منذ بدء تفشي جائحة (كوفيد19) في مدينة ووهان الصينية تعاون العلماء والباحثون بنشر الكثير من الأبحاث والدراسات لاكتشاف كل ما له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بهذا المرض. فقد قام عدد من الباحثين في إيرلندا والصين بنشر بحوث عن احتمالية تسبب أدوية ضغط الدم وخصوصاً تلك التي تدرج ضمن مجموعة "مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين ACEI" و"حاصرات مستقبلات الأنجيوتينسين ARBs" بتفاقم الأعراض الناجمة عن الإصابة بـ (كوفيد19) لدى المرضى الذين يستخدمون هذا النوع من الأدوية في علاج ضغط الدم وأمراض القلب. وأدى هذا الإعلان إلى موجة من الخوف لدى المرضى والكادر الطبي الذين يعتمدون هذا النوع من الأدوية. وقد دفع هذا الأمر الخبراء لتقصي حقيقة هذا الادعاء وتسليط الضوء المباشر عليه.
فقد اعتمد هذا الاستنتاج على مجموعة بحوث أجري بعضها على الفئران حيث وجد أن معدل انزيم (ACE2) يرتفع بشكل كبير لديهم بعد استخدام هذه الأدوية، في حين اعتمد البعض الآخر على نتائج بحوث بينت زيادة نسبة أنزيم (ACE2) الذي يطرح خارج أجسام مرضى (كوفيد19) والذين يستخدمون هذا النوع من الأدوية مما يشير إلى زيادته في الجسم. وحيث إن هذا الإنزيم (ACE2) هو المسؤول عن تسهيل دخول فيروس (كوفيد19) لخلايا الجسم، لذلك اعتبرت هذه الزيادة سبباً مباشر في تفاقم أعراض المرض لديهم. كما وجد آخرون أن نسبة كبيرة من الوفيات بسبب فيروس (كوفيد19) كانت بين المصابين بارتفاع ضغط الدم والذين يستخدمون هذه العلاجات.
ولكن بعد تجميع البيانات ومراجعة النتائج اكتشف مختصون علم الوبائيات ما يدحض الفرضية الأولية بل أن النتائج كانت بالاتجاه المعاكس لها.
حيث وجدوا أن تفاعل جسم الفئران مع هذه الأدوية تختلف عن تفاعلها داخل جسم الإنسان بسبب الاختلاف الفسيولوجي بينهما. وأن ارتفاع نسبة طرح إنزيم (ACE2) من جسم مرضى (كوفيد19) والذين يتناولون هذه الأدوية كان بسبب زيادة التحفيز الدفاعي للجسم ضد الإصابة الفيروسية وبالتالي إنتاج كمية أكبر من الإنزيم التي قد تساهم بشكل غير مباشر في التخلص من الفيروس. كما أن مراجعة بيانات البحوث التي أشارت إلى ارتفاع نسبة الوفيات بين مرضى ضغط الدم والمصابين بالفيروس فقد بينت ارتكاز عينة الدراسة على مرضى ضغط الدم من كبار السن والذين يعانون من أمراض مزمنة أخرى ومضاعفات مرضية، وبالتالي فقد فُند الادعاء السابق.
كما قامت مراكز علمية معتمدة في أمريكا وبريطانيا بنشر دراسات شملت عينة مرضى أكبر ونتائج أكثردقة، أكدوا بموجبها بأن أدوية ضغط الدم من مجموعة "مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين ACEI" و"حاصرات مستقبلات الأنجيوتينسين ARBs" لا تسبب أي زيادة بمعدل وفيات مرضى (كوفيد19)، وأن المرضى الذين يستخدمون هذه الأدوية للسيطرة على ضغط الدم كانوا أقل تعرضاً للمضاعفات المرضية عند الإصابة بفيروس (كوفيد19).
وأوصت الكلية الأمريكية لأمراض القلب بأن يواصل المرضى تناول أدوية ارتفاع ضغط الدم الموصوفة لهم. ومن جانب آخر تجري بعض الجامعات الأمريكية البحوث لاعتماد هذا النوع من الأدوية في علاج وتقليل الأعراض المصاحبة للإصابة بكورونا.
ولا يزال العلماء يسعون بشكل مستمر لاكتشاف دواء أو لقاح مضاد لفيروس (كوفيد19)، وكذلك البحث بين ما هو متوافر من عقاقير عن علاج ربما يقلل من خطورة المرض الذي أصاب الملايين وأودى بحياة الكثيرين.
* أخصائية طب المجتمع وعلم الوبائيات
فقد اعتمد هذا الاستنتاج على مجموعة بحوث أجري بعضها على الفئران حيث وجد أن معدل انزيم (ACE2) يرتفع بشكل كبير لديهم بعد استخدام هذه الأدوية، في حين اعتمد البعض الآخر على نتائج بحوث بينت زيادة نسبة أنزيم (ACE2) الذي يطرح خارج أجسام مرضى (كوفيد19) والذين يستخدمون هذا النوع من الأدوية مما يشير إلى زيادته في الجسم. وحيث إن هذا الإنزيم (ACE2) هو المسؤول عن تسهيل دخول فيروس (كوفيد19) لخلايا الجسم، لذلك اعتبرت هذه الزيادة سبباً مباشر في تفاقم أعراض المرض لديهم. كما وجد آخرون أن نسبة كبيرة من الوفيات بسبب فيروس (كوفيد19) كانت بين المصابين بارتفاع ضغط الدم والذين يستخدمون هذه العلاجات.
ولكن بعد تجميع البيانات ومراجعة النتائج اكتشف مختصون علم الوبائيات ما يدحض الفرضية الأولية بل أن النتائج كانت بالاتجاه المعاكس لها.
حيث وجدوا أن تفاعل جسم الفئران مع هذه الأدوية تختلف عن تفاعلها داخل جسم الإنسان بسبب الاختلاف الفسيولوجي بينهما. وأن ارتفاع نسبة طرح إنزيم (ACE2) من جسم مرضى (كوفيد19) والذين يتناولون هذه الأدوية كان بسبب زيادة التحفيز الدفاعي للجسم ضد الإصابة الفيروسية وبالتالي إنتاج كمية أكبر من الإنزيم التي قد تساهم بشكل غير مباشر في التخلص من الفيروس. كما أن مراجعة بيانات البحوث التي أشارت إلى ارتفاع نسبة الوفيات بين مرضى ضغط الدم والمصابين بالفيروس فقد بينت ارتكاز عينة الدراسة على مرضى ضغط الدم من كبار السن والذين يعانون من أمراض مزمنة أخرى ومضاعفات مرضية، وبالتالي فقد فُند الادعاء السابق.
كما قامت مراكز علمية معتمدة في أمريكا وبريطانيا بنشر دراسات شملت عينة مرضى أكبر ونتائج أكثردقة، أكدوا بموجبها بأن أدوية ضغط الدم من مجموعة "مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين ACEI" و"حاصرات مستقبلات الأنجيوتينسين ARBs" لا تسبب أي زيادة بمعدل وفيات مرضى (كوفيد19)، وأن المرضى الذين يستخدمون هذه الأدوية للسيطرة على ضغط الدم كانوا أقل تعرضاً للمضاعفات المرضية عند الإصابة بفيروس (كوفيد19).
وأوصت الكلية الأمريكية لأمراض القلب بأن يواصل المرضى تناول أدوية ارتفاع ضغط الدم الموصوفة لهم. ومن جانب آخر تجري بعض الجامعات الأمريكية البحوث لاعتماد هذا النوع من الأدوية في علاج وتقليل الأعراض المصاحبة للإصابة بكورونا.
ولا يزال العلماء يسعون بشكل مستمر لاكتشاف دواء أو لقاح مضاد لفيروس (كوفيد19)، وكذلك البحث بين ما هو متوافر من عقاقير عن علاج ربما يقلل من خطورة المرض الذي أصاب الملايين وأودى بحياة الكثيرين.
* أخصائية طب المجتمع وعلم الوبائيات