نواصل في الجزء الثاني من المقال التعليق على كتاب «الإخوان المسلمون والغرب: تاريخ من العداوة والتعامل»، للكاتب والأكاديمي البريطاني الدكتور مارتن فرمبتون.
الفصل الثاني بعنوان الاتصال بين الإخوان والغرب من 1940- 1944 أثناء الحرب وفي تلك الفترة تم اعتقال الحكومة لحسن البنا والإفرج عنه بعد شهر نتيجة تظاهرات الإخوان وانتقد السفير البريطاني موقف رئيس الوزراء المصري الذي أمر باعتقال البنا. وفي بداية ص 69 أبرز الكاتب الاقتراب والتواصل بين حسن البنا والإخوان مع دول التحالف حينا ومع دول المحور حينا أخر، وكان ذلك في مرحلة تحول الاخوان إلي العمل العسكري. كما اشار المؤلف للضغط البريطاني علي الملك لتشكيل حكومة وفدية في فبراير 1942 وقام مصطفى النحاس بالقبض على الاخوان للانسحاب من عمليات بعضهم ضد بريطانيا. وعندما تقدم رومل نحو العالمين انطلقت مظاهرات للشباب في مصر مؤيدة له وأزعج ذلك البريطانيين، ولكن حسن البنا حرص على تجنب إغضاب الملك أو الانجليز، «صفحة 79»، ولكن تردد أن المصريين سيعملون ضد البريطانيين وتخريب خطوط السكة الحديد. وفي يوليو تم وصف الاخوان بأنهم أخطر تهديد للامن في مصر، وفي نفس الوقت حذر الرئيس البريطاني للشرطة من احتمال تهديد الإخوان للمصالح البريطانية. كما تردد أن حسن البنا عقد اجتماعاً في الإسماعيلية حيث دعا إخوانه للتعاون مع الشيخ المراغي شيخ الأزهر للعمل ضد الإنجليز، وأدى ذلك إلى إصدار الحكومة تعليمات بحظر الاجتماعات والتظاهرات وبعد فترة قصيرة من الحظر اجتمع النحاس مع البنا وتوصلا لتفاهم فيما بينهما وتردد أن البنا أعلن في الاجتماع أن جماعته تهدف للعمل الديني وليس لديها نية أو هدف للعمل الذي يهدد السلام والامن وقدم البنا وعدا للنحاس تحت التهديد أن الإخوان لن يقوموا بأي عمل او تظاهر أو اجتماعات في القاهرة وأنه سيؤيد حكومة النحاس، وذكر البنا للنحاس أن الإخوان يخافون من القتل أو الحبس وأنهم لن يلجأوا لاي عمل يهددهم حتى لو تخلت الحكومة عن وعدها بالإفراج عن المعتقلين منهم. ولكن توقف الإخوان عن أي تظاهر أو اجتماع في القاهرة لم يمنعهم من القيام بذلك خارج العاصمة وعمل الأعضاء من خارج القاهرة على توزيع منشورات تؤيد المحور وأعدوا تقريراً قدموه للاستخبارات البريطانية في ديسمبر، وصفوا فيه تصرفات الإخوان بأنهاغير مناسبة ولكنهم في نفس الوقت اثنوا علي رئيسهم حسن البنا بأنه رجل براغماتي ويحافظ على وعوده. ولكن بعد فترة وجيزة عاد الإخوان لنشطاتهم مما أثار الإنجليز والنحاس وفرض عليهم الحظر وجاء شيخ الازهر الجديد «البنا». وهو ليس قريباً مع حسن البنا وفرض حظر على أية أنشطة في الفروع الإقليمية للأزهر. وقد احتج البنا الإخواني ضد ذلك الحظر.
في يوليو 1941 أعد مكتب 5 MI في القاهرة تقريراً نصح فيه بريطانيا بالاستمرار في دعم ومساندة الوفد ولكن عليها أيضاً إقامة علاقة غير رسمية ومتعاطفة مع حسن البنا باعتباره زعيماً ثانياً لأكبر حركة شعبية في مصر مع شرح الموقف للنحاس حتى لا يعتقد أن البريطانيين ينافسونه مع حسن البنا. وفي منتصف صفحة 87 ذكر المؤلف أن هذا الأسلوب ربما يساعد في تحويل الإخوان إلى الليبرالية. وأن الانفتاح عليهم سيساعد في تحويلهم إلى معتدلين. وقد جرى خلاف داخل أجهزة الأمن البريطانية حول الإخوان والتعامل معهم وذهبت إحدى وجهات النظر إلى أن الوفد أقوى وأكثر ثقة فيه من الإخوان بخلافاتهم وآرائهم المتطرفة. بينما ذهب فريق آخر من الأجهزة البريطانية إلى أن دعمهم للإخوان سيحولهم للتطرف والقتل بدرجة أكبر. وإن الإخوان لجؤوا لإحداث خلاف داخل الحكومة البريطانية في إطار وزارة الخارجية التي أيد فريق منها موقف الاستخبارات بالانفتاح على الإخوان في أكتوبر 1943 وأن لهم شعبية. وخشي فريق آخر من أن التقارب مع الإخوان سوف يثير النحاس وأن تقوية الإخوان ستعزز علاقتهم بالقصر الملكي وقد يتحولون للعب دور مستقل. وذهب فريق ثالث إلى أن الإخوان يخشون أن يخونهم الوفد.
ورصدت بعض الأجهزة مواقف متشددة من الإخوان تتسم بعدم التسامح تجاه الأقباط والإساءة إليهم وهذا سوف يؤدي إلى مزيد من دعمهم للوفد وأن الإخوان منقسمون على أنفسهم فحسن البنا له شعبية ولكنه لا يسيطر على جميع الأعضاء رغم انتشاره في الدلتا وزيادة مؤيديه في الصعيد.
ومع تزاجع دور الألمان في العلمين تراجعت أهمية مصر ودورها في السياسة البريطانية مما أدى لتراجع دعم الإنجليز للنحاس وخلافاته مع الملك وقرروا تركهما يحلان مشاكلهما بدون تدخل.
وتحرك أحمد ماهر تجاه الملك فأسند إليه الوزارة وزاد نفوذ الإخوان عن الوفد بعد إقالة النحاس من الوزارة. وتطور تنظيم الإخوان وزادت أنشطتهم وزاد نقدهم للحضارة الغربية.
ولكن البريطانيين رأوا في البنا شخصية تفتقد للشجاعة في قيادة التظاهرعلى غرار الوفد 1919 ومع تضارب موقف الدولة المصرية تجاه بريطانيا فإن الدولة تناوبت على الموقف من الإخوان ما بين قمعهم وعدم معارضة سعيهم للسلطة وسادت مصر مرحلة من عدم الاستقرار للصراعات الحزبية.
وللحديث بقية.
الفصل الثاني بعنوان الاتصال بين الإخوان والغرب من 1940- 1944 أثناء الحرب وفي تلك الفترة تم اعتقال الحكومة لحسن البنا والإفرج عنه بعد شهر نتيجة تظاهرات الإخوان وانتقد السفير البريطاني موقف رئيس الوزراء المصري الذي أمر باعتقال البنا. وفي بداية ص 69 أبرز الكاتب الاقتراب والتواصل بين حسن البنا والإخوان مع دول التحالف حينا ومع دول المحور حينا أخر، وكان ذلك في مرحلة تحول الاخوان إلي العمل العسكري. كما اشار المؤلف للضغط البريطاني علي الملك لتشكيل حكومة وفدية في فبراير 1942 وقام مصطفى النحاس بالقبض على الاخوان للانسحاب من عمليات بعضهم ضد بريطانيا. وعندما تقدم رومل نحو العالمين انطلقت مظاهرات للشباب في مصر مؤيدة له وأزعج ذلك البريطانيين، ولكن حسن البنا حرص على تجنب إغضاب الملك أو الانجليز، «صفحة 79»، ولكن تردد أن المصريين سيعملون ضد البريطانيين وتخريب خطوط السكة الحديد. وفي يوليو تم وصف الاخوان بأنهم أخطر تهديد للامن في مصر، وفي نفس الوقت حذر الرئيس البريطاني للشرطة من احتمال تهديد الإخوان للمصالح البريطانية. كما تردد أن حسن البنا عقد اجتماعاً في الإسماعيلية حيث دعا إخوانه للتعاون مع الشيخ المراغي شيخ الأزهر للعمل ضد الإنجليز، وأدى ذلك إلى إصدار الحكومة تعليمات بحظر الاجتماعات والتظاهرات وبعد فترة قصيرة من الحظر اجتمع النحاس مع البنا وتوصلا لتفاهم فيما بينهما وتردد أن البنا أعلن في الاجتماع أن جماعته تهدف للعمل الديني وليس لديها نية أو هدف للعمل الذي يهدد السلام والامن وقدم البنا وعدا للنحاس تحت التهديد أن الإخوان لن يقوموا بأي عمل او تظاهر أو اجتماعات في القاهرة وأنه سيؤيد حكومة النحاس، وذكر البنا للنحاس أن الإخوان يخافون من القتل أو الحبس وأنهم لن يلجأوا لاي عمل يهددهم حتى لو تخلت الحكومة عن وعدها بالإفراج عن المعتقلين منهم. ولكن توقف الإخوان عن أي تظاهر أو اجتماع في القاهرة لم يمنعهم من القيام بذلك خارج العاصمة وعمل الأعضاء من خارج القاهرة على توزيع منشورات تؤيد المحور وأعدوا تقريراً قدموه للاستخبارات البريطانية في ديسمبر، وصفوا فيه تصرفات الإخوان بأنهاغير مناسبة ولكنهم في نفس الوقت اثنوا علي رئيسهم حسن البنا بأنه رجل براغماتي ويحافظ على وعوده. ولكن بعد فترة وجيزة عاد الإخوان لنشطاتهم مما أثار الإنجليز والنحاس وفرض عليهم الحظر وجاء شيخ الازهر الجديد «البنا». وهو ليس قريباً مع حسن البنا وفرض حظر على أية أنشطة في الفروع الإقليمية للأزهر. وقد احتج البنا الإخواني ضد ذلك الحظر.
في يوليو 1941 أعد مكتب 5 MI في القاهرة تقريراً نصح فيه بريطانيا بالاستمرار في دعم ومساندة الوفد ولكن عليها أيضاً إقامة علاقة غير رسمية ومتعاطفة مع حسن البنا باعتباره زعيماً ثانياً لأكبر حركة شعبية في مصر مع شرح الموقف للنحاس حتى لا يعتقد أن البريطانيين ينافسونه مع حسن البنا. وفي منتصف صفحة 87 ذكر المؤلف أن هذا الأسلوب ربما يساعد في تحويل الإخوان إلى الليبرالية. وأن الانفتاح عليهم سيساعد في تحويلهم إلى معتدلين. وقد جرى خلاف داخل أجهزة الأمن البريطانية حول الإخوان والتعامل معهم وذهبت إحدى وجهات النظر إلى أن الوفد أقوى وأكثر ثقة فيه من الإخوان بخلافاتهم وآرائهم المتطرفة. بينما ذهب فريق آخر من الأجهزة البريطانية إلى أن دعمهم للإخوان سيحولهم للتطرف والقتل بدرجة أكبر. وإن الإخوان لجؤوا لإحداث خلاف داخل الحكومة البريطانية في إطار وزارة الخارجية التي أيد فريق منها موقف الاستخبارات بالانفتاح على الإخوان في أكتوبر 1943 وأن لهم شعبية. وخشي فريق آخر من أن التقارب مع الإخوان سوف يثير النحاس وأن تقوية الإخوان ستعزز علاقتهم بالقصر الملكي وقد يتحولون للعب دور مستقل. وذهب فريق ثالث إلى أن الإخوان يخشون أن يخونهم الوفد.
ورصدت بعض الأجهزة مواقف متشددة من الإخوان تتسم بعدم التسامح تجاه الأقباط والإساءة إليهم وهذا سوف يؤدي إلى مزيد من دعمهم للوفد وأن الإخوان منقسمون على أنفسهم فحسن البنا له شعبية ولكنه لا يسيطر على جميع الأعضاء رغم انتشاره في الدلتا وزيادة مؤيديه في الصعيد.
ومع تزاجع دور الألمان في العلمين تراجعت أهمية مصر ودورها في السياسة البريطانية مما أدى لتراجع دعم الإنجليز للنحاس وخلافاته مع الملك وقرروا تركهما يحلان مشاكلهما بدون تدخل.
وتحرك أحمد ماهر تجاه الملك فأسند إليه الوزارة وزاد نفوذ الإخوان عن الوفد بعد إقالة النحاس من الوزارة. وتطور تنظيم الإخوان وزادت أنشطتهم وزاد نقدهم للحضارة الغربية.
ولكن البريطانيين رأوا في البنا شخصية تفتقد للشجاعة في قيادة التظاهرعلى غرار الوفد 1919 ومع تضارب موقف الدولة المصرية تجاه بريطانيا فإن الدولة تناوبت على الموقف من الإخوان ما بين قمعهم وعدم معارضة سعيهم للسلطة وسادت مصر مرحلة من عدم الاستقرار للصراعات الحزبية.
وللحديث بقية.