نواصل في الجزء الثاني من المقال حديثنا عن المفكر البحريني د. محمد جابر الأنصاري. من مؤلفات د. الأنصاري أيضا، «لقاء التاريخ بالعصر، دعوة لبذر الخلدونية بأبعادها المعاصرة تأسيساً لثقافة العقل»، ونشر عام 2006. وقام بترجمة هذا الكتاب للإنجليزية، ونشره في الولايات المتحدة، الدكتور منصور سرحان، كما قام أيضا بترجمة عدة كتابات للأنصاري بما في ذلك بعض المقالات المنشورة بالصحف والمجلات العلمية. وبهذا أمكن للقارئ والباحث الغربي في أمريكا وأوروبا أن يتعرف على كاتب ومفكر بحريني عربي مهم هو د. محمد جابر الأنصاري. والذي تأثر أيضاً بكثير من الكتاب والباحثين العرب أمثال خليل حاوي وإحسان عباس وسعيد فريحه وجبرائيل جبور وقسطنطين زريق وغيرهم. وهكذا كان الأنصاري متفتحاً تجاه الفكر الآخر والمفكرين الآخرين وهذا أدى لاتساع أفقه الفكري وهو كان على استعداد نفسي لذلك. وفي تقديري أن الدور الذي لعبه د. منصور سرحان في ترجمة بعض مؤلفات وكتابات الأنصاري للإنجليزية كان دوراً مهماً للتعريف به خارج البحرين وخارج العالم العربي. ولكن يلاحظ أن د. منصور سرحان ربما كان اهتمامه بالكتاب المصريين الذين تأثر بهم الأنصاري في كتاباته محدوداً فلم يشر منصور سرحان إليهم وإنما ركز علي الكتاب اللبنانيين بحكم تأثير ثقافة الجامعة الأمريكية ببيروت على عدد من الكتاب والمثقفين من دول الخليج وخاصة من البحرين في تلك الفترة لأن مصر الناصرية في الخمسينات لم تكن القوى الاستعمارية تسمح بتعرف أهل الخليج العرب عليها كثيراً خشية تأثير الفكر الناصري الداعم لانتشار الفكر القومي العربي في منطقة الخليج العربي ضد الاستعمار وسياساته التي فرضت نوعاً من العزلة في منطقة الخليج لفترة من الزمن لدرجة منع المجلات والكتب المصرية من دخول دول الخليج مباشرة وإنما كانت تسرب أو تهرب عن طريق الهند.
ولقد قرأت معظم مؤلفات الأنصاري بعد أن التقيت به صدفة في المعرض الدولي للكتاب بالبحرين إثر قدومي للبحرين عام 2001 بطلب من سعادة رئيس الجامعة آنذاك الدكتور ماجد النعيمي حيث عملت مستشاراً له وفي نفس الوقت نائباً لمدير مركز الدراسات الدولية بالجامعة ولم يكن هناك مدير آنذاك.
وكنت قد اطلعت على بعض مؤلفات الأنصاري إبان وجودى سفيراً لمصر في الصين وبعد اللقاء معه في البحرين والإطلاع على مزيد من مؤلفاته، فكرت في تأليف كتاب عن الأنصاري بعنوان: «الواقعية الجديدة في الفكر العربي: المشروع الفكري للأنصاري أنموذجاً»، وذلك بالاتفاق مع الأنصاري حول الموضوع والعنوان وقد صدرت من كتابي طبعتان من المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت الأولى عام 2004 والثانية عام 2005. وقدمت فى ذلك الكتاب عرضا وتحليلا لمعظم كتب الأنصارى وفي الطبعة الثانية أضفت فصلين مهمين هما «الهوية البحرينية في فكر الأنصاري» و»البعد القومي العربي في فكر الأنصاري»، وذلك للربط الفكري والعلمي بين الأنصاري والبيئة التي ينتمي إليها والمنطقة الثقافية التي يعيش فيها.
وللحديث بقية.
* باحث في الدراسات العربية والإسلامية
ولقد قرأت معظم مؤلفات الأنصاري بعد أن التقيت به صدفة في المعرض الدولي للكتاب بالبحرين إثر قدومي للبحرين عام 2001 بطلب من سعادة رئيس الجامعة آنذاك الدكتور ماجد النعيمي حيث عملت مستشاراً له وفي نفس الوقت نائباً لمدير مركز الدراسات الدولية بالجامعة ولم يكن هناك مدير آنذاك.
وكنت قد اطلعت على بعض مؤلفات الأنصاري إبان وجودى سفيراً لمصر في الصين وبعد اللقاء معه في البحرين والإطلاع على مزيد من مؤلفاته، فكرت في تأليف كتاب عن الأنصاري بعنوان: «الواقعية الجديدة في الفكر العربي: المشروع الفكري للأنصاري أنموذجاً»، وذلك بالاتفاق مع الأنصاري حول الموضوع والعنوان وقد صدرت من كتابي طبعتان من المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت الأولى عام 2004 والثانية عام 2005. وقدمت فى ذلك الكتاب عرضا وتحليلا لمعظم كتب الأنصارى وفي الطبعة الثانية أضفت فصلين مهمين هما «الهوية البحرينية في فكر الأنصاري» و»البعد القومي العربي في فكر الأنصاري»، وذلك للربط الفكري والعلمي بين الأنصاري والبيئة التي ينتمي إليها والمنطقة الثقافية التي يعيش فيها.
وللحديث بقية.
* باحث في الدراسات العربية والإسلامية