فرحت حين شاهدت حفيدتي شيخة ذات الإثنى عشر عاماً تقف وسط المجلس لصب القهوة بطريقة صحيحة وتقوم بها كما يجب، فتعرف إمساك (الدلة) والفناجين، وتعرف لماذا يصب هذه الكمية فلا أكثر ولا أقل، وتعرف أنها لا يجب أن تجلس إلى أن ينتهي آخر ضيف من شرب فنجانه، ولا تتركه يضعه على الأرض أو على الطاولة، وتعرف من أين جاءت فكرة هز الفناجين كإشارة للانتهاء، فرحت حين علمت عن معلومة تناقلها الصغار الآن لماذا يجب أن يسير الابن خلف أبيه في النهار احتراماً وأمامه في الليل حماية، تلك دروس افتقدناها في بيوتنا وكانت ضمن درس تلقوه في دورة لتعليم «السنع» في مدرستهم تحت عنوان «الموروث الشعبي»، وتشمل هذه الدورة تعليم السلام في المجالس، ومجالسة الكبار وتحيتهم، وطريقة لبس الملابس الشعبية، وتقديم (القدوع) وزيارة المريض، وغيرها من موروثنا الحافل الذي ابتعدنا نحن عن تعليمه وتلقينه لأبنائنا، حين كان الصغار إناثاً وذكوراً يتحدثون و تصرفون كالكبار، ولنقر ونعترف أننا نحتاج فعلاً أن نعيد غرس ذلك الموروث في أبنائنا وأن تتضافر جهودنا كأسر وكمدارس خاصة وعامة لإعادة الغرس من جديد لعدة أسباب.
أولاً: تباعدت المسافة بين زمننا وزمن أبنائنا وأبنائهم، فالمسافة بين عقلية الأجيال تكبر وتتضاءل القواسم المشتركة بينهما.
ثانياً: الوقت الذي يقضيه الآباء مع أبنائهم قل ولم يعد كالسابق.
ثالثاً: الأنشطة المشتركة بين الأجيال اختلفت، ما عدا الابن مصاحباً لأبيه إلا نادراً والبنت لأمها إلا نادراً
رابعاً: دخلت علينا ثقافات متعددة غريبة علينا سواء بسبب تغير النسيج الاجتماعي البحريني و زيادة تنوعه العرقي، أو بسبب ما تنقله لنا وسائل التواصل الاجتماعي لعقر دارنا من ثقافات غريبة يتعلق بها الأطفال أكثر مما يتعلقون بما يسمعونه أو يرونه في بيوتهم، عدا عن دور العاملات في المنزل و دخول ثقافتهم لعقول أبنائنا.
جميع تلك الأسباب وغيرها خلقت لنا جيلاً منزوع الدسم البحريني وأصبحت معاناة الأسر القليلة التي مازالت تصر على غرس هذا الموروث في أبنائها معاناة من يمسك على الجمر ومن يعاكس التيار ويشكل أبنائهم قلة تشعر بالغربة وسط بحر الاغتراب.
فإن تأخذ إحدى المدارس الخاصة وهي «البيان» هذه المبادرة الجميلة والهامة على عاتقها وتبدأ بالاهتمام بحاجة ضرورية وماسة كهذه فذلك أمر محمود بودنا أن تتعامل معه وزارة التربية والتعليم بجدية وكذلك بقية المدارس الخاصة أن تحذو هذا الحذو، وأن تعمم هذه التجربة وتعطى لها الأهمية التي تستحقها، فلا نستهين بمهمة إعادة غرس ما نعتقد أنه موجود تلقائياً في ذهنية أطفالنا بالفطرة، فذلك غير صحيح بتاتاً تلك عملية صعبة كنا نأخذها من البيت لأن جميع البيوت والأسر تضطلع بذلك ومن يتهاون فيها كان النقد يطال الكبار لا الصغار فيها، أما اليوم فتخلت الأسر عن هذه المهمة ولم تفكر فيها وزارة التربية و التعليم.
المجتمع البحريني يتميز ببقاء (مزية) الطعم الأصيل إلى الآن في إماكننا وفي طعامنا فلا نفقدها في أبنائنا.
أولاً: تباعدت المسافة بين زمننا وزمن أبنائنا وأبنائهم، فالمسافة بين عقلية الأجيال تكبر وتتضاءل القواسم المشتركة بينهما.
ثانياً: الوقت الذي يقضيه الآباء مع أبنائهم قل ولم يعد كالسابق.
ثالثاً: الأنشطة المشتركة بين الأجيال اختلفت، ما عدا الابن مصاحباً لأبيه إلا نادراً والبنت لأمها إلا نادراً
رابعاً: دخلت علينا ثقافات متعددة غريبة علينا سواء بسبب تغير النسيج الاجتماعي البحريني و زيادة تنوعه العرقي، أو بسبب ما تنقله لنا وسائل التواصل الاجتماعي لعقر دارنا من ثقافات غريبة يتعلق بها الأطفال أكثر مما يتعلقون بما يسمعونه أو يرونه في بيوتهم، عدا عن دور العاملات في المنزل و دخول ثقافتهم لعقول أبنائنا.
جميع تلك الأسباب وغيرها خلقت لنا جيلاً منزوع الدسم البحريني وأصبحت معاناة الأسر القليلة التي مازالت تصر على غرس هذا الموروث في أبنائها معاناة من يمسك على الجمر ومن يعاكس التيار ويشكل أبنائهم قلة تشعر بالغربة وسط بحر الاغتراب.
فإن تأخذ إحدى المدارس الخاصة وهي «البيان» هذه المبادرة الجميلة والهامة على عاتقها وتبدأ بالاهتمام بحاجة ضرورية وماسة كهذه فذلك أمر محمود بودنا أن تتعامل معه وزارة التربية والتعليم بجدية وكذلك بقية المدارس الخاصة أن تحذو هذا الحذو، وأن تعمم هذه التجربة وتعطى لها الأهمية التي تستحقها، فلا نستهين بمهمة إعادة غرس ما نعتقد أنه موجود تلقائياً في ذهنية أطفالنا بالفطرة، فذلك غير صحيح بتاتاً تلك عملية صعبة كنا نأخذها من البيت لأن جميع البيوت والأسر تضطلع بذلك ومن يتهاون فيها كان النقد يطال الكبار لا الصغار فيها، أما اليوم فتخلت الأسر عن هذه المهمة ولم تفكر فيها وزارة التربية و التعليم.
المجتمع البحريني يتميز ببقاء (مزية) الطعم الأصيل إلى الآن في إماكننا وفي طعامنا فلا نفقدها في أبنائنا.