على المستوى الدولي لمملكة البحرين هناك ثلاث مناصب دولية فخورون بها، هي، نائب رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة UNEA والممثل لمجموعة آسيا والمحيط الهادي والعضوية الرئيسة للجنة التنفيذية لإقليم دول غرب آسيا والباسيفيك والمجلس التنفيذي للفترة 2018-2019 لدعم بعض برامج الأمم المتحدة للبيئة واعتماد العديد من المشاريع التنموية في مجال إدارة الموارد الكيميائية والمخلفات وتحديث السياسات.تم تكريمنا كأفضل الممارسات الحكومية خلال الملتقى الحكومي كما أن مملكة البحرين أحد الأطراف في اتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون وبروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون في مونتريال كندا والتي تضم 12 دولة ست متقدمة وست نامية وتلك إنجازات تبعث المفخرة لمملكة البحرين، هذا ما قاله الرئيس التنفيذي للمجلس الأعلى للبيئة د. محمد مبارك بن دينه خلال لقائه بعدد من الصحفيين والكتاب والإعلاميين ضمن مبادرة لقاء مع مسؤول حكومي الذي نظمه مركز الاتصال الوطني مع المجلس الأعلى للبيئة مؤخراً .بن دينه أكد أن هناك دعماً لامحدود من رئيس المجلس الأعلى للبيئة سمو الشيخ عبد الله بن حمد آل خليفة من خلال زيادة الرقعة الخضراء بزراعة من 10 آلاف إلى 20 ألف شتلة من أشجار القرم في مختلف مناطق البحرين وأن المحميات الطبيعية سواء البرية أو البحرية في البحرين تحتل مساحة 1636 متراً مربعاً منها جزر بحرية كالهيرات ومحمية العرين ودوحة عراد وجزر حوار ونتمنى أمام هذه الأرقام أن نعود بلد المليون نخلة ويكون هناك توجه بالتشجيع على زراعة النخيل كمعلم من معالم تاريخ مملكة البحرين وأن تعود مملكة البحرين مشجرة بالنخيل تبعاً لفوائدها الجمة وأيضاً لجمال منظرها وما تحمله من قيم تعكس تاريخنا وثقافتنا البحرينية الأصيلة.المجتمع المدني في مملكة البحرين مجتمع واعٍ ونشيط والسوشيال ميديا بها تفاعل كبير وهناك جمعيات المجتمع المدني التي تعد مفخرة لمملكة البحرين ونحن كجهات رسمية لا نستطيع اللحاق مع أنشطتهم وبرامجهم الداعمة لحفظ البيئة لكثرتها وهذا مؤشر طيب بأن مجتمعنا واعٍ ومهتم بالمجالات البيئية ونحن ندعمهم لأن هذا النوع من الجمعيات تمكنوا من تشجيع السفراء لكي يشاركوهم في تنظيف السواحل والمسألة لا تعني أن لدينا عجزاً في تنظيفها لكنها تأتي من باب الوعي والحث على الاهتمام بالبيئة وفريق الغوص البحريني يقوم بتنظيف البحار والسواحل في «عز الحر» من الساعة الثانية والثالثة ظهراً إلى السادسة مساء!هذا الكلام يؤكد ما نقوله دائماً بأن الجهات الرسمية مهما بذلت من الجهود وقامت بالمبادرات يبقى للمجتمع المدني دوراً أكبر ومسؤولية في الشراكة مع مؤسسات القطاع الحكومي في أي دولة في العالم، فحراك المجتمع المدني هو المؤشر الأول الذي يؤخذ به من قبل المنظمات الدولية في قياس مدى الاستجابة للمبادرات والمشاريع الوطنية ومدى نجاحها وإسهاماتها كما أن الحراك المدني يختصر الكثير من الجهود والوقت في مسألة الوصول إلى كل منزل وعائلة وجعل المواطن يشعر بالمسؤولية وأنه شريك أساس في المحافظة على البيئة ومتى ما شعر المواطن بذلك وجدته حريصاً كل الحرص على الوقوف ضد كل من يقوم بتلويث بيئة وطنه، فعندما يعمل المواطن بيده ويشارك بتنظيف سواحل وطنه، سيكون أكثر تفهماً ووعياً وحرصاً، وبالطبع سيزداد رصيده المعرفي حول أهمية المحافظة على البيئة ومخاطر تلويث البيئة بالأخص البحرية.من الأمور اللافتة التي تم التطرق لها خلال اللقاء لغة الأرقام والمعلومات التي طرحها بن دينه حيث ذكر أن هناك 48 ألف ناقلة نفط تدخل الخليج العربي ومعرضة لانسكاب نفطي خلال الأحداث التي مرت مما يعنى بأهمية وجود خطة مشتركة وهناك مقترح قدم من مملكة البحرين لمجلس التعاون الخليجي بإنشاء مركز لإدارة الكوارث الطبيعية التي قد تتعرض لها إحدى دول مجلس التعاون وهو موجود في دولة الكويت الشقيقة ويتبع الأمانة العامة لدول مجلس التعاون كما أن مملكة البحرين في طور تركيب خمس محطات للرصد الإشعاعي ضمن شبكة محطات الرصد لمراقبة وقياس الملوثات الاشعاعية في الهواء ومياه البحر بالتعاون مع وزارة الداخلية البحرينية لكون المنطقة تتواجد بها مفاعلات نووية وتلك التحديات بالطبع تشغل جميع دول المنطقة وهذا أمر مطمئن أن مملكة البحرين تسعى دائماً في جهودها نحو تعزيز الشراكة الخليجية والإقليمية وفتح المكاتب الإقليمية لا العمل على المستوى المحلي فحسب ونتمنى أن تكون هناك مكاتب خليجية لمخاطر المفاعلات النووية والرصد الإشعاعي تتبع منظومة مجلس التعاون ويكون مقرها مملكة البحرين.هناك مشروع جميل تطرق له بن دينه يصب في مسألة اتجاه البحرين نحو علوم المستقبل والاهتمام بتحديث المجالات الأكاديمية حيث بادرت الهيئة بتخريج 200 متدرب بشهادات دولية معتمدة من معهد الشيخ خليفة بالتعاون مع اليونيدو كما أن هناك المركز الوطني لإعادة تدوير الغازات المستنفده لطبقة الأوزون ونتمنى أن تطرح برامج أكاديمية متخصصة في هذه المجالات الحديثة على مستوى العالم في مملكة البحرين. وبين بن دينه أن هناك اتجاه لحظر استخدام الأكياس البلاستيكية غير القابلة للتحلل من خلال الالتزام باستيراد الأكياس البلاستيكية القابلة للتحلل وهذا ما تم وهذه الأخبار بالطبع تعكس أن هناك حرصاً على تغيير ثقافة استخدام البلاستيك ونتمنى من المجلس الأعلى للبيئة أن يكون شريكاً أساسياً في التعاون مع وزارة الصحة البحرينية من خلال منع استخدام البلاستيك في أواني المطاعم بالأخص للطلبات الخارجية مع تزايد الأمراض السرطانية التي يسببها وضع الأطعمة الساخنة في الأواني البلاستيكية وتفاعل الأطعمة التي يتناولها الإنسان مع البلاستيك بسبب الحرارة ومتابعة الإحصائيات الصادرة بشأن تزايد أعداد المرضى البحرينيين المصابين بالأمراض السرطانية خلال السنوات الأخيرة.