يمثل نجاح التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» منعطفاً مهماً في الحرب ضد الإرهاب، بعد أن تمكن التحالف من تحقيق انتصار مهم على تنظيم إرهابي خطير كان يسيطر على مساحات كبيرة من العراق وله تأثير على مجريات الصراع والأزمة في سوريا، كما يطرح إلحاق الهزيمة بهذا التنظيم في العراق، وهذا النجاح في القضاء على معظم قوة التنظيم الذي لم يتبق منه سوى بضعة آلاف من المنتمين له في سوريا أهمية الدور الذي تقوم به التحالفات.
فقد صاحب موجة العولمة العديد من الفرص والتحديات للدول، حيث لم يعد العالم قرية صغيرة أمام الفرص فقط وإنما أصبح قرية صغيرة أمام المخاطر أيضاً، فأصبحنا نرى مخاطر عابرة للقارات، بحيث لا تقوى دولة واحدة على مواجهاتها بمفردها، ومن ثم بزغت التحالفات لتلعب دورًا رئيسيًا في مواجهة تلك التحديات، فلم تعد كما الماضي الدول الضعيفة هي التي بحاجة للدخول بتحالفات لمواجهة الدول القوية، بل أصبحت ضرورية للدول القوية والضعيفة
ويتمثل الغرض الأساسي لمعظم التحالفات الآن في الجمع بين والاستفادة من قدرات الدول الأعضاء بطريقة تعزز مصالحهم وتعزز قدرتهم في مواجهة المخاطر التي تواجههم، لاسيما وأن الأمن القومي أصبح جزءاً لا يتجزأ من الأمن العالمي .
ولا شك في أن تسارع المتغيـرات التي يشهدها العالم على كافة الأصعدة، وما تفرزه من أزمات إقليمية ومشاكل دولية، على المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية، تزيد من الحاجة إلى تشكيل تحالفات تقلل من حدة التهديدات التي تواجه السلام العالمي، كما أن تعدد وتعقد القضايا التي يشهدها المجتمع الدولي كله، فرضت الحاجة إلى شكل جديد من التحالفات وهي تلك التي تعني بالقضية أو الخطر المراد محاربته فقط، وابتكار صيغ متطورة للتحالف، كالتحالف الدولي ضد داعش، حيث بدأت «حرب» أمريكا وحلفائها ضد هذا التنظيم في سبتمبر 2014، والتزم أعضاء التحالف الدولي الـ 79 بمواجهة تنظيم «داعش» على مختلف الجبهات وتفكيك شبكاته ومجابهة طموحاته العالمية، ونجح التحالف في تدمير البنى التحتية الاقتصادية والمالية لتنظيم «داعش» ومنع تدفق المقاتلين الأجانب عبر الحدود ودعم الاستقرار واستعادة الخدمات الأساسية العامة في المناطق المحررة من «داعش» ومجابهة الدعاية الإعلامية للتنظيم وتطهير العديد من المناطق السورية والعراقية من يد التنظيم ونجاة نحو 7.7 مليون مواطن من تنظيم «داعش».
وهناك دعامات أساسية لنجاح التحالف في مهمته ومن أهمها توفر المصلحة والقيم المشتركة بين أطراف التحالف، ولا يقتصر ذلك على التحالفات المعنية بالقضايا الأمنية وإنما يشمل جميع أنواع التحالفات.
ويشكل مؤتمر «التحالفات العسكرية في الشرق الأوسط» «MEMAC 2017»، والذي نظمه مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات» مبادرة مهمة وخطوة تعكس إدراك المركز للدور الذي تقوم به التحالفات في عصرنا الراهن وضرورة البحث عن سبل لتشكيلها وفق أسس قوية ومعطيات تضمن نجاحها في تحقيق الأغراض التي تنشأ من أجلها، وقد شهدت أروقة ومناقشات وتوصيات المؤتمر عدة رؤى ومقترحات قيمة حول دور هذه التحالفات بالمنطقة والعمل على تهيئة البيئة الإقليمية التي تسمح بإقامة التحالفات بإنهاء الأزمات الراهنة، والتأكيد على أهمية تأسيس إطار أمني جماعي للمنطقة العربية بما لديها من مقومات عديدة يمكن توظيفها لتحقيق صيغة للأمن الإقليمي، لاسيما بعد أن حدث تغيراً كبيراً في ركائز الأمن القومي للدول بحيث بات الأمن الجماعي هو الأساس لتحقيق هذا الأمن، فضلاً عن التنبيه إلى أهمية بناء تحالفات استراتيجية استباقية تقوم على منع الخطر قبل وقوعه وليس فقط التعامل مع الخطر بعد وقوعه.
وأخيرًا، إذا كانت الدواعي الأمنية هي السمة الغالبة على إنشاء التحالفات كما نرى، فإن المستقبل سيفرض على العالم أنماطاً جديدة من التحالفات، لمواجهة القضايا الاقتصادية أو البيئية أو حتى الثقافية.
* مساعد باحث بمركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات»
فقد صاحب موجة العولمة العديد من الفرص والتحديات للدول، حيث لم يعد العالم قرية صغيرة أمام الفرص فقط وإنما أصبح قرية صغيرة أمام المخاطر أيضاً، فأصبحنا نرى مخاطر عابرة للقارات، بحيث لا تقوى دولة واحدة على مواجهاتها بمفردها، ومن ثم بزغت التحالفات لتلعب دورًا رئيسيًا في مواجهة تلك التحديات، فلم تعد كما الماضي الدول الضعيفة هي التي بحاجة للدخول بتحالفات لمواجهة الدول القوية، بل أصبحت ضرورية للدول القوية والضعيفة
ويتمثل الغرض الأساسي لمعظم التحالفات الآن في الجمع بين والاستفادة من قدرات الدول الأعضاء بطريقة تعزز مصالحهم وتعزز قدرتهم في مواجهة المخاطر التي تواجههم، لاسيما وأن الأمن القومي أصبح جزءاً لا يتجزأ من الأمن العالمي .
ولا شك في أن تسارع المتغيـرات التي يشهدها العالم على كافة الأصعدة، وما تفرزه من أزمات إقليمية ومشاكل دولية، على المستويات الأمنية والسياسية والاقتصادية، تزيد من الحاجة إلى تشكيل تحالفات تقلل من حدة التهديدات التي تواجه السلام العالمي، كما أن تعدد وتعقد القضايا التي يشهدها المجتمع الدولي كله، فرضت الحاجة إلى شكل جديد من التحالفات وهي تلك التي تعني بالقضية أو الخطر المراد محاربته فقط، وابتكار صيغ متطورة للتحالف، كالتحالف الدولي ضد داعش، حيث بدأت «حرب» أمريكا وحلفائها ضد هذا التنظيم في سبتمبر 2014، والتزم أعضاء التحالف الدولي الـ 79 بمواجهة تنظيم «داعش» على مختلف الجبهات وتفكيك شبكاته ومجابهة طموحاته العالمية، ونجح التحالف في تدمير البنى التحتية الاقتصادية والمالية لتنظيم «داعش» ومنع تدفق المقاتلين الأجانب عبر الحدود ودعم الاستقرار واستعادة الخدمات الأساسية العامة في المناطق المحررة من «داعش» ومجابهة الدعاية الإعلامية للتنظيم وتطهير العديد من المناطق السورية والعراقية من يد التنظيم ونجاة نحو 7.7 مليون مواطن من تنظيم «داعش».
وهناك دعامات أساسية لنجاح التحالف في مهمته ومن أهمها توفر المصلحة والقيم المشتركة بين أطراف التحالف، ولا يقتصر ذلك على التحالفات المعنية بالقضايا الأمنية وإنما يشمل جميع أنواع التحالفات.
ويشكل مؤتمر «التحالفات العسكرية في الشرق الأوسط» «MEMAC 2017»، والذي نظمه مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات» مبادرة مهمة وخطوة تعكس إدراك المركز للدور الذي تقوم به التحالفات في عصرنا الراهن وضرورة البحث عن سبل لتشكيلها وفق أسس قوية ومعطيات تضمن نجاحها في تحقيق الأغراض التي تنشأ من أجلها، وقد شهدت أروقة ومناقشات وتوصيات المؤتمر عدة رؤى ومقترحات قيمة حول دور هذه التحالفات بالمنطقة والعمل على تهيئة البيئة الإقليمية التي تسمح بإقامة التحالفات بإنهاء الأزمات الراهنة، والتأكيد على أهمية تأسيس إطار أمني جماعي للمنطقة العربية بما لديها من مقومات عديدة يمكن توظيفها لتحقيق صيغة للأمن الإقليمي، لاسيما بعد أن حدث تغيراً كبيراً في ركائز الأمن القومي للدول بحيث بات الأمن الجماعي هو الأساس لتحقيق هذا الأمن، فضلاً عن التنبيه إلى أهمية بناء تحالفات استراتيجية استباقية تقوم على منع الخطر قبل وقوعه وليس فقط التعامل مع الخطر بعد وقوعه.
وأخيرًا، إذا كانت الدواعي الأمنية هي السمة الغالبة على إنشاء التحالفات كما نرى، فإن المستقبل سيفرض على العالم أنماطاً جديدة من التحالفات، لمواجهة القضايا الاقتصادية أو البيئية أو حتى الثقافية.
* مساعد باحث بمركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات»