لم يتبق من عاشوراء سوى يومين، الجميع يأمل أن ينتهيا على خير وألا يصدم المجتمع بخبر تمكن فيروس كورونا (كوفيد 19) من المشاركين في عزاء سيد الشهداء عليه السلام ومن الجمهور الذي حضره، حيث المتوقع عكس المأمول، وحيث المنطق يقول بأن الاحتفال بعاشوراء بالكيفية التي تتم حالياً في البحرين نتيجته تفشي الفيروس الذي لن يجد بيئة أكثر ملاءمة للانتشار من هكذا تجمعات، وإن اتخذ المشاركون فيها أقصى درجات الحيطة والحذر، خصوصاً وأن ارتداء الكمامات ليس كل شيء وهي ليست ذات قيمة لو لم يتم ارتداؤها بالكيفية الصحيحة أو تم وضعها على الفم فقط.

المأمول أيضاً ألا تضاف إلى سبل التعبير الحالية عن حب الإمام الحسين عليه السلام سبل تعبير أخرى تعودها البعض في اليوم العاشر، فهذا العام مختلف تماماً عن الأعوام السابقة له، والأكيد أنه سيعتبر من المبالغة قيام البعض فيه بالتعبير عن حب الحسين بضرب الرؤوس بالسيوف وضرب الظهور بالزنجيل المطعم بالسكاكين، حيث خروج الدم من المشاركين في المواكب الحسينية يمكن أن يسهل عملية تحرك الفيروس وانتشاره.. وقد يغري فيروسات أخرى لتنشط وتنتشر.

ما ينبغي أن يحرص عليه الجميع هو عدم السماح بضياع الجهود والأموال التي بذلت في الشهور الماضية والرامية إلى السيطرة على فيروس كورونا (كوفيد19)، حيث حصول مثل هذا الأمر يعني أننا سنعود إلى المربع الأول وسيكون علينا جميعاً أن نبدأ من الصفر؛ فتستمر حالة عدم الاستقرار ويستمر القلق. يكفي أن العام المدرسي الجديد لن يكون كما كان في الأعوام السابقة، فوزارة التربية والتعليم ارتأت – بناء على نصيحة المعنيين في الفريق الوطني لمواجهة الفيروس – حصر دوام الطلبة في يومين فقط واعتماد التعليم عن بعد، وهذا أمر ينبغي ألا يستمر، وهو لن يستمر في حالة تقيد الجميع بالتعليمات. وبالتأكيد لا أحد يريد أن يكون عاشوراء العام التالي كعاشوراء هذا العام.