الكتاب الذي نعرض له بالتعليق هو «الإخوان المسلمون والغرب: تاريخ من العداوة والتعامل»، للكاتب والأكاديمي البريطاني الدكتور مارتن فرمبتون.
Martyn Frampton, «Muslim Brothers and the West: History of enmity and Engagement», Cambridge press, 2018.
والكتاب يضم مقدمة من 8 صفحات وخاتمة من 16 صفحة وينقسم إلي بابين:
الباب الأول بعنوان «في ظل الإمبراطورية» ويضم 4 فصول هي: نشأة الإخوان من 1928-1939، وقت الحرب والتواصل معهم 1940-1944، أحسن الأعداء 1944-1949، الحرب في منطقة القناة 1950-1952. والباب الثاني يضم 4 فصول، هي، القيادة هي ثورة 1952-1954، عهد ناصر 1955-1970، إعادة التقييم ويقظة الأصوليين 1970-1989، والفصل الأخير بعنوان الخطوط المهتزة والنقاش الجيد 1989-2010، ثم الخاتمة.
ونستعرض الكتاب في عدد من الملاحظات ذات الصبغة العامة. فالفصل الأول يمثل خلاصة للكتاب ونشير لخلاصته في شكل نقاط. الأولى: إن الكتاب الضخم يركز على علاقات الإخوان المسلمين بالغرب. ففي الفصل الأول يركز على جذور نشأة حركة الإخوان المسلمين وبروز المرشد حسن البنا في الدلتا ثم انتقاله إلى الإسماعيلية وتقديم شركة قناة السويس له نصف مليون جنيه مصري لبناء مسجد للإخوان. الثانية: إن حسن البنا أنشأ الحركة في إطار الدعوة ثم سعى لتحدي الغرب بإنشاء مدارس للأولاد وللبنات ومهاجمة إسرائيل والحركة الصهيونية، وكان التركيز على علاقة الغرب بإسرائيل ودور بريطانيا في نشأتها، وفي الأربعينات برز الدور الأمريكي بقوة في إقامة إسرائيل والاعتراف بها وتقسيم فلسطين، وكان في البداية يركز على عمل الغرب ضد المسلمين والدولة الإسلامية وتمزيق أوصالها.
الثالثة: تحول حركة الإخوان المسلمين من الدعوة إلى العمل السياسي منذ بداية الأربعينات والعمل مع الشباب ومنظماته، وأعلن صراحة أن الحركة تعمل في السياسة. الرابعة: أشار المؤلف إلى تفاصيل فكرة حسن البنا ومنهجه القائم على الربط بين الدين والسياسة وأن من يعتقد غير ذلك فهو مخطئ. وكان منهجه إظهار الاعتدال والبراغماتية وهو ما أدى للخلط بين الإخوان كحركة معتدلة ضد التطرف والتشدد وبين النزعة البراغماتية لتحقيق أهمها في التعامل مع خصومها لإظهار الاعتدال رغم كثير من التشدد والمحافظة في الثياب والفكر ورفض التغريب والتحديث، ودعا لتنقية الإسلام والمسلمين من التأثر بالغرب والليبرالية والتحديث والعلمانية. الخامسة: ركز في مرحلة الأربعينات على الترويج لقضية فلسطين والجهاد ونقد الليبرالية ورفض الحديث عن الجهاد الأصغر وهو الحرب، وأن الجهاد الأكبر هو جهاد النفس، مؤكداً أن الجهاد يعني العمل العسكري ضد أهل الكتاب. السادسة: ركز المؤلف في ص 40-41 على عنوان الإخوان في عيون بريطانيا -وعملهم ضد الوجود البريطاني في منطقة القناة، وكانت الصورة عن الإخوان غير واضحة للبريطانيين. وأن صورة بريطانيا ودبلوماسيتها في مصر كانت سيئة وانتقد الإخوان وعد بلفور وعملوا ضد اليهود في فلسطين دفاعاً عنها ضد بريطانيا التي تعمل لتدمير الإسلام- ومع الاتجاه للحرب العالمية كانت الأوضاع في الشرق الأوسط غير مستقرة وعملت بريطانيا بأسلوبها لدعم أنصارها ووصولهم لرئاسة الوزراء ومنهم؛ علي ماهر، ومحمد محمود، وضد حزب الوفد رغم عقده معاهدة 1936، وذكر المؤلف أنه مع قرب انتهاء الحرب العالمية الثانية نظر البريطانيون للإخوان بأنهم مصدر تهديد لوجودهم في مصر وأن حسن البنا -وفقاً لمؤلفين غربيين يرفض التغريب والتحديث- وأضاف في صفحة 53 أن حقيقة الإخوان أن حسن البنا دخل في حوار مع البريطانيين ومع الغرب الذي أدرك الأسلوب المراوغ والغامض للمرشد حسن البنا، فهو مع الغرب إذا كان الموقف الغربي يناسبه والعكس، وكان الغرب بوجه عام محور فكر حسن البنا. وقد أشار المؤلف لتجنب أحمد حسن الباقوري الحديث عن السياسة، وتجنب حسن البنا ذلك أحياناً وأظهر النزعة الصوفية، وطوال عقد الثلاثينات ظلت الحركة تعمل في المجال السياسي الوطني باسم الدين وخاصة لقضية فلسطين. وللحديث بقية.
Martyn Frampton, «Muslim Brothers and the West: History of enmity and Engagement», Cambridge press, 2018.
والكتاب يضم مقدمة من 8 صفحات وخاتمة من 16 صفحة وينقسم إلي بابين:
الباب الأول بعنوان «في ظل الإمبراطورية» ويضم 4 فصول هي: نشأة الإخوان من 1928-1939، وقت الحرب والتواصل معهم 1940-1944، أحسن الأعداء 1944-1949، الحرب في منطقة القناة 1950-1952. والباب الثاني يضم 4 فصول، هي، القيادة هي ثورة 1952-1954، عهد ناصر 1955-1970، إعادة التقييم ويقظة الأصوليين 1970-1989، والفصل الأخير بعنوان الخطوط المهتزة والنقاش الجيد 1989-2010، ثم الخاتمة.
ونستعرض الكتاب في عدد من الملاحظات ذات الصبغة العامة. فالفصل الأول يمثل خلاصة للكتاب ونشير لخلاصته في شكل نقاط. الأولى: إن الكتاب الضخم يركز على علاقات الإخوان المسلمين بالغرب. ففي الفصل الأول يركز على جذور نشأة حركة الإخوان المسلمين وبروز المرشد حسن البنا في الدلتا ثم انتقاله إلى الإسماعيلية وتقديم شركة قناة السويس له نصف مليون جنيه مصري لبناء مسجد للإخوان. الثانية: إن حسن البنا أنشأ الحركة في إطار الدعوة ثم سعى لتحدي الغرب بإنشاء مدارس للأولاد وللبنات ومهاجمة إسرائيل والحركة الصهيونية، وكان التركيز على علاقة الغرب بإسرائيل ودور بريطانيا في نشأتها، وفي الأربعينات برز الدور الأمريكي بقوة في إقامة إسرائيل والاعتراف بها وتقسيم فلسطين، وكان في البداية يركز على عمل الغرب ضد المسلمين والدولة الإسلامية وتمزيق أوصالها.
الثالثة: تحول حركة الإخوان المسلمين من الدعوة إلى العمل السياسي منذ بداية الأربعينات والعمل مع الشباب ومنظماته، وأعلن صراحة أن الحركة تعمل في السياسة. الرابعة: أشار المؤلف إلى تفاصيل فكرة حسن البنا ومنهجه القائم على الربط بين الدين والسياسة وأن من يعتقد غير ذلك فهو مخطئ. وكان منهجه إظهار الاعتدال والبراغماتية وهو ما أدى للخلط بين الإخوان كحركة معتدلة ضد التطرف والتشدد وبين النزعة البراغماتية لتحقيق أهمها في التعامل مع خصومها لإظهار الاعتدال رغم كثير من التشدد والمحافظة في الثياب والفكر ورفض التغريب والتحديث، ودعا لتنقية الإسلام والمسلمين من التأثر بالغرب والليبرالية والتحديث والعلمانية. الخامسة: ركز في مرحلة الأربعينات على الترويج لقضية فلسطين والجهاد ونقد الليبرالية ورفض الحديث عن الجهاد الأصغر وهو الحرب، وأن الجهاد الأكبر هو جهاد النفس، مؤكداً أن الجهاد يعني العمل العسكري ضد أهل الكتاب. السادسة: ركز المؤلف في ص 40-41 على عنوان الإخوان في عيون بريطانيا -وعملهم ضد الوجود البريطاني في منطقة القناة، وكانت الصورة عن الإخوان غير واضحة للبريطانيين. وأن صورة بريطانيا ودبلوماسيتها في مصر كانت سيئة وانتقد الإخوان وعد بلفور وعملوا ضد اليهود في فلسطين دفاعاً عنها ضد بريطانيا التي تعمل لتدمير الإسلام- ومع الاتجاه للحرب العالمية كانت الأوضاع في الشرق الأوسط غير مستقرة وعملت بريطانيا بأسلوبها لدعم أنصارها ووصولهم لرئاسة الوزراء ومنهم؛ علي ماهر، ومحمد محمود، وضد حزب الوفد رغم عقده معاهدة 1936، وذكر المؤلف أنه مع قرب انتهاء الحرب العالمية الثانية نظر البريطانيون للإخوان بأنهم مصدر تهديد لوجودهم في مصر وأن حسن البنا -وفقاً لمؤلفين غربيين يرفض التغريب والتحديث- وأضاف في صفحة 53 أن حقيقة الإخوان أن حسن البنا دخل في حوار مع البريطانيين ومع الغرب الذي أدرك الأسلوب المراوغ والغامض للمرشد حسن البنا، فهو مع الغرب إذا كان الموقف الغربي يناسبه والعكس، وكان الغرب بوجه عام محور فكر حسن البنا. وقد أشار المؤلف لتجنب أحمد حسن الباقوري الحديث عن السياسة، وتجنب حسن البنا ذلك أحياناً وأظهر النزعة الصوفية، وطوال عقد الثلاثينات ظلت الحركة تعمل في المجال السياسي الوطني باسم الدين وخاصة لقضية فلسطين. وللحديث بقية.