هذه معادلة إنسانية، ترسخت بناء على تجارب وتراكم للخبرات وامتداد للمواقف، وهي إن جئنا لتبسيطها فهي تحكي عن منطق سلس لا يحتاج لفك طلاسم، يمكن أن نشبهه بمثل بسيط جدا، مثل الذي يفتح محلاً يريد أن يربح من ورائه ويعين عليه عاملاً يكتشف مع الزمن أنه «لص» يسرق من مدخول المحل، وبدلاً من إقالته وإحالته لتطبيق العدالة والقانون، يقوم بمنحه فرصة أخرى وكأن شيئاً لم يحصل!
اسألوا أي تاجر لو مر بنفس الموقف، هل سيقوم بإعادة توظيف اللص الذي سرقه؟!
الإجابة معروفة، وتبرير الحالة الإنسانية والمشاعر والأخلاقيات لا موقع له من الإعراب، إذ فاقد الشيء لا يعطيه، والمخطئ إن لم يتم تصحيح خطأه وتمت محاسبته سيعاود تكرار الخطأ.
القيام بالفعل وبنفس الطريقة مع انتظار نتائج مختلفة هو ضرب من الجنون.
لنطبق المعادلة على الواقع المعاش، طبقوها في كل مجال، من البيت وصولاً أي أشياء أكبر وأعظم وأخطر.
كم من التجارب التي نخوضها تكشف بأننا لم نعد نكترث بأخطاء أي عمل، بحيث يكون الاكتراث متمثلاً بعدم تكرار الوقوع في نفس الأخطاء، بل المصيبة أن الاكتشاف يكون بإعادة استنساخ نفس آليات العمل، نفس التعامل مع الظروف، مع توقع نتيجة مغايرة! هذا ضرب من الجنون، ولا يدخل حتى في المقامرة!
حتى في ديننا الحنيف في كلمات الله وأحاديث الرسول المبدأ الثابت يقول بأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وبالإسقاط هنا يمكن التفسير أن النتيجة لا تتغير لأي موضوع أو قضية إن لم تتغير إجراءات التعاطي معها!
حينما نتعامل مع قضية مثل ملف الفساد والتجاوزات الإدارية والمالية بنفس الآلية التي تعاملنا خلالها طوال سنوات الماضية، فإنه من الصعوبة أن نقنع الناس أننا سنحقق فارقا أو سنوقف الفساد أو سنقضي عليه، وحتى إن كانت الإجراءات مختلفة نوعاً ما ومتقدمة عن سابقاتها لكن النتيجة للأسف لن تختلف عن المحصلة النهائية بشأن ما مضي، أي أنها لن تقضي على الظاهرة ولن تقلل منها.
ملف الفساد يجب التعامل معه بأسلوب اجتثاث الخلل والمحاسبة الفورية والإعلان عن ذلك بكل شفافية ووضوح، فهل يحصل هذا لدينا، أم أننا نعيد نفس الآليات ونريد نتائج مختلفة؟!
نقول إنها «ليست حصافة» باستنساخ آليات وطرائق عملية مكررة ومعادلة أفضت في السابق لنتائج ليست مرضية ولا تواكب الطموح، ليست حصافة أن نعيدها وننتظر نتائج مغايرة.
نتحدث عن أهمية الوقت لكننا نتفنن في إهداره. نتكلم عن تحقيق منجزات وطموحات لكننا نكتب عليها بأن تكون أحلام لأن آليات التطبيق معطلة. نتكلم عن دعم الشباب وتأهيلهم لكنه يبقى كلام لأنه هناك من يعرقل تطورهم. نتحدث عن التطوير لكن ما نراه ليس إلا التدمير.
إن فشلت مرة، فيفترض أن يكون الفشل سببا من أسباب النجاح، طالما استفدت من مسبباته لتعكسها وتحولها لمسببات نجاح، لكن هل هذا يحصل؟!
التغيير في الأساليب والمعالجات هو من يحقق النتائج المختلفة، والأهم المرجوة.
{{ article.visit_count }}
اسألوا أي تاجر لو مر بنفس الموقف، هل سيقوم بإعادة توظيف اللص الذي سرقه؟!
الإجابة معروفة، وتبرير الحالة الإنسانية والمشاعر والأخلاقيات لا موقع له من الإعراب، إذ فاقد الشيء لا يعطيه، والمخطئ إن لم يتم تصحيح خطأه وتمت محاسبته سيعاود تكرار الخطأ.
القيام بالفعل وبنفس الطريقة مع انتظار نتائج مختلفة هو ضرب من الجنون.
لنطبق المعادلة على الواقع المعاش، طبقوها في كل مجال، من البيت وصولاً أي أشياء أكبر وأعظم وأخطر.
كم من التجارب التي نخوضها تكشف بأننا لم نعد نكترث بأخطاء أي عمل، بحيث يكون الاكتراث متمثلاً بعدم تكرار الوقوع في نفس الأخطاء، بل المصيبة أن الاكتشاف يكون بإعادة استنساخ نفس آليات العمل، نفس التعامل مع الظروف، مع توقع نتيجة مغايرة! هذا ضرب من الجنون، ولا يدخل حتى في المقامرة!
حتى في ديننا الحنيف في كلمات الله وأحاديث الرسول المبدأ الثابت يقول بأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وبالإسقاط هنا يمكن التفسير أن النتيجة لا تتغير لأي موضوع أو قضية إن لم تتغير إجراءات التعاطي معها!
حينما نتعامل مع قضية مثل ملف الفساد والتجاوزات الإدارية والمالية بنفس الآلية التي تعاملنا خلالها طوال سنوات الماضية، فإنه من الصعوبة أن نقنع الناس أننا سنحقق فارقا أو سنوقف الفساد أو سنقضي عليه، وحتى إن كانت الإجراءات مختلفة نوعاً ما ومتقدمة عن سابقاتها لكن النتيجة للأسف لن تختلف عن المحصلة النهائية بشأن ما مضي، أي أنها لن تقضي على الظاهرة ولن تقلل منها.
ملف الفساد يجب التعامل معه بأسلوب اجتثاث الخلل والمحاسبة الفورية والإعلان عن ذلك بكل شفافية ووضوح، فهل يحصل هذا لدينا، أم أننا نعيد نفس الآليات ونريد نتائج مختلفة؟!
نقول إنها «ليست حصافة» باستنساخ آليات وطرائق عملية مكررة ومعادلة أفضت في السابق لنتائج ليست مرضية ولا تواكب الطموح، ليست حصافة أن نعيدها وننتظر نتائج مغايرة.
نتحدث عن أهمية الوقت لكننا نتفنن في إهداره. نتكلم عن تحقيق منجزات وطموحات لكننا نكتب عليها بأن تكون أحلام لأن آليات التطبيق معطلة. نتكلم عن دعم الشباب وتأهيلهم لكنه يبقى كلام لأنه هناك من يعرقل تطورهم. نتحدث عن التطوير لكن ما نراه ليس إلا التدمير.
إن فشلت مرة، فيفترض أن يكون الفشل سببا من أسباب النجاح، طالما استفدت من مسبباته لتعكسها وتحولها لمسببات نجاح، لكن هل هذا يحصل؟!
التغيير في الأساليب والمعالجات هو من يحقق النتائج المختلفة، والأهم المرجوة.