بشرى سعيدة زفتها لنا وزارة شؤون الإعلام بعزمها إنشاء مدينة إنتاج إعلامي تقدم خدمات لوجستية لصنّاع الدراما، خطوة أولى على الطريق الصحيح نحو المدينة الإعلامية التي نحلم بها، خطوة أولى وأنا على يقين أنها ستتبعها خطوات متسارعة وليست متسرعة، لإني على ثقة تامة بأن القائمين على وزارة شؤون الإعلام يخططون جيداً قبل البدء في أي مرحلة، ويؤمنون بمبدأ الدراسة العلمية ودراسة الجدوى ومن ثم يبدأ التطور.

إن مشروعاً كالذي أعلنت عنه الإعلام له جوانب متعددة، فبجانب ما سنجني من عوائد مالية وتوظيفية من مدينة الإنتاج، سنكسب ما هو أهم من ذلك، وهو الترويج السياحي، وعودة البحرين إلى موقعها الطبيعي في المجال الإعلامي، والتي كان لها قصب السبق في مختلف جوانب الإعلام صحفياً وإذاعياً وتلفزيونياً ومسرحياً، ناهيك عن الأندية والمراكز الثقافية، ورواد الثقافة والأدب.

نعم البحرين مؤهلة، نعم البحرين تمتلك الكفاءات، نعم لدينا خبرات إعلامية في صناعة الدراما، نعم لدينا تجارب حققت النجاح سواء في الإنتاج المحلي، أو في استضافة الأعمال الخارجية وخاصة الخليجية منها، فقط يبقى التسويق الصحيح، وهو مفتاح الولوج إلى المراحل المتقدمة.

أنا على يقين أن نجاح مدينة الإنتاج سيفتح شهية القائمين على الرؤية الاقتصادية 2030 التي يقودها صاحب السمو الملكي ولي العهد بمباركة من حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، كونها ستكون رافداً من روافد الاقتصاد وستفتح المجال لتوظيف الطاقات الشبابية، وزيادة التخصصات الجامعية في الجوانب الفنية التي تحتاجها مدينة الإنتاج الإعلامي.

نشد على يد وزير الإعلام، ونأمل في الوقت ذاته من أعضاء الحكومة الموقرة التفكير خارج الصندوق، وبرأيي الخطوة القادمة يجب أن تكون لوزارة الصناعة والتجارة والسياحة كونها المسؤولة عن قطاع السياحة، ولنا مع السياحة وقفات قادمة لعل ما نكتب هنا يلقى آذاناً صاغية ونخطو نحو صنع سياحة تدر على الميزانية العامة للدولة مثل ما ستفعل مدينة الإنتاج والتي أُطلق عليها أنا شخصياً السياحة الإعلامية.

السياحة الجامعية والسياحة الطبية والسياحة التراثية واستثمار السواحل وسياحة المعارض جوانب سأتطرق إليها في قادم الأيام كون وطني قادراً على المضي قدماً في كل ذلك إذا ما وجد الإصرار.

تبقى كلمة شكر نرفعها إلى وزير شؤون الإعلام علي بن محمد الرميحي على هذه الخطوة الرائدة، وإن تحققت فهو يسجل من خلالها اسمه بحروف من ذهب في سماء التميز، ونأمل أن تزخر لوحة الشرف بأسماء وزراء ومسؤولين بحرينيين عن طريق تقديمهم لأفكار رائدة تُنهي أعواماً من العمل التقليدي الذي أخّر تقدمنا سنين طوالاً.