يعيش الفرد منا في وسط مجتمعات عديدة تتكون منها شخصيته ويستمد منها منظومة أخلاقه وتصرفاته، تختلف المجتمعات في حجمها حسب انتمائك لها وانغماسك في منظومتها، فجميعنا جزء من هذا العالم وبعد ذلك تتقلص المساحة التي ننتمي إليها بشكل أكبر حتى تصل إلى البيت نفسه وقبلها القارة والدولة وبعدها المنطقة وتتقلص بعد ذلك لتكون الجماعة أو التيار وحتى تنتهي بالمجتمع الأصغر وهو بيتك.
في خضم كل هذا الزحام والتحولات السريعة التي يعيشها الفرد تتكون لديه منظومة من المبادئ والأخلاقيات التي يؤمن بها ويعيش حياته وفقاً لها، فالمسلم العربي على سبيل المثال يعيش على أوامر دينه وأركانه وملتزم بأخلاقيات المجتمع الذي يعيش فيه، كذلك المسلم الغير عربي فهو يعيش أيضاً على أوامر نفس الدين ولكن بعض أخلاقياته تختلف لاختلاف المجتمع الذي ينتمي إليه، ولكن الجميع يتمسك بمبادئه وتلك الأركان التي تعد اللبنة الأساسية في تكوينه الشخصي.
ولكن من الظواهر التي يستغرب منها العالم أجمع هو استعداد البعض لبيع كل شيء مقابل السلطة والمال في تجسيد الميكافيلية بأبهى صورة فالغاية تبرر الوسيلة بغض النظر عن المنظومة الأخلاقية التي ينتمي لها.
تتساقط المبادئ كما تتساقط أوراق الخريف ليصبح الفرد خاوياً بعد أن تنازل عما كان يزينه من فكر يحمله أو مبدأ يدافع عنه، فالعيش بلا هدف وتنازلك عن مبدأ كنت يوماً تقدسه يؤدي لخلق حالة نفسية عكسية خاصة في انعدام التبرير لهذا التحول الشنيع الذي حل بك.
من علامات النضج والتقدم في العمر هو التغيير الذي يطرأ على أفكارك، بناء على تجربتك الطويلة وما تتعرض له من أحداث خلال أيامك التي عشتها بحلوها ومرها، وكل تلك الأفكار المختلفة التي استقبلتها وتناقشت فيها، كل ذلك يؤدي لتكون قاعدة مختلفة لديك عن تلك التي كنت تملكها بداية حياتك، ومنها تنتقل لعملية التسديد والمقاربة لتختار الأفضل فعلاً والأقرب لعقلك ولا يتناقض مع مبادئك، وإن لم يكن رأياً من مدرستك فأنت تتبناه لعلمك بأنه الأقرب والأصوب بعد تلك السنين.
هنا يكمن مربط الفرس ولب الحديث حول من يغير قناعاته دون الخروج والشذوذ عن مبادئه وبين من يبيع كل ذلك مقابل حفنة من المال وأي غرض آخر، ليتضح لك من هو الإنسان الذي يعيش ضمن أخلاقيات ومبادئ وبين ذلك الذي يعيش لمجرد العيش وتقديم التنازلات ولو كانت على حساب دينه ووطنه ونفسه بطبيعة الحال.
{{ article.visit_count }}
في خضم كل هذا الزحام والتحولات السريعة التي يعيشها الفرد تتكون لديه منظومة من المبادئ والأخلاقيات التي يؤمن بها ويعيش حياته وفقاً لها، فالمسلم العربي على سبيل المثال يعيش على أوامر دينه وأركانه وملتزم بأخلاقيات المجتمع الذي يعيش فيه، كذلك المسلم الغير عربي فهو يعيش أيضاً على أوامر نفس الدين ولكن بعض أخلاقياته تختلف لاختلاف المجتمع الذي ينتمي إليه، ولكن الجميع يتمسك بمبادئه وتلك الأركان التي تعد اللبنة الأساسية في تكوينه الشخصي.
ولكن من الظواهر التي يستغرب منها العالم أجمع هو استعداد البعض لبيع كل شيء مقابل السلطة والمال في تجسيد الميكافيلية بأبهى صورة فالغاية تبرر الوسيلة بغض النظر عن المنظومة الأخلاقية التي ينتمي لها.
تتساقط المبادئ كما تتساقط أوراق الخريف ليصبح الفرد خاوياً بعد أن تنازل عما كان يزينه من فكر يحمله أو مبدأ يدافع عنه، فالعيش بلا هدف وتنازلك عن مبدأ كنت يوماً تقدسه يؤدي لخلق حالة نفسية عكسية خاصة في انعدام التبرير لهذا التحول الشنيع الذي حل بك.
من علامات النضج والتقدم في العمر هو التغيير الذي يطرأ على أفكارك، بناء على تجربتك الطويلة وما تتعرض له من أحداث خلال أيامك التي عشتها بحلوها ومرها، وكل تلك الأفكار المختلفة التي استقبلتها وتناقشت فيها، كل ذلك يؤدي لتكون قاعدة مختلفة لديك عن تلك التي كنت تملكها بداية حياتك، ومنها تنتقل لعملية التسديد والمقاربة لتختار الأفضل فعلاً والأقرب لعقلك ولا يتناقض مع مبادئك، وإن لم يكن رأياً من مدرستك فأنت تتبناه لعلمك بأنه الأقرب والأصوب بعد تلك السنين.
هنا يكمن مربط الفرس ولب الحديث حول من يغير قناعاته دون الخروج والشذوذ عن مبادئه وبين من يبيع كل ذلك مقابل حفنة من المال وأي غرض آخر، ليتضح لك من هو الإنسان الذي يعيش ضمن أخلاقيات ومبادئ وبين ذلك الذي يعيش لمجرد العيش وتقديم التنازلات ولو كانت على حساب دينه ووطنه ونفسه بطبيعة الحال.