حسب الوثائق التاريخية المؤكدة، أن البحرين دار علم وعلماء منذ قيامها في الأساس في الزبارة، ومن بعد ذلك بالانتصار المؤزر على الوالي على البحرين من قبل حكام إيران عام 1783، واستتباب السيطرة على كل ما قسم الله تعالى عليها من نعمة الأمن والأمان، واتجهت الحكومة والأهالي بالانتقال بالمعرفة من زمن الكتاتيب «المطوع» إلى الأخذ بالعلوم الحديثة، ومؤسساته، فكانت مدرسة الهداية الخليفية بالمحرق التي رأت النور في عام 1919، وهي مدرسة ابتدائية، وتولى التدريس فيها مدرسون أفذاذ من شباب رجالات البلد، بالإضافة إلى مدرسين من الوطن العربي، كالعراق ومصر والشام، ومن هذه القاعدة، انتشرت المدارس الابتدائية في العاصمة المنامة وفي أغلب القرى، مدارس ابتدائية للبنين وأخرى للبنات.
وكانت الحاجة ملحة لتأسيس مدرسة ثانوية للبنين وكانت المنامة هي الحاضنة لها، سيرة طويلة لكنها قصيرة في حكم الزمن نسبياً، إذ ما فتئت أن قامت مدرسة ثانوية للبنات، حتى عمت المدارس الثانوية أرجاء البلاد.
ولم يتوقف الجيل المؤسس عند ذلك، إذ خلف من بعد خلف سيدات وسادة أضاؤوا البحرين بالجامعات التي تنضوي تحت جناحيها كليات في جميع أفرع العلم والمعرفة الحديثة، وتغذي سوق العمل بمواطنين حملوا شعلة النور والتطور في كل قطاع.
وإذا كنا سابقاً نعتمد على الجامعات الحكومية، فإن عدد السكان تنامى، وكانت الحاجة إلى جامعات خاصة، بحرينية وغير بحرينية لتساهم في نهضتنا المباركة، والتحق بها شباب طموح، سدوا فراغاً لم تقوَ الجامعات الحكومية على استيعابهم، بالإضافة إلى الخريجين من جامعات في الخارج، مثل مصر ولبنان والعراق وأوروبا وحتى الاتحاد السوفيتي سابقاً.
لكننا لم ننشئ كلية متخصصة في الزراعة وأخرى في البيطرة، والزراعة لا تعني في عصرنا الحاضر، البذور وسقيها ثم حصد محاصيلها، مع أننا مملكة زراعية منذ آلاف السنين.
والشاهد أن جيراننا يعلمون أن البحرين بلد المليون نخلة، ناهيك عن الأشجار المثمرة الأخرى التي اشتهرت بها البحرين مثل الموز والرمان والترنج والمانجو والجيكو والتين والليمون والكنار– النبق – واللوز الأحمر والإسكندري، وغيرها التي لا يمكن حصرها وذكرها في هذه العجالة، لكنني أجيزها في الحبوب، وأعني زراعة القمح في وادي الحنينية وسهول عالي قديماً، إلى جانب الخضروات.
الآن، حكومتنا تسير سيراً حثيثاً لإعادة الوجه الأخضر لبلادنا، وهذا يتطلب، فتح كليات لا كلية في كل جامعة، حيث إن الزراعة الحديثة قائمة على الميكنة، والاعتماد على الأيدي العاملة، وهي شحيحة في البحرين، إذ أهملنا الزراعة، وانتقل مؤسسوها إلى جوار ربهم، والجيل الجديد، ترك مهنة الزراعة وراء ظهره، فماتت النخيل، وجدبت الأرض وأصبحت أرضاً بوراً، كما أننا في حاجة لكليات للبيطرة. وبالمناسبة، فإن أول طبيب بيطري بحريني هو الدكتور أحمد محمد الأمير، ويليه الدكتور عيسى عباس السماك الذي تحول إلى الطب البشري في آخر حياته.
وتحت مسمى الزراعة، تدخل الآن تربية الدواجن، والاستفادة من لحومها وبيضها، وتربية المواشي من أبقار وأغنام، وجمال والاستفادة من منتجاتها ولحومها، واستزراع الأسماك على أنواعها، وزراعة الورد الذي أصبح له سوقاً عالمية، ومازلنا نستورده من الخارج، مع أن السعودية أولت هذا الجانب أهمية كبرى وتصدر الفائض منه إلى الخارج، وكذلك فلسطين وغيرها من دول عربية أخرى، والذي يشجعنا على الاستثمار في الزراعة وإعداد أيدٍ مدربة إلى جانب الأرض والماء، وإقبال المواطنين والمقيمين على الإنتاج الزراعي المحلي كما هو واضح في سوق المزارعين بالبديع وهورة عالي، والمعرض الزراعي العام الذي يقام كل سنة في أرض المعارض، ومن الممكن إعادة الاسم القديم للبحرين، بلد المليون نخلة، وأن نحافظ على البقية الباقية منها، واستعمال التقنية الحديثة في تكاثر النخيل عن طريق النجيل النسيجي، كل هذا باب من أبواب العمل والتنمية المستدامة، وباختصار إذا كنت تملك مالاً، اصنع وازرع وافتح آفاقاً لوظائف لأبناء وطنك، وسترى أن مالك قد تضاعف أضعافاً مضاعفة ونما، ومردوده لك وأسرتك وفائدة عظمى لوطنك وإخوتك المواطنين.
* مؤسس نادي اللؤلؤ، وعضو بلدي سابق، وناشط اجتماعي
وكانت الحاجة ملحة لتأسيس مدرسة ثانوية للبنين وكانت المنامة هي الحاضنة لها، سيرة طويلة لكنها قصيرة في حكم الزمن نسبياً، إذ ما فتئت أن قامت مدرسة ثانوية للبنات، حتى عمت المدارس الثانوية أرجاء البلاد.
ولم يتوقف الجيل المؤسس عند ذلك، إذ خلف من بعد خلف سيدات وسادة أضاؤوا البحرين بالجامعات التي تنضوي تحت جناحيها كليات في جميع أفرع العلم والمعرفة الحديثة، وتغذي سوق العمل بمواطنين حملوا شعلة النور والتطور في كل قطاع.
وإذا كنا سابقاً نعتمد على الجامعات الحكومية، فإن عدد السكان تنامى، وكانت الحاجة إلى جامعات خاصة، بحرينية وغير بحرينية لتساهم في نهضتنا المباركة، والتحق بها شباب طموح، سدوا فراغاً لم تقوَ الجامعات الحكومية على استيعابهم، بالإضافة إلى الخريجين من جامعات في الخارج، مثل مصر ولبنان والعراق وأوروبا وحتى الاتحاد السوفيتي سابقاً.
لكننا لم ننشئ كلية متخصصة في الزراعة وأخرى في البيطرة، والزراعة لا تعني في عصرنا الحاضر، البذور وسقيها ثم حصد محاصيلها، مع أننا مملكة زراعية منذ آلاف السنين.
والشاهد أن جيراننا يعلمون أن البحرين بلد المليون نخلة، ناهيك عن الأشجار المثمرة الأخرى التي اشتهرت بها البحرين مثل الموز والرمان والترنج والمانجو والجيكو والتين والليمون والكنار– النبق – واللوز الأحمر والإسكندري، وغيرها التي لا يمكن حصرها وذكرها في هذه العجالة، لكنني أجيزها في الحبوب، وأعني زراعة القمح في وادي الحنينية وسهول عالي قديماً، إلى جانب الخضروات.
الآن، حكومتنا تسير سيراً حثيثاً لإعادة الوجه الأخضر لبلادنا، وهذا يتطلب، فتح كليات لا كلية في كل جامعة، حيث إن الزراعة الحديثة قائمة على الميكنة، والاعتماد على الأيدي العاملة، وهي شحيحة في البحرين، إذ أهملنا الزراعة، وانتقل مؤسسوها إلى جوار ربهم، والجيل الجديد، ترك مهنة الزراعة وراء ظهره، فماتت النخيل، وجدبت الأرض وأصبحت أرضاً بوراً، كما أننا في حاجة لكليات للبيطرة. وبالمناسبة، فإن أول طبيب بيطري بحريني هو الدكتور أحمد محمد الأمير، ويليه الدكتور عيسى عباس السماك الذي تحول إلى الطب البشري في آخر حياته.
وتحت مسمى الزراعة، تدخل الآن تربية الدواجن، والاستفادة من لحومها وبيضها، وتربية المواشي من أبقار وأغنام، وجمال والاستفادة من منتجاتها ولحومها، واستزراع الأسماك على أنواعها، وزراعة الورد الذي أصبح له سوقاً عالمية، ومازلنا نستورده من الخارج، مع أن السعودية أولت هذا الجانب أهمية كبرى وتصدر الفائض منه إلى الخارج، وكذلك فلسطين وغيرها من دول عربية أخرى، والذي يشجعنا على الاستثمار في الزراعة وإعداد أيدٍ مدربة إلى جانب الأرض والماء، وإقبال المواطنين والمقيمين على الإنتاج الزراعي المحلي كما هو واضح في سوق المزارعين بالبديع وهورة عالي، والمعرض الزراعي العام الذي يقام كل سنة في أرض المعارض، ومن الممكن إعادة الاسم القديم للبحرين، بلد المليون نخلة، وأن نحافظ على البقية الباقية منها، واستعمال التقنية الحديثة في تكاثر النخيل عن طريق النجيل النسيجي، كل هذا باب من أبواب العمل والتنمية المستدامة، وباختصار إذا كنت تملك مالاً، اصنع وازرع وافتح آفاقاً لوظائف لأبناء وطنك، وسترى أن مالك قد تضاعف أضعافاً مضاعفة ونما، ومردوده لك وأسرتك وفائدة عظمى لوطنك وإخوتك المواطنين.
* مؤسس نادي اللؤلؤ، وعضو بلدي سابق، وناشط اجتماعي