قد يوافق الدين «وأتحدث عن الأديان عامة» - رغم الإشكاليات العديدة في أخلاقيات كريسبر كاس «القائمة على تصحيح الجينات الوراثية أو أجزاء منها» - على البعد العلاجي للتقنية، وقد يراها آخرون تدخلاً في مشيئة الله في الكون، فحتى المرض هو بلاء أنزله الله على العبد لغاية تطهيره، أما استخدامات كريسبر كاس التحسينية فليس ثمة مجال لوضع «قد» في المعادلة، فلا شك في أن علماء الدين سيشنون حربهم عليها كونها تغييراً لخلق الله، سواء كان التغيير لخلق موجود أصلاً أو لخلق مرتقب قدومه «الأجنة».
سيعرض آخرون أيضاً، من علماء الدين وكذلك علماء الطاقة، تأثير ذلك على اختلال النظام الكوني، فكل ما في الكون من أسباب إنما جاءت بقدر لتدير ما يليها من تبعات، فـ«المرض والعجز والتطور الطبيعي للفرد والمجتمعات الإنسانية» كلها مبنية على هذا النظام الذي تجريه الطبيعة في تفاعلاتها، وإن أي خلل في أحد تلك الأجزاء سيفضي إلى اختلال المعادلة الكونية/الطبيعية برمتها.
نواجه هنا إشكاليات دينية عدة، فما نشهده من تقنيات اليوم، لم تكن موجودة في زمن ظهور الأديان، وليس ثمة نص شرعي صريح يعالج حرمتها أو حلّها، ما فتح باباً واسعاً لعلماء الدين للقياس والاجتهاد في إصدار الفتاوى، فمنع البعض كثير من الأمور ليس لحرمتها، بل خشية أن تقود إلى الحرام من باب «سد الذرائع»، وإن كان ذلك سيتيح تطور الحياة البشرية وتحسين جودتها. يضعنا هذا أمام المحارب الأول للتقنية وهو علماء الدين، ورغم أنهم الأبرز في المجتمعات الإسلامية وغيرها، إلاّ أنهم لن يكونوا الوحيدين.
هذا إلى جانب مفهوم «الأنثروبولوجيا القضائية» المعتمد على الـ«DNA» للكشف عن هويات الأفراد ونسبهم، فما سيتم تصحيحه داخل الجينات الوراثية، قد يفضي لتضييع شيفرة النسب للاختلاف الجذري الذي سيحدثه التصحيح في الحمض النووي، بل إن إجراء تصحيح ما بعد ارتكاب جريمة، قد يحول دون التعرف على المجرم الحقيقي، لست أدري، ولكنها آفاق محتملة، ما يعني أن القضاة أيضاً سيكونون من محاربي تلك التقنية لعدم إمكانية الوثوق بنتائج «DNA» جراءها.
الجماعة الأخرى التي قد تحارب التقنية هي الأطباء المختصون في الأمراض الوراثية العضوية والنفسية، وأطباء التجميل، فتصحيح توريث الأمراض، أو تحديد السمات الشكلية المرغوبة والقوة البدنية، سيتلاشى معها أدوار هؤلاء وكذلك المدربين الرياضيين، واختصاصيي التغذية، وكثير من المختصين في العناية بالجسد البشري، وربما تختفي معها الحاجة للصالونات النسائية والرجالية إذا ما تم تصميم كل تلك الاحتياجات على نحو طبيعي داخل الموروث الجيني.
* اختلاج النبض:
لا شك في أن المحاربين لما هو جديد إما يكونون من المتمسكين بقيم وأخلاقيات معينة كالدين - سواء تم ذلك على نحو متزن أو متشدد -، وإما أن يكونوا المستفيدين الفعليين من مجالات كثيرة ستقضي عليها تلك المستجدات أو تهدد بقاءها، وهو الأمر المحتمل مع تقنية مثل «كريسبر كاس».
سيعرض آخرون أيضاً، من علماء الدين وكذلك علماء الطاقة، تأثير ذلك على اختلال النظام الكوني، فكل ما في الكون من أسباب إنما جاءت بقدر لتدير ما يليها من تبعات، فـ«المرض والعجز والتطور الطبيعي للفرد والمجتمعات الإنسانية» كلها مبنية على هذا النظام الذي تجريه الطبيعة في تفاعلاتها، وإن أي خلل في أحد تلك الأجزاء سيفضي إلى اختلال المعادلة الكونية/الطبيعية برمتها.
نواجه هنا إشكاليات دينية عدة، فما نشهده من تقنيات اليوم، لم تكن موجودة في زمن ظهور الأديان، وليس ثمة نص شرعي صريح يعالج حرمتها أو حلّها، ما فتح باباً واسعاً لعلماء الدين للقياس والاجتهاد في إصدار الفتاوى، فمنع البعض كثير من الأمور ليس لحرمتها، بل خشية أن تقود إلى الحرام من باب «سد الذرائع»، وإن كان ذلك سيتيح تطور الحياة البشرية وتحسين جودتها. يضعنا هذا أمام المحارب الأول للتقنية وهو علماء الدين، ورغم أنهم الأبرز في المجتمعات الإسلامية وغيرها، إلاّ أنهم لن يكونوا الوحيدين.
هذا إلى جانب مفهوم «الأنثروبولوجيا القضائية» المعتمد على الـ«DNA» للكشف عن هويات الأفراد ونسبهم، فما سيتم تصحيحه داخل الجينات الوراثية، قد يفضي لتضييع شيفرة النسب للاختلاف الجذري الذي سيحدثه التصحيح في الحمض النووي، بل إن إجراء تصحيح ما بعد ارتكاب جريمة، قد يحول دون التعرف على المجرم الحقيقي، لست أدري، ولكنها آفاق محتملة، ما يعني أن القضاة أيضاً سيكونون من محاربي تلك التقنية لعدم إمكانية الوثوق بنتائج «DNA» جراءها.
الجماعة الأخرى التي قد تحارب التقنية هي الأطباء المختصون في الأمراض الوراثية العضوية والنفسية، وأطباء التجميل، فتصحيح توريث الأمراض، أو تحديد السمات الشكلية المرغوبة والقوة البدنية، سيتلاشى معها أدوار هؤلاء وكذلك المدربين الرياضيين، واختصاصيي التغذية، وكثير من المختصين في العناية بالجسد البشري، وربما تختفي معها الحاجة للصالونات النسائية والرجالية إذا ما تم تصميم كل تلك الاحتياجات على نحو طبيعي داخل الموروث الجيني.
* اختلاج النبض:
لا شك في أن المحاربين لما هو جديد إما يكونون من المتمسكين بقيم وأخلاقيات معينة كالدين - سواء تم ذلك على نحو متزن أو متشدد -، وإما أن يكونوا المستفيدين الفعليين من مجالات كثيرة ستقضي عليها تلك المستجدات أو تهدد بقاءها، وهو الأمر المحتمل مع تقنية مثل «كريسبر كاس».