ديدن النجاح في الحياة هو التخطيط، فالطالب يخطط لمستقبله ليختار نوع التخصص في المرحلة الثانوية والجامعية، والموظف يخطط للزواج وإكمال نصف دينه، والمتزوج يخطط لمضاعفة دخله وتربية أبنائه، ورجل الأعمال يخطط لنجاح أعماله وتجارته، حتى العامل الأجنبي البسيط الذي يأتي إلى الخليج يكون قد خطط لشيء ما في المستقبل بعد عودته إلى دياره، وقس على ذلك كافة مناحي الحياة، فالتخطيط هو الأساس وهو نقطة الانطلاقة وبداية كل شيء.
ما أستغرب منه عندما أخرج من الدائرة الأولى، وهي دائرة التخطيط الفردي، إلى دائرة أكبر وأشمل، وهي التخطيط الحكومي، فأطوف بين المشاريع المتوقفة وغير المكتملة، وبين مشاريع قد أنجزت ولكن ما لبثت وأن عادت مرة أخرى لنقطة البداية. فعلى سبيل المثال لا الحصر، هناك طرق وشوارع رئيسة في البحرين وكأنها صممت خصيصاً لخمس سنوات قادمة فقط وكأن الزيادة السكانية في تناقص وأن الدولة منغلقة على نفسها ولا ترحب بالزوار والسياح ولا تستضيف أحداثاً رياضية واقتصادية وسياحية.
على سبيل المثال لا الحصر أيضاً تتم إزالة حدائق ومنتزهات قائمة -وإن كانت قديمة وبالية- إلا أنها قائمة وتؤدي خدماتها، تتم إزالتها والعمل على تطويرها وتحديثها، لتتوقف الأعمال بعد ذلك وتبقى المنتزهات مجرد أطلال نبكي على حالها السابق، لو كان هناك قليل من التخطيط لكانت الجهات المعنية قد رصدت وأعدت واستعدت لجميع السيناريوهات.
مثال آخر، عدم قبول أهالي المدن والقرى بوجود المجمعات التجارية في مدنهم، يا ترى هل هناك من سأل وبحث عن السبب، في حين أن الأولى هو الموافقة، فمن منّا لا يقبل بوجود الخدمات مجتمعة في مكان واحد وبالقرب من سكنه. السبب بسيط جداً، وهو أن التخطيط وضع في تلك المنطقة وغيرها من المناطق طرقاً لا تتناسب والنمو السكاني المطرد، فلو كانت الطرق أكثر اتساعاً، والمخارج والمداخل أكثر توافراً، لرحب الأهالي بأي مشروع يأتي بالقرب منهم.
لأكون منصفاً، البحرين تتمتع ببنية تحتية مميزة، وبخدمات عالية الجودة، ولكن هي عملية حسابية لا تكتمل إلا بوجود كافة المعطيات، فالتميز في جانب لا يكتمل إلا إذا تميزت الجوانب الأخرى.
ما ينقصنا هو التخطيط، التخطيط يا سادة، فكم من الفرص الاستثمارية هربت بسبب غياب التخطيط، وكم من المشاريع توقفت بسبب غيابه، وكم من المشاريع الموجودة حالياً تتطلب إعادة تأهيل والسبب بسيط..... غياب التخطيط.
{{ article.visit_count }}
ما أستغرب منه عندما أخرج من الدائرة الأولى، وهي دائرة التخطيط الفردي، إلى دائرة أكبر وأشمل، وهي التخطيط الحكومي، فأطوف بين المشاريع المتوقفة وغير المكتملة، وبين مشاريع قد أنجزت ولكن ما لبثت وأن عادت مرة أخرى لنقطة البداية. فعلى سبيل المثال لا الحصر، هناك طرق وشوارع رئيسة في البحرين وكأنها صممت خصيصاً لخمس سنوات قادمة فقط وكأن الزيادة السكانية في تناقص وأن الدولة منغلقة على نفسها ولا ترحب بالزوار والسياح ولا تستضيف أحداثاً رياضية واقتصادية وسياحية.
على سبيل المثال لا الحصر أيضاً تتم إزالة حدائق ومنتزهات قائمة -وإن كانت قديمة وبالية- إلا أنها قائمة وتؤدي خدماتها، تتم إزالتها والعمل على تطويرها وتحديثها، لتتوقف الأعمال بعد ذلك وتبقى المنتزهات مجرد أطلال نبكي على حالها السابق، لو كان هناك قليل من التخطيط لكانت الجهات المعنية قد رصدت وأعدت واستعدت لجميع السيناريوهات.
مثال آخر، عدم قبول أهالي المدن والقرى بوجود المجمعات التجارية في مدنهم، يا ترى هل هناك من سأل وبحث عن السبب، في حين أن الأولى هو الموافقة، فمن منّا لا يقبل بوجود الخدمات مجتمعة في مكان واحد وبالقرب من سكنه. السبب بسيط جداً، وهو أن التخطيط وضع في تلك المنطقة وغيرها من المناطق طرقاً لا تتناسب والنمو السكاني المطرد، فلو كانت الطرق أكثر اتساعاً، والمخارج والمداخل أكثر توافراً، لرحب الأهالي بأي مشروع يأتي بالقرب منهم.
لأكون منصفاً، البحرين تتمتع ببنية تحتية مميزة، وبخدمات عالية الجودة، ولكن هي عملية حسابية لا تكتمل إلا بوجود كافة المعطيات، فالتميز في جانب لا يكتمل إلا إذا تميزت الجوانب الأخرى.
ما ينقصنا هو التخطيط، التخطيط يا سادة، فكم من الفرص الاستثمارية هربت بسبب غياب التخطيط، وكم من المشاريع توقفت بسبب غيابه، وكم من المشاريع الموجودة حالياً تتطلب إعادة تأهيل والسبب بسيط..... غياب التخطيط.