سيدتي خادمتي.. أرحب بك ضيفة عزيزة مكرمة في بيتي.. لقد انتظرتك فترة طويلة وصبرت على مشقة العمل خارج المنزل وداخله، فقد طالت الليالي والأيام في انتظارك، فأنا في حاجة لمن يخفف عني بعض المهام المنزلية.

سيدتي الخادمة... لقد عانيت الكثير في سبيل استكمال إجراءات استقدامك كما اجتهدت لتوفير المبلغ اللازم لاستقدامك فاقتطعت من دخل أسرتي، حتى أنني اضطررت لأن استغني عن بعض بنود المصروفات الخاصة بي وكذلك فعل باقي أفراد أسرتي. كل ذلك لاستكمال المبلغ المطلوب، إنها تكلفة يحصلها مكتب الاستقدام، وتكلفة تأشيرة الاستقدام، ورسوم أخرى كالفحص الطبي ورسوم استخراج البطاقة السكانية و.. و.... و...، فمئات الدنانير تنازل عنها أفراد أسرتي لأجل استقدامك.

سيدتي خادمتي... أهلاً بك ضيفة عزيزة في بيتنا فها نحن نحتفي بوصولك إلى البيت لك منا كل الترحاب آملين أن تشعري بأنك فرد من أفراد العائلة ولست خادمة، فكم ساندناك لاجتياز الحزن الذي بقلبك نتيجة تركك لأفراد أسرتك، وسهلنا لك الاتصال بأقاربك، وطمأنا أهلك على معيشتك بيننا، كما اجتهدنا لتوفير مكان لائق بك حيث وفرنا لك كل الخصوصية في المنزل من حجرة منفصلة مجهزة بكل ما تحتاجينه بالإضافة إلى وسائل الترفيه كالتلفاز وغيرها.

أما عن راتبك فلا تقلقي فستستلمينه كاملاً في الموعد المحدد وربما نضيف له بعض الدنانير كرماً منا وأمتنا لجهودك، إننا نفعل ذلك التزاماً بتعاليم ديننا الحنيف فنحن نعطي الأجير أجره قبل أن يجف عرقه، وبالطبع سنرسل راتبك كاملاً لأهلك مباشرة دون تأخير. فلا حاجة لأن تبقي شيئاً من المال فعلينا أن نتكفل بجميع مصروفاتك.

سيدتي خادمتي... مطالبك مجابة ورضاك غايتنا.

كل ما قدمناه لك هو مقابل القيام ببعض المهام المنزلية التي في حدود طاقتك وهي تلك المهام المعروفة، غسيل وكي، وربما طبخ، تلك الأعمال التي لا تستغرق سبع ساعات عمل، والتي تعينك عليها الأجهزة المنزلية من غسالة ومجففة ملابس وغيرها من الأجهزة المعينة، فإن زادت المهام استقدمنا من يساعدك في أوقات ذروة العمل.

سيدتي خادمتي... أتذكرين ذلك العقد الذي كان بيننا ومدته أربع وعشرون شهراً، وقد أملى علينا العقد العديد من الشروط والحقوق التي يجب أن نحفظها لك، وكفل لنا حق واحد لا غير وهو أن تلتزمي باستكمال مدة العقد فإن لم تستكملي فعليك تعويض كل تلك الخسائر التي تكبدناها.. وأن تتحملي قيمة تذكرة عودتك لوطنك.... هكذا ورد في العقد !!!!!

لا تقلقي سيدتي خادمتي مما ورد في العقد.... فلك أن تنهي عقدك وتقرري العودة إلى بلدك في الوقت الذي تختارينه دون الاكتراث إلى ظروفنا الاجتماعية أو المادية أو حتى النفسية، وعلينا صاغرين أن ننفذ فوراً ودون تردد أو تأخير وأن نتحمل تلك الخسائر.. ولن تلتزمي تجاهي بأي التزام فما ورد في العقد من حقوق تجاهي ما هو إلا حبر على ورق.. ولم لا وأنت السيدة المصونة وعلينا الطاعة.

سيدتي خادمتي.. بإمكانك أن تنهي العقد بيننا بطريقة أخرى، فلك أن تخرجي من البيت خلسة دون استئذان «هروب» ولك مطلق الحرية في العيش كيفا وأينما أردت، فتبدعي في الحصول على فرص العمل إما خادمة منزل تعمل بنظام الساعات، وأما مضيفة في شركات يعلن عنها في الانستغرام، وربما تحصلي على فرصة عمل في فندق ، أو أن يكون لك مشروعك الخاص، أو أي عمل تتكسبين منه سواء كان عملا مشروعا وربما غير مشروع!!!!!.. فلك مطلق الحرية على أرضنا الحبيبه، حتى إذا ما قررت العودة لوطنك بعد سنوات طويلة، فلن تتكفلي بتعويضي عما خسرت من مبالغ وما حل بي من أضرار، بل إنك لن تساءلي ولن تطالبي بالإفصاح عن مكان تواجدك خلال تلك السنوات، ولم قضيتي سنوات تتنقلين من مكان لآخر بكل حرية، ولم تلجأي إلى أحد مراكز الشرطة عند هروبك، ولن يطلب منك أن تفصحي عن الأعمال التي قمتي بها خلال تلك السنوات، فلا غرامات عليك ولا عقوبات ولا حسيب ولا رقيب، وثقي أن كفالتي تنحصر في أن أسلمك جواز سفرك وأتكفل بتذكرة سفرك لتعودي غانمة سالمة لوطنك وقد جنيتي ما جنيتي من مبالغ ماليه، فعلينا فعل ذلك صاغرين طائعين ولم لا فأنت السيدة المصونة.

وأخيراً لا أملك إلا أن أردد بيت الشعر الذي يقول:

هــي الأمـــور كمــا شاهــــــدتهـــا دول

مــن ســـره زمـــن ســاءتـــه أزمـــان