نواصل في الجزء الثالث من المقال التعليق على كتاب «الإخوان المسلمون والغرب: تاريخ من العداوة والتعامل»، للكاتب والأكاديمي البريطاني الدكتور مارتن فرمبتون.
رصدت بعض الأجهزة مواقف متشددة من «الإخوان» تتسم بعدم التسامح تجاه الأقباط والإساءة إليهم، وهذا سوف يؤدي إلى مزيد من دعمهم للوفد، وأن «الإخوان» منقسمون على أنفسهم، فحسن البنا له شعبية ولكنه لا يسيطر على جميع الأعضاء رغم انتشاره في الدلتا وزيادة مؤيديه في الصعيد.
ومع تراجع دور الألمان في العلمين تراجعت أهمية مصر ودورها في السياسة البريطانية مما أدى لتراجع دعم الإنجليز للنحاس وخلافاته مع الملك وقرروا تركهما يحلان مشاكلهما بدون تدخل.
وتحرك أحمد ماهر تجاه الملك فأسند إليه الوزارة وزاد نفوذ الإخوان عن الوفد بعد إقالة النحاس من الوزارة. وتطور تنظيم «الإخوان» وزادت أنشطتهم وزاد نقدهم للحضارة الغربية.
ولكن البريطانيون رأوا في البنا شخصية تفتقد للشجاعة في قيادة التظاهر على غرار الوفد 1919 ومع تضارب موثق الدولة المصرية تجاه بريطانيا فإن الدولة تناوبت الموقف من الإخوان ما بين قمعهم وعدم معارضة سعيهم للسلطة وسادت مصر مرحلة من عدم الاستقرار للصراعات الحزبية.
في الفصل الثالث المعنون: : «The best of Enemies - 1949 - 1944» تطرق المؤلف في صفحة 101 لتحول اهتمام الإخوان المسلمين من بريطانيا إلى الولايات المتحدة وارتبط ذلك ببدء اهتمام الولايات المتحدة بمصر بعد أن كانت متروكة للاهتمام من قبل بريطانيا عبر السنين الماضية. ويعرض الفصل الثالث تفصيلات حول تصريحات تشرشل عن الديمقراطية وأفكار حسن البنا عن التغيرات في المنطقة في الفترة بعد الحرب العالمية الثانية ونشر أفكار عن الجهاد خاصة في مصر وفلسطين والعراق وضد حملات التبشير المسيحي لأطفال مسلمين وتواجد الإنجليز في منطقة قناة السويس.
وقد شهد عام 1949 اغتيال حسن البنا ووجه الإخوان الاتهام للحكومة والملك والداخلية بأنهم قاموا بذلك. من الملفت للنظر أن حسن البنا أعلن في خطاب له في بداية 1948 التزامه بلا تردد بالوطنية المصرية، وفي فبراير ألقى خطاباً في راديو مصر في ذكرى وفاة مصطفى كامل زعيم ومنشئ الحزب الوطني المصري. ووصف مصطفى كامل بأنه هو منشئ الحركة بتفسير المؤلف بأنه «يقصد حركة الإخوان المسلمين»، وزعيم الأمة، وبعد أربعين عاماً دعا البنا المصريين لاحتضان «مصطفى كامل» وأساليبه وخاصة مبدأ لا تفاوض بدون الجلاء.
وفي خاتمة الكتاب من 452- 468 خلص المؤلف للأفكار التالية:
* إن حركة الإخوان نشأت في إطار فكر حسن البنا الذي اتهم الغرب بالمسؤولية عن تدمير الخلافة العثمانية ضد الإسلام.
* إن حسن البنا تأثر بما كان حوله في مصر من الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية والمزايا التي كان يتمتع بها الأجانب وخاصة البريطانيين ووجودهم العسكري في البلاد، وإنه بناء على ذلك أنشأ حركته لمكافحة ما رآه وبالهيمنة على البلاد.
* سعي الإخوان لإعادة إحياء وبناء الحضارة الإسلامية من خلال بناء النظام الاجتماعي الإسلامي الذي يجب أن يتم في إطار الدولة الإسلامية.
* وبوجه عام يرى المؤلف أن حسن البنا لم يكن ضد الغرب، «Not anti Western per se» بل رغب في الاستفادة منه وتطويعه لتحديث المبادئ الإسلامية.
* إن الإخوان عملوا على دعم وإعادة حكومة محمود النقراشي خلال عام من إقالته وعمل «الإخوان» ضد حكومة إسماعيل صدقي الذي سبق وأيدوه ضد الحكومة الأولى للنقراشي.
وللحديث بقية.
{{ article.visit_count }}
رصدت بعض الأجهزة مواقف متشددة من «الإخوان» تتسم بعدم التسامح تجاه الأقباط والإساءة إليهم، وهذا سوف يؤدي إلى مزيد من دعمهم للوفد، وأن «الإخوان» منقسمون على أنفسهم، فحسن البنا له شعبية ولكنه لا يسيطر على جميع الأعضاء رغم انتشاره في الدلتا وزيادة مؤيديه في الصعيد.
ومع تراجع دور الألمان في العلمين تراجعت أهمية مصر ودورها في السياسة البريطانية مما أدى لتراجع دعم الإنجليز للنحاس وخلافاته مع الملك وقرروا تركهما يحلان مشاكلهما بدون تدخل.
وتحرك أحمد ماهر تجاه الملك فأسند إليه الوزارة وزاد نفوذ الإخوان عن الوفد بعد إقالة النحاس من الوزارة. وتطور تنظيم «الإخوان» وزادت أنشطتهم وزاد نقدهم للحضارة الغربية.
ولكن البريطانيون رأوا في البنا شخصية تفتقد للشجاعة في قيادة التظاهر على غرار الوفد 1919 ومع تضارب موثق الدولة المصرية تجاه بريطانيا فإن الدولة تناوبت الموقف من الإخوان ما بين قمعهم وعدم معارضة سعيهم للسلطة وسادت مصر مرحلة من عدم الاستقرار للصراعات الحزبية.
في الفصل الثالث المعنون: : «The best of Enemies - 1949 - 1944» تطرق المؤلف في صفحة 101 لتحول اهتمام الإخوان المسلمين من بريطانيا إلى الولايات المتحدة وارتبط ذلك ببدء اهتمام الولايات المتحدة بمصر بعد أن كانت متروكة للاهتمام من قبل بريطانيا عبر السنين الماضية. ويعرض الفصل الثالث تفصيلات حول تصريحات تشرشل عن الديمقراطية وأفكار حسن البنا عن التغيرات في المنطقة في الفترة بعد الحرب العالمية الثانية ونشر أفكار عن الجهاد خاصة في مصر وفلسطين والعراق وضد حملات التبشير المسيحي لأطفال مسلمين وتواجد الإنجليز في منطقة قناة السويس.
وقد شهد عام 1949 اغتيال حسن البنا ووجه الإخوان الاتهام للحكومة والملك والداخلية بأنهم قاموا بذلك. من الملفت للنظر أن حسن البنا أعلن في خطاب له في بداية 1948 التزامه بلا تردد بالوطنية المصرية، وفي فبراير ألقى خطاباً في راديو مصر في ذكرى وفاة مصطفى كامل زعيم ومنشئ الحزب الوطني المصري. ووصف مصطفى كامل بأنه هو منشئ الحركة بتفسير المؤلف بأنه «يقصد حركة الإخوان المسلمين»، وزعيم الأمة، وبعد أربعين عاماً دعا البنا المصريين لاحتضان «مصطفى كامل» وأساليبه وخاصة مبدأ لا تفاوض بدون الجلاء.
وفي خاتمة الكتاب من 452- 468 خلص المؤلف للأفكار التالية:
* إن حركة الإخوان نشأت في إطار فكر حسن البنا الذي اتهم الغرب بالمسؤولية عن تدمير الخلافة العثمانية ضد الإسلام.
* إن حسن البنا تأثر بما كان حوله في مصر من الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية والمزايا التي كان يتمتع بها الأجانب وخاصة البريطانيين ووجودهم العسكري في البلاد، وإنه بناء على ذلك أنشأ حركته لمكافحة ما رآه وبالهيمنة على البلاد.
* سعي الإخوان لإعادة إحياء وبناء الحضارة الإسلامية من خلال بناء النظام الاجتماعي الإسلامي الذي يجب أن يتم في إطار الدولة الإسلامية.
* وبوجه عام يرى المؤلف أن حسن البنا لم يكن ضد الغرب، «Not anti Western per se» بل رغب في الاستفادة منه وتطويعه لتحديث المبادئ الإسلامية.
* إن الإخوان عملوا على دعم وإعادة حكومة محمود النقراشي خلال عام من إقالته وعمل «الإخوان» ضد حكومة إسماعيل صدقي الذي سبق وأيدوه ضد الحكومة الأولى للنقراشي.
وللحديث بقية.