بعد قرارات الأسبوع الماضي، يقول لي أحدهم: إنه كان يخطط للتقاعد المبكر، والآن عليه الانتظار خمس سنوات أخرى، ولكن هذه المسألة ليست ما يقلقه؛ فالعمل بالنسبة لكثيرين هو روتين حياة، وبعضهم لا يرى نفسه بدون عمل، بل ما يقلقه هو اضطراره إلى الاستمرار في مكان عمل يعج بالسلبية والإرهاق العصبي سنوات أخرى، وهو ما جعله يصاب بالإحباط!
واصل حديثه بالربط بين ما يقول وبين ما كتبته الخميس الماضي بشأن «بيئات العمل القاتلة» مشيراً إلى أنه يعيش في إحدى هذه البيئات، التي بسببها كان طموحه يتمثل بـ«الخروج سريعا» منها، أي عبر تطبيق سياسة «الهروب من المستنقع» وهي إحدى نظريات «زن تسو» في إستراتيجيات «فن الحرب»، ولكنه الآن لا يستطيع.
لهذا قلت له: إن ما طرحته الأسبوع الماضي هو التحدي الذي أقترحه على صناع القرار في الحكومة، بحيث إننا ضمن عملية التقبل والتأقلم مع القرارات الأخيرة التي اضطرت الحكومة إلى اتخاذها، بهدف ضمان استمرارية صناديق التقاعد، وبما يحمي السواد الأعظم من الناس عبر مد عمر الصناديق، لا بد من النظر إلى «العوامل الأخرى» التي تحول بيئات العمل إلى «بيئات جاذبة ومحببة» للناس بدلا من كون بعضها «بيئات طاردة» أو «قاتلة» بالأصح. وهنا يجب مواجهة الواقع وعدم الإنكار، فهناك بالتأكيد بيئات عمل مثالية ورائعة تجعل موظفيها يحبون العمل فيها، بل هي التي تخلق لديهم الدافعية كل صباح للنهوض والاستعداد والتوجه إليها بشعور مريح ورغبة في خوض غمار يوم جديد، فيه من الإنتاجية ما يمتزج بالراحة النفسية، وخلاف ذلك هناك بيئات عمل تجعلك تود ألا تنهض من فراشك، وتود لو أنك إما أن تتقاعد من فورك، وإما أن تحصل على مكان عمل آخر أفضل.
لذلك كان التركيز فيما نقول على عمليات «الإصلاح الإداري» وتحديدا في المناصب القيادية وفي الفكر الإداري، إذ إن أساليب الإدارة هي ما يحدد نوعية هذه البيئات سواء أكانت جاذبة أم طاردة للطاقات البشرية، وكذلك طريقة المسئول عنها، فهو قادر على تحويلها بيئة عمل رائعة، وكأنك تعمل في «غوغل» الشهيرة بأسلوب عملها القريب من الترفيه، بدلا من الجدية البحتة لكن مع الإنتاجية الفائقة، في المقابل هو قادر أيضًا على تحويلها وكأنها قطعة من الجحيم.
اليوم علينا تحسين بيئات العمل، ووضع الأشخاص القادرين على «تحبيب» الموظفين فيها، وهناك في هذا الجانب عدة نظريات تشير إلى خطوات من الضروري القيام بها، لعلي أنقل لكم إحداها، وهي التي تشير إلى وجود 10 طرق لتحسين بيئة العمل.
ولهذه الطرق العشر، حديث آخر يوم غد.
{{ article.visit_count }}
واصل حديثه بالربط بين ما يقول وبين ما كتبته الخميس الماضي بشأن «بيئات العمل القاتلة» مشيراً إلى أنه يعيش في إحدى هذه البيئات، التي بسببها كان طموحه يتمثل بـ«الخروج سريعا» منها، أي عبر تطبيق سياسة «الهروب من المستنقع» وهي إحدى نظريات «زن تسو» في إستراتيجيات «فن الحرب»، ولكنه الآن لا يستطيع.
لهذا قلت له: إن ما طرحته الأسبوع الماضي هو التحدي الذي أقترحه على صناع القرار في الحكومة، بحيث إننا ضمن عملية التقبل والتأقلم مع القرارات الأخيرة التي اضطرت الحكومة إلى اتخاذها، بهدف ضمان استمرارية صناديق التقاعد، وبما يحمي السواد الأعظم من الناس عبر مد عمر الصناديق، لا بد من النظر إلى «العوامل الأخرى» التي تحول بيئات العمل إلى «بيئات جاذبة ومحببة» للناس بدلا من كون بعضها «بيئات طاردة» أو «قاتلة» بالأصح. وهنا يجب مواجهة الواقع وعدم الإنكار، فهناك بالتأكيد بيئات عمل مثالية ورائعة تجعل موظفيها يحبون العمل فيها، بل هي التي تخلق لديهم الدافعية كل صباح للنهوض والاستعداد والتوجه إليها بشعور مريح ورغبة في خوض غمار يوم جديد، فيه من الإنتاجية ما يمتزج بالراحة النفسية، وخلاف ذلك هناك بيئات عمل تجعلك تود ألا تنهض من فراشك، وتود لو أنك إما أن تتقاعد من فورك، وإما أن تحصل على مكان عمل آخر أفضل.
لذلك كان التركيز فيما نقول على عمليات «الإصلاح الإداري» وتحديدا في المناصب القيادية وفي الفكر الإداري، إذ إن أساليب الإدارة هي ما يحدد نوعية هذه البيئات سواء أكانت جاذبة أم طاردة للطاقات البشرية، وكذلك طريقة المسئول عنها، فهو قادر على تحويلها بيئة عمل رائعة، وكأنك تعمل في «غوغل» الشهيرة بأسلوب عملها القريب من الترفيه، بدلا من الجدية البحتة لكن مع الإنتاجية الفائقة، في المقابل هو قادر أيضًا على تحويلها وكأنها قطعة من الجحيم.
اليوم علينا تحسين بيئات العمل، ووضع الأشخاص القادرين على «تحبيب» الموظفين فيها، وهناك في هذا الجانب عدة نظريات تشير إلى خطوات من الضروري القيام بها، لعلي أنقل لكم إحداها، وهي التي تشير إلى وجود 10 طرق لتحسين بيئة العمل.
ولهذه الطرق العشر، حديث آخر يوم غد.