لا تقتصر السياسات البيروقراطية على نماء الشركات الناشئة أو الاقتصادات الوطنية بل تطال التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتقنية، وذلك يرجع لارتباط البيروقراطية بالتنظيم الإداري، كما أنها أخذت دلالات متعددة لا تقتصر على الهيكل الإداري في الحكومة، بل أخذت معاني مختلفة، فهي شكل من أشكال الحكم أو القرار الإداري الحاكم.
يعتقد البعض أن البيروقراطية تكمن في الهيكل التنظيمي والأفكار التقليدية والتسلسل الهرمي الإداري، فقط، قد يكون ذلك الاعتقاد صحيحاً بالمؤسسات التي لم تقم بتحديث إداراتها سواء كانت شركات أو حكومات. ولكن سنتطرق في هذا المقال للبيروقراطية الناشئة بالدول الحديثة التي من المفترض أن تكون صممت أنظمتها بطريقة غير تقليدية أو هكذا تعتقد وبالنتيجة يجعلها أكثر سهولة لتحقق الكثير من النتائج الإيجابية.
ومن جانب آخر، تعتقد بعض الدول أن تغيير هيكل تنظيمها الإداري هو أحد المحركات الأساسية لتحقيق أهدافها التي تنعكس على إنفاذ سياساتها البنيوية وعلى مجتمعاتها. علماً أنه ليس بالضرورة عند تغيير أو تعديل الهيكل الإداري أن يأتي بالنتائج المثلى ما لم يصحب هذا الهيكل كوادر فاعلة تسهم في تطوير الإنتاج الإداري، إذ ليس بالضرورة أن يكون الخلل في الأفكار التقليدية بقدر الشخصيات الإدارية.
كسر البيروقراطية الوهمي
اهتمت مؤسسات حكومية بكسب التصنيفات والتطبيقات المعيارية لمؤسسات علم الإدارة كي يكونوا النموذج المثالي القادر على استيعاب كافة خصائص الإدارة وفاعليتها.
لذلك نرى انتشار مفهوم علم الإدارة أكثر من علم السياسة، هذا لا يعني أن علم الإدارة غير مهم، بل إنه شرط لنجاح أي مؤسسة حكومية، لأن نجاحها ينعكس على الجمهور وبالتالي رضا الجمهور ينعكس على التفاعل الإيجابي لأداء الحكومات وبدوره يولد الثقة عند التغيير بالخدمات والسياسات التنموية المرجوة.
لا يمكن أن نمر على «كسر البيروقراطية الوهمية» دون التطرق لبعض الأمثلة، وعليه سنستعرض بعض الأمثلة لبعض المؤسسات التي اعتمدت تطبيقات معيارية في الإدارة، لتحسين أدائها ولكسر البيروقراطية. لقد جاءت الأخطاء الطبية التي صدر حكم قضائي بات بها رغم اعتماد معايير مهنية ودولية للخدمات الصحية التي لم يتم تطبيقها. مازالت قضايا المدارس تتجدد رغم المعايير التي تعتمدها وزارة التربية والتعليم. مازال الاعتماد على قرار المسؤول بوزارة الإسكان الذي يأتي على خلاف توصيات لجان الوزارة المكلفة، ورغم المعايير التي ألزمت نفسها بها. مازال عدم الرد على الشكاوى التي ترد إلى جل الوزارات الخدمية عبر منصات التواصل الاجتماعي التي غالباً ما يتغنى بها المسؤول أمام الجمهور! علماً بأن تفاعلهم يحسن من أدائهم وصورتهم.
إن هذه الأمثلة تؤكد على مفهوم واحد، ألا وهو أن بعض المؤسسات تتخذ الأنظمة ذات الطابع الشمولي التي ترى أن البيروقراطية نوع من أنواع الإدارة العامة، وعليه تقوم بالاهتمام بالجماعات التي تؤدي الوظائف أكثر من الاهتمام بالوظائف ذاتها، وعليه كانت النتائج لجوء الجمهور لعرض شكواهم عبر منصات التواصل الاجتماعي فضلاً عن لجوئهم إلى المؤسسات ذات الصلة.
* نقطة نظام
لن يأتي تحسين مخرجات أداء الوزارات عبر تحسين المستوى التسويقي لإداراتها ولا عبر اعتماد المعايير الإدارية والاحتفال بها، بل يأتي عبر تطبيق تلك المعايير وتحسين الأداء قبل تحسين محتوى تسويقه. إذ دون ذلك سينعكس سلباً على تلك الإدارات وإن كانت عبر خطابات رسمية.
قال الشاعر ابن الوردي
في ازدياد العلم إرغام العِدى
وجمال العلم إصلاح العمل
لا تقل قد ذهبت أربابه
كل من سار على الدرب وصل
يعتقد البعض أن البيروقراطية تكمن في الهيكل التنظيمي والأفكار التقليدية والتسلسل الهرمي الإداري، فقط، قد يكون ذلك الاعتقاد صحيحاً بالمؤسسات التي لم تقم بتحديث إداراتها سواء كانت شركات أو حكومات. ولكن سنتطرق في هذا المقال للبيروقراطية الناشئة بالدول الحديثة التي من المفترض أن تكون صممت أنظمتها بطريقة غير تقليدية أو هكذا تعتقد وبالنتيجة يجعلها أكثر سهولة لتحقق الكثير من النتائج الإيجابية.
ومن جانب آخر، تعتقد بعض الدول أن تغيير هيكل تنظيمها الإداري هو أحد المحركات الأساسية لتحقيق أهدافها التي تنعكس على إنفاذ سياساتها البنيوية وعلى مجتمعاتها. علماً أنه ليس بالضرورة عند تغيير أو تعديل الهيكل الإداري أن يأتي بالنتائج المثلى ما لم يصحب هذا الهيكل كوادر فاعلة تسهم في تطوير الإنتاج الإداري، إذ ليس بالضرورة أن يكون الخلل في الأفكار التقليدية بقدر الشخصيات الإدارية.
كسر البيروقراطية الوهمي
اهتمت مؤسسات حكومية بكسب التصنيفات والتطبيقات المعيارية لمؤسسات علم الإدارة كي يكونوا النموذج المثالي القادر على استيعاب كافة خصائص الإدارة وفاعليتها.
لذلك نرى انتشار مفهوم علم الإدارة أكثر من علم السياسة، هذا لا يعني أن علم الإدارة غير مهم، بل إنه شرط لنجاح أي مؤسسة حكومية، لأن نجاحها ينعكس على الجمهور وبالتالي رضا الجمهور ينعكس على التفاعل الإيجابي لأداء الحكومات وبدوره يولد الثقة عند التغيير بالخدمات والسياسات التنموية المرجوة.
لا يمكن أن نمر على «كسر البيروقراطية الوهمية» دون التطرق لبعض الأمثلة، وعليه سنستعرض بعض الأمثلة لبعض المؤسسات التي اعتمدت تطبيقات معيارية في الإدارة، لتحسين أدائها ولكسر البيروقراطية. لقد جاءت الأخطاء الطبية التي صدر حكم قضائي بات بها رغم اعتماد معايير مهنية ودولية للخدمات الصحية التي لم يتم تطبيقها. مازالت قضايا المدارس تتجدد رغم المعايير التي تعتمدها وزارة التربية والتعليم. مازال الاعتماد على قرار المسؤول بوزارة الإسكان الذي يأتي على خلاف توصيات لجان الوزارة المكلفة، ورغم المعايير التي ألزمت نفسها بها. مازال عدم الرد على الشكاوى التي ترد إلى جل الوزارات الخدمية عبر منصات التواصل الاجتماعي التي غالباً ما يتغنى بها المسؤول أمام الجمهور! علماً بأن تفاعلهم يحسن من أدائهم وصورتهم.
إن هذه الأمثلة تؤكد على مفهوم واحد، ألا وهو أن بعض المؤسسات تتخذ الأنظمة ذات الطابع الشمولي التي ترى أن البيروقراطية نوع من أنواع الإدارة العامة، وعليه تقوم بالاهتمام بالجماعات التي تؤدي الوظائف أكثر من الاهتمام بالوظائف ذاتها، وعليه كانت النتائج لجوء الجمهور لعرض شكواهم عبر منصات التواصل الاجتماعي فضلاً عن لجوئهم إلى المؤسسات ذات الصلة.
* نقطة نظام
لن يأتي تحسين مخرجات أداء الوزارات عبر تحسين المستوى التسويقي لإداراتها ولا عبر اعتماد المعايير الإدارية والاحتفال بها، بل يأتي عبر تطبيق تلك المعايير وتحسين الأداء قبل تحسين محتوى تسويقه. إذ دون ذلك سينعكس سلباً على تلك الإدارات وإن كانت عبر خطابات رسمية.
قال الشاعر ابن الوردي
في ازدياد العلم إرغام العِدى
وجمال العلم إصلاح العمل
لا تقل قد ذهبت أربابه
كل من سار على الدرب وصل