في رحلة البحث عن ذاتك، عندما تغوص في داخلك عميقك باحثاً عن إجابة للسؤال الشاغل «من أنا؟» تصطدم بكثير من البوابات والأصنام والأقنعة، التي تحول دون مضيك قدماً في مسعاك ووصولك لحقيقة ما أنت عليه. الأمر ليس بمستغرب تماماً، ذلك أنك تبحث عن حقيقة شيء تم تلويثه لسنوات تقدر بعدد سنوات عمرك، وذلك من خلال كل ما تلقيته طوال هذه السنون.
إننا نعيش حياة فرضت علينا منظومة التعليم فيها نوعاً معيناً من المعلومات وباتجاه محدد، وقالباً محدداً من التفكير، وكذلك هو البيت قد غرس فينا شبكة متكاملة من الأفكار والمبادئ والقيم، التي لن نقف اليوم على مراجعتها وتفنيدها أصحيحة هي أم خاطئة، فالصواب والخطأ مسألة نسبية أيضاً، وحصر الأمور في إطار الوجهين أو الاحتمالين جريمة نرتكبها بحق أنفسنا ومسارات حياتنا ذات الآفاق الأكثر اتساعاً. لا علينا، إن المؤسسة التعليمية تقوم بدور هام بعد البيت بتشكيل أفكارنا ومستوى وعينا الجمعي، ذلك الوعي الذي يكفل المجتمع صياغته وفق أطر وأسس عامة يتفق معها الأهل في تربيتهم لك، ويختلف في بعض الخصوصيات التي تميز عائلة عن أخرى أو معتنقي ديانة عن أخرى أو المنضوين تحت أي تصنيف يحمل تبعاته من خصوصيات الهوية. تلتقي في مراحل مختلفة من حياتك بمجموعة من الأصحاب يساهمون بطريقة أو بأخرى في تشكيل أفكارك ومعتقداتك وتصوراتك حول الحياة وموجوداتها وكل ما حولك، بل ويسهمون في تشكيل تصورك عن نفسك أيضاً، وبالمقابل تمارس أنت دور مماثل في هذه الحياة الاجتماعية متعددة الأدوار.
تمضي سنوات من عمرنا ونحن نقدس مبادئ ونوقر شخوصا، ونناهض أفكاراً ونحقر شخوصاً آخرين، ذلك أننا كونّا تصوراتنا عن كل تلك الأشياء من خلال الصور النمطية التي خلقها لنا المجتمع أو من حولنا، ومن المؤسف أن ما نعرفه عن أنفسنا في أغلب الأحيان هو ما قاله الآخرين عنا، فعندما تسأل أحدهم عن أمر يخصه يجيبك في أغلب الأحيان «رفاقي/ أهلي/ أساتذتي يقولون إني..... «كذا وكذا»»، وما أن تعيد السؤال بما يقوله هو عن نفسه تجد الآخر في حالة صدمة وبحاجة لترتيب أفكاره من جديد قبل أن يأتيك بإجابة يسعى لاكتشافها معك.
لذلك لا أستغرب عندما أرى مواقف غريبة من أفراد أرادوا أن يعبروا عن موقفهم الرافض تجاه رأي آخرين أو ممارسات معينة أو سلوك اجتماعي حديث، بل ورفض حتى الرؤى المعاصرة لبعض العادات والتقاليد وتفاصيل دقيقة تمس خصوصيات الهوية أو فهم النصوص العقائدية مثلاً. ولا أستغرب عندما أجد من يشهر سيفه الخطابي متطاولاً على الآخرين بحجة الدفاع عن المعتقدات أو عن ما يسميه ثوابت. ومشكلتنا مع كل تلك الأمور أنها لا تفسح المجال لاكتشاف أنفسنا حقيقة دون أن نميط اللثام عن نفسنا الداخلية دون تلك المكتسبات الخارجية التي غرست فينا لسنوات طوال.
* اختلاج النبض:
أما آن الأوان لنحطم أصناف العادات والتقاليد البالية والمعتقدات غير المنتهية التي تعيق تقدمنا في الحياة أو فهمها على نحو مغاير؟ إنها ليست دعوة للتمرد على ثقافة المجتمع ولا التخلي عن هويته، بل على العكس، هي دعوة لإعادة بناء وعي المجتمع وقيمه على أسس موضوعية سليمة ومعاصرة.
إننا نعيش حياة فرضت علينا منظومة التعليم فيها نوعاً معيناً من المعلومات وباتجاه محدد، وقالباً محدداً من التفكير، وكذلك هو البيت قد غرس فينا شبكة متكاملة من الأفكار والمبادئ والقيم، التي لن نقف اليوم على مراجعتها وتفنيدها أصحيحة هي أم خاطئة، فالصواب والخطأ مسألة نسبية أيضاً، وحصر الأمور في إطار الوجهين أو الاحتمالين جريمة نرتكبها بحق أنفسنا ومسارات حياتنا ذات الآفاق الأكثر اتساعاً. لا علينا، إن المؤسسة التعليمية تقوم بدور هام بعد البيت بتشكيل أفكارنا ومستوى وعينا الجمعي، ذلك الوعي الذي يكفل المجتمع صياغته وفق أطر وأسس عامة يتفق معها الأهل في تربيتهم لك، ويختلف في بعض الخصوصيات التي تميز عائلة عن أخرى أو معتنقي ديانة عن أخرى أو المنضوين تحت أي تصنيف يحمل تبعاته من خصوصيات الهوية. تلتقي في مراحل مختلفة من حياتك بمجموعة من الأصحاب يساهمون بطريقة أو بأخرى في تشكيل أفكارك ومعتقداتك وتصوراتك حول الحياة وموجوداتها وكل ما حولك، بل ويسهمون في تشكيل تصورك عن نفسك أيضاً، وبالمقابل تمارس أنت دور مماثل في هذه الحياة الاجتماعية متعددة الأدوار.
تمضي سنوات من عمرنا ونحن نقدس مبادئ ونوقر شخوصا، ونناهض أفكاراً ونحقر شخوصاً آخرين، ذلك أننا كونّا تصوراتنا عن كل تلك الأشياء من خلال الصور النمطية التي خلقها لنا المجتمع أو من حولنا، ومن المؤسف أن ما نعرفه عن أنفسنا في أغلب الأحيان هو ما قاله الآخرين عنا، فعندما تسأل أحدهم عن أمر يخصه يجيبك في أغلب الأحيان «رفاقي/ أهلي/ أساتذتي يقولون إني..... «كذا وكذا»»، وما أن تعيد السؤال بما يقوله هو عن نفسه تجد الآخر في حالة صدمة وبحاجة لترتيب أفكاره من جديد قبل أن يأتيك بإجابة يسعى لاكتشافها معك.
لذلك لا أستغرب عندما أرى مواقف غريبة من أفراد أرادوا أن يعبروا عن موقفهم الرافض تجاه رأي آخرين أو ممارسات معينة أو سلوك اجتماعي حديث، بل ورفض حتى الرؤى المعاصرة لبعض العادات والتقاليد وتفاصيل دقيقة تمس خصوصيات الهوية أو فهم النصوص العقائدية مثلاً. ولا أستغرب عندما أجد من يشهر سيفه الخطابي متطاولاً على الآخرين بحجة الدفاع عن المعتقدات أو عن ما يسميه ثوابت. ومشكلتنا مع كل تلك الأمور أنها لا تفسح المجال لاكتشاف أنفسنا حقيقة دون أن نميط اللثام عن نفسنا الداخلية دون تلك المكتسبات الخارجية التي غرست فينا لسنوات طوال.
* اختلاج النبض:
أما آن الأوان لنحطم أصناف العادات والتقاليد البالية والمعتقدات غير المنتهية التي تعيق تقدمنا في الحياة أو فهمها على نحو مغاير؟ إنها ليست دعوة للتمرد على ثقافة المجتمع ولا التخلي عن هويته، بل على العكس، هي دعوة لإعادة بناء وعي المجتمع وقيمه على أسس موضوعية سليمة ومعاصرة.