنقره إرهابياً ومهدداً لمصالحها. هذا فضلاً عن خلافات وتهديدات مبطنة كشراء تركيا منظومة إس-400 من روسيا، والعرض الأمريكي ضعيف المحتوى بخصوص باتريوت، وتطلعات واشنطن بخصوص التزام أنقرة بالعقوبات على إيران، والموظفين المحليين في البعثات الدبلوماسية الأمريكية الموقوفين في تركيا، وتسليم أعضاء تنظيم غولن، وقضية بنك خلق التركي.
الأتراك يعتقدون أن ليس ثمة خلل في تعاملهم مع واشنطن، لأن هناك جناحين يتصادمان في واشنطن عند الحديث عن تركيا، الأول يقر بأن علاقات التحالف المستمرة على مدى 60 عاماً تمر بتحديات تاريخية، ويعتقد بإمكانية تجاوز المشاكل العالقة من خلال الحوار ومعالجتها كل على حدة، أما الجناح الثاني فيقول إن موقف أنقرة يمكن تغييره من خلال توجيه رسالة عن فرض عقوبات وحتى تطبيقها.
من نقاط الخلاف أيضاً، أن أمريكا لا تريد حصول تركيا على منظومة دفاع جوي متطورة من روسيا، استناداً إلى العقوبات الأمريكية المفروضة على روسيا، بوقف مفاوضات منظومة باتريوت وتسليم مقاتلات إف-35، وتومئ إلى إمكانية استخدام ورقة العقوبات في حال حصول تركيا على صواريخ إس-400. والأهم في قائمة شعور الأتراك بالظلم عدم وصف تنظيم غولن بأنه إرهابي بنظر القانون الأمريكي، كما تعتقد أنقرة أن واشنطن تفضل عليها إسرائيل ودول الخليج العربي.
* اختلاج النبض:
نعيد لإخواننا الأتراك الدرس رقم واحد في العلاقات الدولية «ليس هناك عدو دائم أو صديق دائم، هناك مصالح دائماً».
ما أخلّ بموازين تلك العلاقات وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة، لتتحول الأمور من صدام إلى خصام إلى شبه تنافس في حلف «الناتو» الذي يضم البلدين. وليس ثمة شك في أن الأزمة السورية تسببت بإبعاد البلدين عن بعضهما بدرجة كبيرة، مرجع ذلك اختلاف مصالح واشنطن وأنقرة، حتى وإن كان ثمة اتفاق بينهما على أن الدول العربية الضحية التي يجري التنافس عليها.
وقد أورد الإعلام التركي ومثله الإعلام الأمريكي أن من ضمن أوجه الخلاف قضايا الاستقرار في شرق الفرات، وتسليم إدارة منبج إلى أصحابها الأصليين، والإشراف على المنطقة الآمنة المزمع تأسيسها شمال سوريا، وتصفية تنظيم «ي ب ك» الكردي الذي تراه أنقره إرهابياً ومهدداً لمصالحها. هذا فضلاً عن خلافات وتهديدات مبطنة كشراء تركيا منظومة إس-400 من روسيا، والعرض الأمريكي ضعيف المحتوى بخصوص باتريوت، وتطلعات واشنطن بخصوص التزام أنقرة بالعقوبات على إيران، والموظفين المحليين في البعثات الدبلوماسية الأمريكية الموقوفين في تركيا، وتسليم أعضاء تنظيم غولن، وقضية بنك خلق التركي.
الأتراك يعتقدون أن ليس ثمة خلل في تعاملهم مع واشنطن، لأن هناك جناحين يتصادمان في واشنطن عند الحديث عن تركيا، الأول يقر بأن علاقات التحالف المستمرة على مدى 60 عاماً تمر بتحديات تاريخية، ويعتقد بإمكانية تجاوز المشاكل العالقة من خلال الحوار ومعالجتها كل على حدة، أما الجناح الثاني فيقول إن موقف أنقرة يمكن تغييره من خلال توجيه رسالة عن فرض عقوبات وحتى تطبيقها.
من نقاط الخلاف أيضاً، أن أمريكا لا تريد حصول تركيا على منظومة دفاع جوي متطورة من روسيا، استناداً إلى العقوبات الأمريكية المفروضة على روسيا، بوقف مفاوضات منظومة باتريوت وتسليم مقاتلات إف-35، وتومئ إلى إمكانية استخدام ورقة العقوبات في حال حصول تركيا على صواريخ إس-400. والأهم في قائمة شعور الأتراك بالظلم عدم وصف تنظيم غولن بأنه إرهابي بنظر القانون الأمريكي، كما تعتقد أنقرة أن واشنطن تفضل عليها إسرائيل ودول الخليج العربي.
* اختلاج النبض:
نعيد لإخواننا الأتراك الدرس رقم واحد في العلاقات الدولية «ليس هناك عدو دائم أو صديق دائم، هناك مصالح دائماً».