نواصل في الجزء السادس من المقال حديثنا عن المفكر البحريني د.محمد جابر الأنصاري.
* الملاحظة الخامسة: مفهوم الواقعية الجديدة؛ هذا المفهوم ارتبط بالمدارس الفكرية المتعددة سواء في أوروبا أو في الحضارة الإسلامية. وهذا المذهب الواقعي يقوم على الاجتهاد كما ورد في التراث الإسلامي والاستناد لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم «إن الله يبعث على رأس كل مائة عام لهذه الأمة من يجدد لها أمر دينها». باختصار رفض مفهوم الجمود لأن الحياة متغيرة وكل تغير في مجالات الحياة وأنشطة البشر يستدعي تغيراً في المفاهيم وضرورة الاجتهاد. ومن هنا مقولة «إن الإسلام صالح لكل زمان ومكان»، بالتأكيد هذه المقولة تعني ضرورة الاجتهاد وضرورة تماشي الفكر والممارسة مع الواقع المتغير. أما الواقعية الجديدة فهي تقوم على النقد البناء ويقصد بالمذهب الواقعي أن يتحدث الإنسان عن الواقع المعاش كما هو، كما لو أخذ صورة فوتوغرافية لحالة أو وضع ما والبحث عن أسباب مثل هذه الظواهر مثل الفساد، والحياة في الأحياء والمناطق المهمشة ونحو ذلك. هذا النقد الواقعي الموضوعي لا يعني معارضة سياسية أو مجتمعية. وإنما يعني النصيحة المخلصة ولذلك ورد القول المأثور «رحم الله امرأ أهدى إليّ عيوبي» بالطبع النظم الديكتاتورية لا توافق ولا تتقبل ذلك وتنظر إليه على أنه معارضة هدامة أو خيانة أو نحو ذلك من المصطلحات. والمذهب الواقعي هو المذهب الذي انتشر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين في فرنسا ويعني تصوير الأشياء كما هي بصورة واضحة، وبدأت هذه النظرية في الفن وترفض الجنوح إلى الفنتازيا أو الرومانسية، وانتقل المذهب من الفن إلى الأدب ثم إلى الفكر والسياسة.
* الملاحظة السادسة: إن مشروع المفكر محمد جابر الأنصاري عن الواقعية الجديدة في الفكر العربي استهدف إحداث نقلة نوعية في الفكر والسياسة العربية والإسلامية باستخدام مفهوم الصدمة Shock حتى يفيق النائمون من سباتهم ويتراجع الديكتاتوريون عن استبدادهم وعن البقاء الأبدي في السلطة، وهو ما يؤدى إلى الثورات أو الانغلاق. ولعلنا نتذكر المفكر العربي السوري في القرن التاسع عشر «عبدالرحمن الكواكبي» في كتابه المعنون «طبائع الاستبداد». وقد كتب الكواكبي في مؤلفه المشار إليه مقولة «إذا لم تحسن أمة سياسة نفسها أذلها الله لأمة أخرى تحكمها ومتى بلغت أمة رشدها وعرفت للحرية قدرها استرجعت عزها». هذه المقولة طبقها محمد جابر الأنصاري في كتابه «العرب والسياسة أين الخلل» وكتاب مساءلة الهزيمة، وكتاب الفكر العربي وصراع الأضداد وغيرها.
وللحديث بقية.
* الملاحظة الخامسة: مفهوم الواقعية الجديدة؛ هذا المفهوم ارتبط بالمدارس الفكرية المتعددة سواء في أوروبا أو في الحضارة الإسلامية. وهذا المذهب الواقعي يقوم على الاجتهاد كما ورد في التراث الإسلامي والاستناد لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم «إن الله يبعث على رأس كل مائة عام لهذه الأمة من يجدد لها أمر دينها». باختصار رفض مفهوم الجمود لأن الحياة متغيرة وكل تغير في مجالات الحياة وأنشطة البشر يستدعي تغيراً في المفاهيم وضرورة الاجتهاد. ومن هنا مقولة «إن الإسلام صالح لكل زمان ومكان»، بالتأكيد هذه المقولة تعني ضرورة الاجتهاد وضرورة تماشي الفكر والممارسة مع الواقع المتغير. أما الواقعية الجديدة فهي تقوم على النقد البناء ويقصد بالمذهب الواقعي أن يتحدث الإنسان عن الواقع المعاش كما هو، كما لو أخذ صورة فوتوغرافية لحالة أو وضع ما والبحث عن أسباب مثل هذه الظواهر مثل الفساد، والحياة في الأحياء والمناطق المهمشة ونحو ذلك. هذا النقد الواقعي الموضوعي لا يعني معارضة سياسية أو مجتمعية. وإنما يعني النصيحة المخلصة ولذلك ورد القول المأثور «رحم الله امرأ أهدى إليّ عيوبي» بالطبع النظم الديكتاتورية لا توافق ولا تتقبل ذلك وتنظر إليه على أنه معارضة هدامة أو خيانة أو نحو ذلك من المصطلحات. والمذهب الواقعي هو المذهب الذي انتشر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين في فرنسا ويعني تصوير الأشياء كما هي بصورة واضحة، وبدأت هذه النظرية في الفن وترفض الجنوح إلى الفنتازيا أو الرومانسية، وانتقل المذهب من الفن إلى الأدب ثم إلى الفكر والسياسة.
* الملاحظة السادسة: إن مشروع المفكر محمد جابر الأنصاري عن الواقعية الجديدة في الفكر العربي استهدف إحداث نقلة نوعية في الفكر والسياسة العربية والإسلامية باستخدام مفهوم الصدمة Shock حتى يفيق النائمون من سباتهم ويتراجع الديكتاتوريون عن استبدادهم وعن البقاء الأبدي في السلطة، وهو ما يؤدى إلى الثورات أو الانغلاق. ولعلنا نتذكر المفكر العربي السوري في القرن التاسع عشر «عبدالرحمن الكواكبي» في كتابه المعنون «طبائع الاستبداد». وقد كتب الكواكبي في مؤلفه المشار إليه مقولة «إذا لم تحسن أمة سياسة نفسها أذلها الله لأمة أخرى تحكمها ومتى بلغت أمة رشدها وعرفت للحرية قدرها استرجعت عزها». هذه المقولة طبقها محمد جابر الأنصاري في كتابه «العرب والسياسة أين الخلل» وكتاب مساءلة الهزيمة، وكتاب الفكر العربي وصراع الأضداد وغيرها.
وللحديث بقية.